نَبِحتْ شِرارُ الخَلْقِ تَقْذِفُ بِالتُّهَمْ
![]() لِتَعِيبَ مَنْ أَرْسَى المَبادِئَ والقِيَمْ ![]() وتُبِِينَ عَن قَلْبٍ تَقاطَرَ حِقْدهُ
![]() يَحْوِيهِ صَدْرٌ شانِئٌ مُنْذ القِدَمْ ![]() أيْنَ النُّباحُ وإن تَكاثَرَ أَهْلهُ
![]() مِنْ نَيْلِ بَدْرٍ قَدْ سَما فَوْقَ القِمَمْ ![]() لا بَلْ سِراجٌ ساطِعٌ يَهْدِي الوَرَى
![]() سَعِدَتْ بِه وَبِنُورِهِ كُلُّ الأُمَمْ ![]() جَادَ الكَريمُ بِهِ بِأَعْظَمَ نِعْمَةٍ
![]() فَتَحَ القُلوبَ الْغُلْفَ أَحْيا مِنْ عَدَمْ ![]() قَدْ تَمَّمَ الأَخْلاقَ بَعْدَ ضَياعها
![]() وَشَفَى العَلِيلَ مِن الوَساوِسِ والسَّقَمِ ![]() بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ قامَتْ شِرْعَةٌ
![]() والسَّقَمْ والفُحشُ والبَغْيُ البَغيضُ قَد انْهَدَمْ ![]() فَغَدا ظَلامُ الكَوْنِ صُبْحاً مُشْرِقا
![]() لَمّا اسْتَضاءَ بِنورِ أحْمَدَ وابْتَسَمْ ![]() |
سَحّاء كَفُّ مُحَمَّدٍ بِعَطائِها
![]() كَالْغَيْثِ عِنْدَ عُمُومِهِ لا بَلْ أَعَمْ ![]() مَنْ ذا يُطاوِلُ رَحْمَةً فِي قَلْبِهِ
![]() مَنْ ذا يُبارِي في السَّماحَةِ والكَرَمْ ![]() فَلْتَسألِ الثِّقلينِ عَنْ أخلاقِهِ
![]() بلْ سائِلِ الطَّيرَ المُحَلِّقَ بِالقِمَمْ ![]() مَنْ صاحَ بالأصحاب رُدّوا فَرْخَهَ
![]() كَيْ يسعد العُشَّ الشَّتيتَ وَيَلْتَئِمْ ![]() بَلْ سائِلِ الجَمَلَ الْبَهِيمَ إذِ اشْتكى
![]() لِمُحَمَّدٍ بِدِموعِهِ مُرَّ الألَمْ ![]() فَوَعَى الخِطابَ وقامَ يُعْلنُ غاضِباً
![]() لا يَرْحَمُ الرحمنُ إلا مَن رَحِمْ ![]() وَعَفا عَن الخصْمِ اللَّدودِ وَسَيْفُهُ
![]() ِبيَمِينِهِ وَالخصْمُ قَدْ ألْقَى السَّلَمْ ![]() هَلاَ رأيتمْ مِثلَ عفوِ محمدٍ
![]() عَنْ أهلِ مكةَ عَبرَ تاريخِ الأُمَمْ ![]() هَلْ يَقْتُلُ المُخْتارُ شَيْخاً فانِيا
![]() هَلْ يَقْبَلُ المُخْتارُ نَقْضاً لِلذِّمَمْ ![]() هَلْ مَثَّلَ المختارُ أو قَتَلَ النِّسا
![]() هل أَهْلَكَ المختارُ شَعباً وانتقَمْ ![]() فَهُوَ الطبيبُ بِحَرْبهِ وبِسِلْمِهِ
![]() يَجْتَثُّ أسْبابَ الشِّكايةِ والسّقَمْ ![]() لِيُزيلَ أنظِمةً تُجَرِّعُ شَعْبَها
![]() كأْسَ المَذَلَّةِ والعِبادَةِ لِلصَّنَمْ ![]() ولِيُشْرِقَ التّوْحِيدُ فِي أرْجائِها
![]() ولِيَشكُرَ المخلوقُ مَنْ أسْدَى النِّعَمْ ![]() هذا جهادُ نَبِيِّنا وَمُرادُهُ
![]() فاذْكُرْ مَقاصِدَ حَرْبِكُمْ كُلَّ الأُممْ ![]() |
ولْتَسْألِ الْبوسْنا تُجِبْكَ نِساؤها
![]() الثَّكْلَى وَقَبْرٌ جامِعٌ وبحارُ دَمْ ![]() بَلْ سائلِ الشّيشانَ مَنْ أَوْرَى بِها
![]() ناراً أحَاطتْ بِالسُّهولِ وبالقِمَمْ ![]() أينَ الرَّضيعُ وأُمُّهُ وَرِفاقُهُ
![]() دُفِنَ الجميعُ بِقَعْرِ بَيتٍ منهدمْ ![]() والمسجدُ الأقصى يَئنُّ بِجُرْحِهِ
![]() بَيْنَ الجماجمِ سائلاً أينَ القِيَمْ ![]() مَنْ أجَّجَ الحَرْبَيْنِ فَتْكاً بِالوَرَى
![]() أمُحَمَّدٌ أمْ صَحْبُهُ أَمْ هُمْ أساطِينُ الْعَجَمْ ![]() فاسْأَل هِيروشيما وسائل أُخْتَها
![]() لَمْ يَنْجُ مِنْ إنْسٍ ولا صَخْرٍ أصَمّْ ![]() فهَلِ الدّفاعُ عنِ الحقوقِ جريمةٌ
![]() والظُّلْمُ والإلحادُ حقٌّ يُحتَرَمََ ![]() |
يا جاحِداً للحقِّ رغْمَ وضوحِهِ
![]() أبِأرْضِكُمْ زمنُ العُقولِ قَدِ انصَرَمْ ![]() هلاّ أقَمْتَ لِما افْتَريْتَ دَليلَهُ
![]() إنَّ الدَّليلَ لِكُلِّ قَوْلٍ يُلْتَزَمْ ![]() هلاّ تُقارنُ بَينَ هَدْي مُحمدٍ
![]() ونُصوص أسَفارِ الضَّلالَةِ عِندكمْ ![]() هَلاّ لآيات الكِتابِ عَقِلْتمُ
![]() هِيَ لِلْفَلاحِ صِراطُهُ الحقُّ الأتَمْ ![]() قدْ فاقَ كلَّ المعجزاتِ بهَدْيِهِ
![]() وبِنَظْمِهِ وحقائقٍ تَشفِي السّقَمْ ![]() هلاّ بَصَرْتُمْ نُورَهُ بَدَلَ العَمَى
![]() هلاّ سمِعْتُمْ قولَهُ بَدَلَ الصَّمَمْ ![]() هلاّ تَبِعْتُمْ هَدْيَهُ بَدَلَ الهَوَى
![]() هلاّ عَبَدْتُمْ ربَّهُ بَدَلَ الصَّنَمْ ![]() سَلِّمْ أو ِائتِ بِمِثْلِهِ أو بَعضِهِ
![]() واجْمَعْ شُهودَكَ مَنْ تَشاءُ مَعَ الْحَكَمْ ![]() فإذا عَجزْتَ وإنَّ ذَلِكَ واقِعٌ
![]() فَاحْذَرْ سَعيراً فِي مَآلِكَ تَضْطرِمْ ![]() واحْذرْ قَوارِعَ بِالطُّغاةِ تتابَعَتْ
![]() مِنْ عِندِِ جَبَّارٍ قَوِيٍ مُنتَقِمْ ![]() واسْألْ أبا لَهَبٍ وَسائِلْ زَوْجَهُ
![]() كَيفَ العذابُ بِمَنْ بَغَى وَبِمَنْ ظَلَمْ ![]() واسْألْ أبا جهلٍ وَسائِرَ صحْبهِ
![]() وَقَلِيبَ بَدْرٍ قَد طَوَى تِلكَ الرِّمَمْ ![]() |
لَمَّا وَهَى قَوْمِي لِحُبِّ لُعاعَةٍ
![]() من طَيْفِ عَيْشٍ عَنْ قَريبٍ يَنْصَرِمْ ![]() طَمِعَ الذِّئابُ بِعِرْضِنا فَاسْتَأْسَدُوا
![]() وَتَطاوَلَ القزمُ الْحَقِيرُ عَلَى الْقِمَمْ ![]() مَن لِي بسيفِ الله فِي أصحابِهِ
![]() مَن لِي بِسَعْدٍ أو بِسَيْفِ الْمُعْتَصِمْ ![]() لِيَعُودَ جَمْعُ الْمارِقينَ لِرُشْدِهِمْ
![]() وَتَلوذَ أَفْواه السّفاهةِ بِالْبَكَمْ ![]() وَتُقَبِّلَ الأيْدِي كَما قَدْ قَبَّلَتْ
![]() قَدَمَ الجُدُودِ زَمانَ عِزٍ مُنْصَرِمْ ![]() يا أُمَّتِي هَيَّا انْهَضِي فَعَدُوُّنا
![]() مُتَرَبِّصٌ وَعُيونُهُ لا لَمْ تَنَمْ ![]() سِيرِي عَلَى هَدْيِ الرَّسول وَصَحْبِه
![]() مَن لازَمَ الهَدْيَ القَوِيمَ فَقَدْ غَنِمْ ![]() وَخُذي عَلَى أيْدي السَّفيهِ وَأعْلِني
![]() مَن سَبَّ أحمدَ يا طُغاةُ فَقَدْ قُصِمَ ![]() |
فَابْعَثْ إِلهَ العالَمينَ لأُمَّتِي
![]() رَجُلا بَدِينِكَ قائِماً يُعْلِي الْهِمَمْ ![]() ليوحِّدَ الصَّفَّ الشَّتِيتَ فَيَهْتَدِي
![]() ويُعِيدَ صَرْحًا لِلْكَرامَةِ قَدْ هُدِمْ ![]() وَاجْعَلْ صَلاتَكَ وَالسّلامَ عَلى النَّبِي
![]() ما لاحَ صَبْحٌ أوْ تَشابَكِتِ الظُّلَمْ ![]() وَكَذا عَلى الآلِ الكِرامِ وَصَحْبِهِ
![]() ما ناحَ طَيْرٌ فَوْقَ غُصْنٍ أَوْ عَلَمْ ![]() وابْعَثْهُ يَوْمَ العَرْضِ حَيْثُ وَعَدتَّهُ
![]() بِمَقامِهِ الْمَحْمودِ مِنْ كُلِّ الأُمَمْ ![]() |