الشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى هو واحد من أعلام السنة في العصر الحديث- مصري الجنسية –، كان صوفياً أول أمره ثم هداه الله للحق، وبعد أن شرح الله صدره للسنة أصبح له صولات وجولات مع الصوفية الخرافية وغيرها من الفرق الضالة، ولذا اشتهر بلقب "هادم الطواغيت"، ووصل الأمر بشيخ الطرق الصوفية في مصر أن يشتكيه إلى النيابة العامة من شدة وطأة مقالاته التي فضحت عوار الصوفية.
اسمه ومولده:
هو عبد الرحمن بن عبد الوهاب الوكيل، ولد في قرية "زاوية البقلي"، مركز الشهداء بمحافظة المنوفية بمصر سنة 1332هـ، الموافق الثالث والعشرين من شهر يونيو سنة 1913م.
نشأته وتعليمه:
نشأ الشيخ عبد الرحمن الوكيل نشأة علمية، فقد كان أهل القرىٰ في ذاك الزمان مهتمين بتعليم أبنائهم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، فحفظ القرآن في كُتَّاب القرية، ثم التحق بالمعهد الديني في طنطا؛ فدرس فيه تسع سنوات حتىٰ حصل علىٰ الثانوية الأزهرية.
كان والده رحمه الله من حملة كتاب الله، وشيخ البلد في زاوية البقلي، وقد حفظ ابنه الصبي عبد الرحمن (الموطأ) بجانب القرآن، وكان هذا من شروط الالتحاق بالمعهد الأحمدي التابع للأزهر بطنطا.
تخرج من كلية أصول الدين بالأزهر حاصلًا علىٰ الإجازة العالية بتفوق، ثم حصل علىٰ إجازة التدريس.
وظائفه:
عمل الشيخ عبد الرحمن الوكيل أول تخرجه مع وزارة المعارف المصرية؛ فعين مدرسًا للدين بالمدارس الثانوية (التربية والتعليم).
انتدب للتدريس بالمملكة العربية السعودية في المعهد العلمي بالرياض عام 1371هـ - 1952م.
وفي الستينيات انتقل إلىٰ كلية أصول الدين مدرسًا بها.
شغل منصب رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية فرع مصر القديمة، ثم اختير وكيلا أولا للجماعة بمصر.
وفي 23 صفر 1379هـ الموافق 27/8/1959 تم انتخابه نائبًا لرئيس الجماعة الثاني الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله فكان له خير معين.
وترأس تحرير مجلة الهدي النبوي، وكان يكتب التفسير بها حتىٰ توقفت.
انتخب رئيسًا عامًّا لجماعة أنصار السنة المحمدية في مصر بعد سفر رئيسها الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله إلىٰ المملكة العربية السعودية، وذلك في 15 محرم 1380هـ الموافق 9/7/1960؛ فكان بذلك ثالث رئيس للجماعة بمصر. وانتخب نائبًا له الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله.
واستمر علىٰ رأس إدارة الجماعة إلىٰ أن أدمجت في الجمعية الشرعية، بعدها انتدب للتدريس بكلية الشريعة بمكة المكرمة، وعمل أستاذًا للعقيدة بقسم الدراسات العليا إلىٰ وفاته بمكة المكرمة رحمه الله.
مؤلفاته وتحقيقاته:
1- هذه هي الصوفية.
2- البهائية: تاريخها، عقيدتها، وصلتها بالباطنية والصهيونية.
3- دعوة الحق.
4- الصفات الإلهية.
5- صوفيات.
6- زندقة الجيلي.
7- الجيلي وكتابه الإنسان الكامل.
8- من ضلالات الصوفية.
9- سيد الخلق صلي الله عليه وسلم بشر.
10- وسائل التوحيد.
11- أثر التصوف في العقيدة.
12- نظرات في التصوف.
13- طواغيت.
14- مفتريات.
15- جمهرة المقالات.
16-الصوفية وأثرها في العقيدة.
17-عبر وذكريات.
18- لمحات عن جهاد شيخ الإسلام بن تيمية –رحمه الله-.- ينشر لأول مرة -.
19-ديوان أشعاره.
20- الصفات الألهية بين السلف والخلف.
أما تحقيقاته وتعليقاته فهي عن الكتب الآتية:
1- الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، للإمام المحدث عبد الرحمن السهيلي.
2- إعلام الموقعين عن رب العالمين، لابن قيم الجوزية.
3- مصرع التصوف، لبرهان الدين البقاعي.
4- ولاية الله والطريق إليها، لإبراهيم إبراهيم هلال (تقديم).
5- صراع بين الحق والباطل، سعد صادق.(تقديم)
والشيخ رحمه الله كان شاعرًا مكثر الإنتاج في الشعر، وكان خطيبًا مفوهًا.
ثناء العلماء عليه:
قال العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله في مقدمة تحقيقه لكتاب نقض المنطق:
ثم وكلت إلىٰ الأخ الفاضل المحقق عبد الرحمن الوكيل - وكيل جماعة أنصار السنة المحمدية - عمل مقدمة له؛ لأنه متخصص في الفلسفة، وله بصر نافذ فيها، وهو من خلصاء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
قال الشيخ محمد علي عبد الرحيم رحمه الله الرئيس العام السابق لجماعة أنصار السنة المحمدية في مقدمة كتاب "دعوة الحق":
كان الشيخ عبد الرحمن الوكيل موفور الحظ من اللغة، وجمال البلاغة، ووضوح المعنىٰ، وسعة الاطلاع، وشرف الغاية، كما جمع علمًا مصفًّىٰ من شوائب البدع والخرافات، وكان حسن اللغة، قليل اللحن، فصيح العبارة، له اجتهاداته الواعية، وكان في ذلك نمطًا فريدًا.
قال الشيخ محمد صادق عرنوس رحمه الله :
إن أخانا الأستاذ النابغة عبد الرحمن الوكيل، المعروف بين قراء الهدي النبوي بهادم الطواغيت قد أصبح أخصائيًّا في تشريح التصوف، والإحاطة بوظائف أعضائه، والأستاذ الوكيل يتعلم وينبغ ليُمرِّضَ، ويكون سببًا في الشفاء.
وفاته:
قضىٰ الشيخ عبد الرحمن الوكيل حياته الحافلة بالجهاد في سبيل دعوة التوحيد والتي ختمها إلىٰ جوار البلد الأمين أستاذًا في كلية الشريعة بمكة المكرمة، ومدرسًا في المسجد الحرام إلىٰ أن توفاه الله في الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى عام 1390هـ، الموافق 1970م، ودفن بمقابر المعلاة (الحجون)، وقد ترك ثلاثة أبناء، ابنتين وولدا. رحمه الله رحمة واسعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد عبد الغني المصري