الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المثابرة تصنع العجائب

المثابرة تصنع العجائب

المثابرة تصنع العجائب

لو تصفحتم يا أبنائي وبناتي سير عظماء الرجال وعظيمات النساء, لوجدتم أنهم يشتركون في عدد من الصفات والعادات الحسنة, وهي التي جعلتهم عظماء ومتميزين, وستجدون من بين تلك الصفات (المثابرة) والقدرة على الاستمرار في العمل؛ وذلك لأن الأعمال الصغيرة حين تستمر تتراكم, وتتحول إلى أعمال عملاقة, وكلكم يعرف ما تفعله قطرات الماء الواهية في الحجر الأصم, إنها مع الاستمرار تحفر فيه الأخاديد, وتغير شكله.

إن كثيراً من عمل الشيطان يتركز في حرماننا من الاستمرار في الأعمال الصالحة والنافعة وصرفنا إلى التسلية أو عمل ما لا خير فيه, وقد أمر الله - تعالى - نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يلتزم العبادة إلى آخر لحظة في حياته حيث قال - سبحانه -: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ), وقال صلى الله عليه وسلم: (من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه, فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كتب الله له كأنما قرأه من الليل).

إن المسلم يحرص على أداء ما التزم به من التنفل والتطوع في ليله, فإن فاته شيء لأي عارض, فإنه يبادر إلى قراءته وأدائه في الشطر الأول من النهار, ليعلن بذلك أنه لم يهزم, ولم يتراجع, وأنه قادر على استدراك ما فاته في أقرب وقت. وفي سياق التحذير من النكوص والتراجع وفقد الاستمرار على صعيد العبادة يذكر عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل, فترك قيام الليل).

ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟
إنه يعني الآتي:
1ـ عودوا أنفسكم طلب المعونة من الله - تعالى - في كل شأن من شؤونكم.

2ـ على كل واحد منكم أن يرتب على نفسه مهمات يومية على صعيد العبادة والقراءة وإنجاز بعض الأعمال النافعة, وليحاول أن يكون ما يلتزم به ضمن طاقته وقدرته, وليحذر من الإكثار حتى لا يقع في العجز والسأم, وحتى لا يجد في نفسه مسوغاً للانقطاع.

3ـ حاولوا مصاحبة ذوي الهمم العالية وأهل الاستقامة والثبات حتى تقتبسوا من عزائمهم.

4ـ قاوموا وساوس الشيطان لكم بالانقطاع عن العمل, وجاهدوا أنفسكم في ذلك.

5ـ التزموا بقضاء ما يفوتكم من ساعات القراءة والعمل التطوعي وذلك من باب تربية النفس وحملها على العزائم.

6ـ رتبوا على أنفسكم بعض العقوبات الشخصية حين تقصرون في أداء ما أنتم ملتزمون به, كأن يقرأ الواحد منكم مدة ساعة ونصف مقابل إهماله في القراءة مدة ساعة.

7ـ اقرؤوا في تراجم بعض الذين حققوا إنجازات كبيرة لتتعلموا منهم الآليات التي مكنتهم من الارتقاء إلى القمة.

8ـ لا تتحدثوا عن قرباتكم إلى الله - تعالى - أمام الناس حتى تحصنوا أنفسكم من الرياء.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

قضايا شبابية

أفشوا السلام بينكم

إفشاء السلام بين المسلمين سبب من أسباب التآلف ومفتاح استجلاب المودة، والمقصود بإفشاء السلام نشره والإكثار منه،...المزيد