الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المستشرقون يؤكدون: الإسلام دين ودولة

المستشرقون يؤكدون: الإسلام دين ودولة

المستشرقون يؤكدون: الإسلام دين ودولة

لن تجد مستشرقا درس الإسلام وحضارته - مهما كان موقفة منه – إلا واعترف بأن الإسلام دين ودولة وأنه قد تميز في ذلك كل التميز على المسيحية..

ومن هؤلاء المستشرقين العلامة الألماني "شاخت جوزيف" (1902-1969م) الذى شغل كرسي الأستاذية في كثير من جامعات الغرب والشرق.. والذي ملأ الحياة الفكرية بدراساته وتحقيقاته في العلوم الإسلامية والتراث الإسلامي..

شهاد خبير:
وفي علاقة الدين بالدولة يشهد "شاخت" - شهادة الخبير - على:
- تميز الإسلام بأنه دين ودولة..
- وتميز الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي..
- وأن سلطة القانون الإسلامي فوق سلطة "الدولة"..
- وعلى قوة تأثيرات الفقه الإسلامي في الثقافات القانونية التي جاورته أو اتصلت به..

الفرق بين الإسلام والمسيحية:
يشهد العلامة "شاخت" على ذلك كله فيقول:
"إن النزاع بين الدين والدولة اتخذ أشكالا مختلفة:
ففي المسيحية: كان هناك صراع من أجل السلطة السياسية من جانب هيئة كنسية منظمة تنظيما متدرجا ومتماسكا ينتهى إلى رياسة عليا كان القانون الكنسي أحد أسلحتها السياسية.

أما في الإسلام: فلم يكن قط يشبه "كنيسة". فالشريعة الإسلامية لم تستند مطلقا إلى تأييد قوة منظمة، وعلى ذلك فلم ينشأ قط في الإسلام اختبار حقيقي للقوى بين الدين والدولة.. وظل المبدأ القائل بأن الإسلام من حيث هو دين ينبغي أن ينظم الناحية القانونية في حياة المسلمين - قائما لا يتحداه أحد..".

"ومن أهم ما أورثه الإسلام للعالم المتحضر قانونه الديني، الذى يسمى "الشريعة"، والشريعة الإسلامية تختلف اختلافا واضحا عن جميع أشكال القانون، إنها قانون فريد في بابه.. إن الشريعة الإسلامية هي أبرز ما يميز أسلوب الحياة الإسلامية.. وهي لب الإسلام ولبابه..

والخصيصة الرئيسية التي تجعل التشريع الإسلامي على ما هو عليه، وتضمن وحدته مع كل ما فيه من تنوع، وهي نظرته لجميع أفعال البشر وعلاقاتهم بعضهم ببعض، بما في ذلك ما نعده قانونا على اساس المفهومات التالية: الواجب والمندوب والمتروك والمكروه والمحظور، وأدمج القانون بمعناه الدقيق في هذا النظام من الواجبات الدينية إدماجا تاما.."

"بالرغم من أن التشريع الإسلامي قانون ديني، فإنه من حيث الجوهر لا يعارض العقل بأي وجه من الوجوه.. وهو ذو منهج منظم، يؤلف مذهبا متماسكا، ونظمه المتعددة مترابطة بعضها مع بعض..".

الشريعة وقانون الفقهاء
يقول شاخت: "ويتجلى في الشريعة الإسلامية نموذج بليغ لما يمكن أن يسمى " قانون الفقهاء". فقد أنشأ هذا القانون وطوره فقهاء متخصصون أنقياء بجهود خاصة.. ولقد قدم التشريع الإسلامي مثالا لظاهرة فريدة يقوم فيها العلم القانوني، لا الدولة، بدور المشرع، وتكون فيها لمؤلفات العلماء قوة القانون".

"ولقد أثر التشريع تأثيرا عميقا في جميع فروع القانون عند أهل الديانات الأخرى، من اليهود والنصارى، والذين شملهم تسامح الإسلام وعاشوا في الدولة الإسلامية.. فاليهودي موسى بن ميمون (601هـ - 1204م) قد تأثر ببعض ملامح المؤلفات الإسلامية في تنظيمه للمادة القانونية في مدونته (مشنة توراة) وهو عمل لم يسبقه إليه أحد من اليهود..

وبالنسبة للجانب المسيحي، فليس هناك شك في أن اليعاقبة والمونوفيزية - أصحاب الطبيعة الواحدة – والنسطوريون لم يترددوا في الاقتباس بحرية من قواعد التشريع الإسلامي".

تلك شهادة علم من أعلام المستشرقين، تحتاج إلى من يتأملها.. وإلى من يتعلم منها!

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة