نشرت الصحف المصرية الصادرة يوم الجمعة الماضي 31 يوليو 2015 (الفجر، والأهرام وغيرها) خبرا له دلالة كبيرة، وسيكون له دوره وخطره على أبناء المسلمين جاء فيه:
"أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن إطلاق قناة جديدة تهتم بالطفل القبطى الأرثوذكسى، فى نواحى الحياة كافة، ويتولى الإشراف عليها الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة، وعميد كلية البابا شنودة الإكليريكية.
وقال الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، فى تصريح خاص لـ «الفجر»، إنه تم تكليفه بتولى مهام القناة من البابا تواضروس الثانى، مؤكدًا أن إنشاء القناة جاء بأمر من المجمع المقدس للكنيسة الذى يضم جميع مطارنتها وأساقفتها.
وأكد الأنبا مرقس أن الهدف من إنشاء القناة، هو تثبيت الطفل على الهوية القبطية الأرثوذكسية، لتلقينه الإيمان السليم دون أى تغيير، ما يساهم فى إخراج شباب واعٍ ومدرك وحافظ للإيمان مصطبغ بالهوية القبطية والعقيدة الأرثوذكسية، وكشف أن القناة ستحمل اسم «كوجى»- كلمة قبطية تعنى صغيراً.
وعن موعد إطلاق القناة بشكل رسمى عبر شاشات التليفزيون، لفت الأنبا مرقس إلى أن موعد الإطلاق حدده البابا تواضروس الثانى، وسيكون آخر العام الجارى.
وأوضح الأنبا مرقس أن العمل بالقناة غير قاصر على أحد بعينه، مؤكدًا أن الكنيسة طرحت بريداً إلكترونياً، يتيح لجميع الشباب والعاملين فى مجال الإعلام، والراغبين بالعمل داخل القناة إرسال أفكارهم، التى تخضع للفحص بعناية ومناقشتها، للخروج بأكبر كمّ من الأفكار التى تساهم فى جذب الطفل واستفادته من القناة والمادة المطروحة بها.
«كوجى» هى القناة الثالثة التى تعلن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رعايتها، بعد قناة «مارمرقس» والتى تخضع لإشراف الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، وقناة «تكفيك نعمتى» والتى تهتم بذوى الاحتياجات الخاصة" اهـ.
دلالات خطيرة:
وهذا خبر له دلالات هامة وخطيرة ينبغي الاهتمام بها، والانتباه لها والتنويه عنها:
أولا: المكانة غير المسبوقة التي بلغتها الكنيسة في مصر :
ففي الوقت الذي أغلقت فيه كثير من القنوات الإسلامية، والدعوية، وضيق على الباقي منها، وأحكمت الرقابة على المساجد، وأغلق الكثير من مؤسسات العمل الخيري، ويجري العمل على قدم وساق لتجفيف منابع الدعوة والعمل الإسلامي في مصر.. نجد في ذات الوقت إطلاق يد الكنيسة بكل مؤسساتها وجمعياتها وأبرشياتها لتفعل ما تشاء، ويفتح لها جميع الأبواب على مصاريعها دون قيد أو شرط.. حتى كان من المضحكات المبكيات في بلد الأزهر وحاضرة الإسلام أن بعض الجمعيات الخيرية المسيحية (التنصيرية) هي التي تنظم الخيم الرمضانية وموائد الإفطار لأبناء المسلمين في رمضان، بعد تغييب أكثر الجمعيات الخيرية المسلمة، وليقف على باب الخيمة قسيس يضع على صدره صليبا ضخما يستقبل به الصائمين من أبناء المسلمين ويقدم لهم هدايا الرب يسوع على الإفطار !!!!.. في صورة تذكرك بداهة ومباشرة بالهيئات التنصيرية لفقراء أفريقيا المسلمين.
ثانيا: القناة دينية بامتياز
فهي قناة دينية في مصدر إنشائها، وإشرافها، والمادة المقدمة فيها، حتى في نفقاتها ومصادر تمويلها، بل وحتى في اسمها.
فالقناة ـ كما جاء في الخبر، وعلى لسان المشرف عليها الأنبا مرقص ـ: أن قرار إنشائها "جاء بأمر من المجمع المقدس للكنيسة الذى يضم جميع مطارنتها وأساقفتها".
والمشرف عليها هو الأنبا مرقص: أسقف شبرا الخيمة، وعميد كلية البابا شنودة الإكليريكية، وقد أعلنت الكنيسة رسميا أنها تحت رعايتها، وأعلن المشرف عليها أن البث سيتم من مطرانية شبرا الخيمة على القمر الصناعي نايل سات .
والمادة المقدمة فيها على لسان مشرفها أيضا: "هو تثبيت الطفل على الهوية القبطية الأرثوذكسية، وإنشاء جيل مصطبغ بالهوية القبطية والعقيدة الأرثوذكسية".
وأما اسمها: فهو "كوجي"، وهو يدل على الهوية القبطية للقناة؛ فهو لفظ ليس عربيا، وإنما هو لفظ قبطي معناه "الصغير".
وأما تمويلها: فقد جاء في جريدة الأهرام أن مصدر تمويلها هو التبرعات التي يتبرع بها رعايا الكنيسة، فهي قناة دينية صرفة في جميع جوانبها.
وفي حدود علمي أن إنشاء مثل هذه القنوات الدينية الصرفة والصريحة إن لم يكن ممنوعا فهو مضيق عليه أشد التضييق، ويخضع لضوابط معقدة تجعل من التصريح لها أمرا مستحيلا أو أشبه بالمستحيل.. لكن يبدو أن هذا المستحيل في حق المسلمين دون غيرهم.
أحرام على بلابله الدوح .. حلال على الطير من كل جنس
ثالثا: ليست الأولى بل الثالثة
وكما جاء في الخبر أن هذه القناة ليست الأولى التي تطلقها الكنيسة، وإنما هى القناة الثالثة التى تعلن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رعايتها، بعد قناة «مارمرقس» والتى تخضع لإشراف الأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، وقناة «تكفيك نعمتى»، والتى تهتم بذوى الاحتياجات الخاصة. وواضح أيضا أن القناتين الأخريين على نفس النهج ونفس الإشراف!!!!!
ومن المعلوم أن هناك قنوات نصرانية صرفة وخالصة تعمل في الفضاء المصري، ولكن ربما لم تعلن الكنيسة رعايتها لها.
رابعا: اهتمام الكنيسة بالعمل الإعلامي:
وهو ما يدل على وعي شديد، وأن العمل الكنسي ليس ارتجاليا، وإنما هو عمل منظم مرتب ـ كما هو معلوم ـ له رؤى وأهداف واستراتيجيات وأولويات.. وهو يدرك دور الإعلام وأثره في توجيه الرأي العام، والمشاركة في صناعة الأحداث وصياغة المجتمع، وهو ما عجز كثير من المسلمين عن فهمه، أو غفلوا عنه، أو عجزوا عن تحقيقه.
خامسا: الاهتمام بالطفل
وهو أيضا دلالة على بعد النظر والتخطيط السليم .
فالطفل مادة خام يتم تشكليها حسب ما يقدم لها وما تسمعه وما تراه، ومعلوم أن قنوات الأطفال لا تختص بملة، وإنما يشاهدها كل الأطفال، ـ وربما الكبار أيضا ـ سواء المسلمون وغيرهم... خصوصا مع غفلة كثير من الآباء عن المتابعة والتوجيه. وكما جاء في العنوان الرئيسي للخبر في جريدة الأهرام على لسان الأنبا مرقص: "إنها لكل الأطفال المصريين".
ومن خلال ما يعرض في هذه القناة وأمثالها يمكن توجيه الطفل وصياغته في القالب المراد، وصبغته بالصبغة المخطط لها والمعدة سلفا، فينتزع أبناء المسلمين من دينهم وعقيدتهم، وينسلخوا عن هويتهم ويسرقوا من بين أيدي ذويهم، وإن بقيت أسماؤهم إسلامية ولكن قلوبهم قد أشربت دينا آخر وصبغت بصبغة مختلفة.
إننا نحذر من هذه القنوات من الآن وقبل شهور من انطلاقها، وننوه على ضررها وخطرها على أبناء المسلمين، في ذات الوقت الذي نناشد فيه أولياء الأمر وذوي الوجاهات وأصحاب الأموال للاهتمام بإيجاد إعلام إسلامي فاعل عموما ، وإعلام موجه للطفل المسلم خصوصا.
ألا قد بلغت .. اللهم فاشهد.