الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العنف ضد الأطفال طريق الانحراف

العنف ضد الأطفال طريق الانحراف

العنف ضد الأطفال طريق الانحراف

الأبناء نعمة أنعمها الله علينا يقول تعالى(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)) لكهف : 46)، فهي نعمة عظيمة حرم منها الكثير، لذا من واجب الوالدين أن يحسنوا تربيتهم.
إن بعض الآباء لا يملك العلم التربوي، والذي من أهم صفاته الصبر لأن التربية بلا صبر لا تربية، ولا يعصب أبداً بل دائما يستوعب المشكلة ودائما يحاول أن يغير السلوك السيء إلى الأحسن، فالعصبية تقود للعنف أحيانا، وبدلا من أن يتدارك المشكلة يجدها تتفاقم، فالعنف ضد الطفل يمكن أن يقوده للانحراف، فيكون من الصعب تدارك المشكلة حينها
.

مفهوم العنف ضد الأطفال وما أشكاله
فالمقصود من العنف ضد الأطفال هو كل سلوك سواء كان لفظي أو غير لفظي وفيه إساءة للطفل من قِبل الوالدين وفيه استخدام للقوة والسلطة والذي يلحق الأذى بالطفل، ونجد أن للعنف ضد الأطفال أشكالا منها:

1. عنف لفظي: هو الألفاظ المسيئة التي يتلفظ بها الأم أو الأب، وفيه توبيخ للأبناء من سب وشتم وعبارات التهديد والإهانة، ويعتبر العنف اللفظي من أكثر الأشكال تأثيرً على نفسية الطفل حيث يفقده أهميته.

2. عنف جسدي: وهو الضرب الجسدي سواء باليد أو باستخدام العصا أو أداة حادة، وتترك أثرا على جسد الطفل يصعب إخفاؤه، والعنف الجسدي من أكثر الأشكال وضوحا واثباتا له.

3. عنف اجتماعي: وهو الاستهزاء المتعمد بالطفل وإهانته وضربه أمام الآخرين.

4. عنف جنسي: وهو استخدام أحد الوالدين الأبناء أو من ينوب عنهما سواء كانوا ذكورا أو إناثاً لإشباع الرغبة الجنسية بالإكراه أو الخديعة، وفيه انتهاك لخصوصية الطفل وحقوقه الجنسية.

5. الحبس المنزلي والطرد من المنزل: كي يتقي الوالدان شر الأبناء عند صدور سلوك سيء منهم، وعند عدم تمكن الوالدين من تهذيب سلوكهم، يقومان بالحبس في المنزل بالنسبة للإناث والطرد من المنزل بالنسبة للذكور.

آثار العنف على انحراف الأطفال

1. نتيجة العنف الذي تلقاه الطفل من الوالدين أو أي أحد من أفراد الأسرة، تصبح لديه شخصية عدوانية، فيقوم بممارسة العنف ذاته ضد الأخرين حتى يفرغ العنف الذي بداخله ضدهم.

2. أغلب المعنَّفين لا يجدون الراحة في المنزل لذا يقوم البعض منهم بترك البيت والاتجاه إلى الشارع، ويتلقاهم أصدقاء السوء الذين يقودونهم للتشرد والانحراف، فيستغلونهم في العديد من الجرائم من سرقة ومخدرات ودعارة.

3. يتجه المعنف أحياناً إلى ممارسة كافة الجرائم الغير قانونية من نصب وتزوير وقتل وغيرها.

4. يتجه المعنف جنسيا إلى عالم الجنس للحصول على الإشباع الجنسي.

5. تدني مستوى الطفل دراسيا بسبب ضعف الانتباه والعدوانية، والرسوب في المدرسة.

علاج العنف للحد من انحراف الأطفال
من واجب المؤسسات الإعلامية والتربوية من مساجد ومدارس ووسائل التواصل الاجتماعي وقنوات فضائية أن يكون اهتمامها الأكبر بالحقوق الأسرية، فيقومون بنشر فكر السلام والمحبة بين أفراد العائلة وغرس المبادئ كالتسامح والايثار، والتحذير من العنف اللفظي أو غير اللفظي وبيان خطورته وآثاره، ويمكن أيضا تفعيل دور المؤسسات الاستشارات الأسرية لتقوم بتوجيه المقبلين على الزواج بضرورة تجنب العنف ضد الأطفال والآثار المترتبة على ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع

1. موسى، بن سعيد. (2018). العنف الأسري وأثره في انحراف الأطفال. مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية.

2. زيان، سعيد. عنف الآباء، أسبابه وآثاره على حياة الطفل: دراسة نفسية اجتماعية للعنف في الوسط الأسري الجزائري.

3. شهرزاد، محمداتني.(2015). نحو تصور مقترح لعلاج تنامي ظاهرة العنف الأسري.

4. فيديو "أفكار لتأديب ابنك من غير عصبية" للدكتور جاسم المطوع.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

معاً .. نربي ونعلم

وكان أبوهما صالحا

تربية الأبناء مسؤولية عظيمة على عاتق الآباء والأمهات، أمرهم الله بها، ودعاهم إليها في قرآنه فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا...المزيد