الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجليات أسماء الله الحسنى في رمضان

تجليات أسماء الله الحسنى في رمضان

تجليات أسماء الله الحسنى في رمضان

شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهو تجلٍّ عظيم لأسماء الله الحسنى وصفاته العلا، فكما أن رمضان يحملُ معاني الرحمة والعطاء والبركة؛ فإن أسماء الله الحسنى تحوي صفاتِه العُليا التي يُدبر بها شؤون الخلق سبحانه، فالعلاقة بين أسماء الله الحسنى ورمضان علاقة وثيقة، إذ تتجلى في هذا الشهر الكريم مظاهر رحمة الله تعالى وكرمه، ومغفرته لعباده.

أسماء الله الحسنى وتجلياتُها في رمضان
أسماء الله تعالى لا تعد ولا تحصى، ورد في الحديث ذكر تسعة وتسعين اسماً منها، وكلها تحمل معاني الرحمة والعظمة والجلال والكمال وغير ذلك، نذكر في هذه المقال بعضًا من أسماء الله تعالى التي تتجلى فيها رحمته ومغفرته لعباده المؤمنين في رمضان:
1. الرحمن الرحيم
من أبرز أسماء الله الحسنى التي تتجلى معانيها في رمضان اسما: الرحمن والرحيم، حيث نرى في هذا الشهر مظاهر رحمة الله الواسعة بعباده، ومن رحمته سبحانه: أنه فرض الصيام ليكون وسيلة للتقوى والتطهر (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]، ومن رحمته أنه يفتح أبواب الجنة، ويغلق أبواب النار، ويصفد الشياطين كما صحَّ بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مما يجعل الطريق إلى الله ميسرًا لعباده المؤمنين.
2. الغفور والتواب
فرمضان شهر المغفرة والتوبة، والله سبحانه وتعالى يُكثر فيه من منح عباده المغفرة والصفح عن ذنوبهم، قال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري ومسلم. فهذا الشهر فرصة عظيمة لمن أراد أن يتوب، فالله تعالى هو التواب الغفور، يقبل توبة العبد مهما عظمت ذنوبه، وقد قال الله تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ) [طه: 82].
3. الكريم والرزاق
من أسماء الله الحسنى التي تتجلى معانيها في رمضان اسما: الكريم والرزاق، حيث إنه سبحانه يغدق الله على عباده من فضله في هذا الشهر ما لا يغدق في سواه، فيرزقهم البركة في أعمالهم وأموالهم. قال الله تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ) [الذاريات: 58]. وكما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى: «كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود» رواه الترمذي.
4. العفو
من أكثر أسماء الله تعالى تجليًا في رمضان اسم العفو، فالله تعالى يمحو ذنوب عباده التائبين في رمضان ويبدلها حسنات، وفي ليلة القدر يُسنّ أن يدعو المسلم بالدعاء الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» رواه الترمذي. وهو القائل سبحانه: (إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا) [النساء: 43].
5. الهادي والنور
رمضان هو شهر الهداية، أنزل الله فيه القرآن هدى للناس، ومن أسمائه الحسنى سبحانه: الهادي والنور، والصائم في رمضان يبتعد عن الذنوب والمعاصي، ويتقرب إلى الله تعالى بالطاعات، والله تعالى يهديه بنور إيمانه وطاعته، فينشرح صدره، ويستقيم سلوكه. قال الله تعالى: (وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ) [يونس: 25].
فهذه الأسماء الحسنى من أسماء الله تعالى باب عظيم لفهم طبيعة العلاقة بين العبد وربه، خاصة في رمضان، حيث تتجلى معاني هذه الأسماء وما اشتملت عليه من الرحمة والمغفرة، والكرم والعفو، والهداية وغيرها، وعلى المسلم أن يكثر من التأمل في أسماء الله الحسنى، وأن يدعو الله بها لا سيما في رمضان، والله تعالى يقول: (وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ) [الأعراف: 180]؛ فيزداد بذلك إيمانه، ويقترب إلى الله أكثر.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة