الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المجاهد البطل..عماد عقل

المجاهد البطل..عماد عقل

المجاهد البطل..عماد عقل

ولد عماد حسن إبراهيم عقل في التاسع عشر من يونيو من عام ألف و تسعمائة و واحد و سبعين في مخيم جباليا بقطاع غزة . وكان والده الذي عمل مؤذنا بمسجد الشهداء قد اختار لابنه هذا الاسم "عماد" تيمنا بالقائد المسلم عماد الدين زنكي ، الذي حارب وقارع الصليبيين في فلسطين مهيئا الظروف لظهور البطل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله .

النشأة والتعليم
لقد عمر الإيمان قلب عماد منذ نعومة أظفاره حيث اعتاد ارتياد المساجد ونما وترعرع بين جدرانها ، ورضع لبن العزة والكرامة من خلال تلقي العلم والتعبئة فيها حتى توقدت في مشاعره جذوة الجهاد وحب الاستشهاد و مع بدء الانتفاضة المجيدة كان لعماد دور مميز إذ كان مقداما مبادرا عمل على تجميع الشباب واستنهاض هممهم وتجنيد العناصر للانخراط في صفوف حركة حماس ، وشارك بفاعلية في المواجهات والاشتباكات والمظاهرات وكون مع الشباب المسلم المجموعات الملاحقة لجنود الاحتلال وقطعان المستوطنين .
. هاجر أهله بعد حرب 1948 من قرية برعير القريبة من المجدل. درس في إحدى مدارس مخيم جباليا في المرحلة الابتدائية وحصل على ترتيب بين الخمسة الأوائل بين أقرانه ثم انتقل إلى المدرسة الإعدادية وبرز بين أقرانه، وأنهى المرحلة الثانوية عام 1988 من ثانوية الفالوجا وقد أحرز عقل المرتبة الأولى على مستوى المدرسة وبيت حانون والمخيم.
تقدم بأوراقه وشهاداته العلمية إلى معهد الأمل في مدينة غزة لدراسة الصيدلة، إلا أنه ما إن أتم إجراءات التسجيل ودفع الرسوم، حتى اعتقلته قوات الاحتلال وأودعته السجن في 23/ 9/ 1988 ليقدم للمحاكمة بتهمة الانتماء لحركة حماس والمشاركة في فعاليات الانتفاضة. وقضى 18 شهرا في المعتقل ليخرج في مارس 1990.
في العام الدراسي 1991-1992 تم قبوله في كلية حطين في عمان قسم شريعة. إلا أن سلطات العدو الصهيوني منعته من التوجه إلى الأردن بسبب نشاطه ومشاركته في الانتفاضة.

ضابط اتصال
انتخب في بداية عام 1991 ضابط اتصال بين مجموعة الشهداء وهي أول مجموعات كتائب عز الدين القسام، وبين قيادة كتائب القسام. وقد كانت مجموعة الشهداء هذه تعمل بشكل أساسي في قتل المتعاونين مع الصهاينة الخطرين إلى حين الحصول على قطع سلاح لتسليح أفراد المجموعة استعدادا لتنفيذ عمليات عسكرية ضد دوريات وجنود الاحتلال.
وأصبح عماد عقل مطاردا من قبل الصهاينة بعد اعترافات انتزعت من مقاتلين للحركة بعد تعرضهم لتعذيب شديد؛ فانتقل في 23/ 5/ 1992 إلى الضفة الغربية وعمل على تشكيل مجموعات جهادية هناك. ثم عاد بعد حوالي ستة أشهر إلى قطاع غزة بعد أن نظم العمل العسكري في الضفة الغربية وبعد أن تم اعتقال العشرات من مقاتلي القسام في الضفة الأمر الذي اضطر عقل إلى العودة إلى القطاع.
رفض المجاهد البطل عماد الخروج من قطاع غزة متجها إلى خارج فلسطين في ديسمبر 1992، وأصر على البقاء لكي ينال الشهادة على ثرى فلسطين.
بعد مضي عامين على مطاردة المجاهد عماد عقل من قبل الصهاينة، ظل فيها البطل يجوب الضفة الغربية وقطاع غزة يقاتل الصهاينة ويشكل المجموعات الجهادية لمقارعة المحتلين. تعرض للحصار من قبل قوات الاحتلال في مناطق مختلفة 7 مرات وفي كل مرة كان يتمكن من التخلص بفضل الله ثم بفضل رشاقته وخفة حركته وسرعة بديهته وخبرته العسكرية وكان اليهود يطلقون عليه (المطارد ذو السبعة أرواح ) يقول الصحفي الاسرائيلي روزن : تبني هذا الشخص أساليب ذكية جعلت مهمة اقتفاء أثره من قبل القوات الإسرائيلية مهمة شاقة ، إن مطاردة عماد عقل كانت من العمليات الصعبة المعقدة المحبطة في تاريخ عمليات المطاردة التي قامت بها أجهزة الأمن الإسرائيلية .

عملياته البطولية
لقد قام فارسنا المجاهد بالعديد من العمليات الجريئة التي أقضت مضاجع الأعداء ومنها:
1-تحطيم سيارة مخابرات و إصابة ركابها وذلك في حي الشيخ عجلين - غزة بتاريخ1992/4/5
2-جرح أربعة بينهم امرأة برتبة ضابط بالخليل في1992/10/21
3-قتل جندي و جرح آخر بالخليل في1992/10/25
4-قتل ثلاثة بينهم ضابط بطريق الشجاعية في1992/12/07
5-جرح اثنين بغزة في1993/02/12
بالاضافة إلى عمليات أخرى نتج عنها العديد من القتلى والجرحى.

رابين يساوم ... !!!
بعد أن فشلت أجهزة المخابرات الصهيونية في الوصول إلى جنرال حماس و تصفيته ونتيجة للعمليات المؤلمة التي قادها البطل عماد عقل لجأت إلى أسلوبٍ آخر و هو المساومة ، حيث إن رئيس الوزراء الصهيوني رابين اتصل بأهله و عرض عليهم أن يخرج عماد إلى مصر أو الأردن بسلامٍ على أن يعود بعد ثلاث سنوات دون أن يقدّم إلى المحاكمة ، فردّ البطل عماد بقوله: "إن رابين لا يستطيع أن يمنع شاباً قرّر أن يموت" .

وفاته
في يوم الأربعاء الموافق 24/ 11/ 93 وبعد أن تناول طعام الإفطار مع بعض رفاقه في حي الشجاعية-إذ كان صائما- قام أحد العملاء بالدلالة على المكان الذي يتواجد فيه عماد ، فقامت قوات الاحتلال بمحاصرة البيت والمنطقة المحيطة به وعندما أحس بهم البطل عماد عقل قام فصلى ركعتين ثم قال لرفاقه: إني ذاهب للشهادة ، لم يكن مع عماد في هذه اللحظة أكثر من مسدس وبعض الطلقات فبادر بالهجوم على الجنود والعملاء المحاصرين له فقتل منهم وأصاب حتى نفدت ذخيرته وكانت قوات الاحتلال تطلق النار بكثافة نحو عماد فأصيب لكنه ظل يتحرك ويقاوم حتى أصابت إحدى القذائف المضادة للدروع التي استخدمها اليهود في معركتهم مع عماد وجهه الطاهر فقتل عزيزا كريما مجاهدا أبيا رحمه الله وتقبله في الشهداء والصالحين.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة