قِفي ها هُنا في رِحابِ الهـُـدَى
ولله يا نفسُ فاسْتَسْلِمـي
أطَلَّ عَلى النَّاسِ شَهْرُ الصِّيام
فَبُشْراكِ بالوافِدِ المـُكْـرَمِ
هَلُمّي .. هَلُمّي .. بهِ نَحْتَفي
ونُعْـلِنُ عَنْ فـرحَةِ المَقْدَمِ
أُعيذُكِ مِنْ نَزَعاتِ الهَوَى
وفي مَوْسِمِ الخِصْبِ أنْ تُحرَمي
على عَتَباتِ الرّضا والسّلام
أطيلي الوقوفَ .. ولا تَسْأَمي
فإنْ جادَ بالعفْوِ رَبُّ السَّماءِ
فـحسْبُكِ ذلكَ مِـنْ مَـغْـنَمِ
وحسبُكِ أَنّا عَفَرْنا الجَبينَ
لدَيهِ .. وفي حِصْنِـهِ نَحْتَمِي
* * *
أيا نفسُ إنّا نشُقُّ الطريقَ
على شَـوْكِ مِحْنَتِنا المُؤْلِـمِ
نُــريدُ لأُمَّتِنا أَنْ تَـسـيرَ
على المنـْهَجِ الواضِحِ القَيِّمِ
نُريدُ الحَياةَ التي تَرْتَقِي
وتَسمـو بها هِمَّـةُ المُسْلِمِ
فنَجْهَرُ بالأمرِ بينَ الأنام
ونَصدَعُ بالحقِّ مِلءَ الفَـمِ
ونَخْلَعُ قَيْدَ الهَوانِ الثّقِيلِ
ونَنْهَضُ مِـنْ كَهفِنا المُظْلِـمِ
و نَكتُبُ بالنّورِ فتحاً جديداً
و"بدراً " نُسَطِّـرها بالـدَّمِ
وتِلْكَ الأمانيُّ مَرْهُـــونةٌ
بأَقدارهــا في الغَدِ المُلْهَـمِ
* * *
صِيامُكِ يا نفسُ فيهِ الخَلاصُ
مِنَ الضَّعْفِ والعَجْزِ والمـأْثَمِ
ومِعْراجُك الفَذُّ تَقْوى الإلهِ
فَرَكْضاً إلى اللهِ .. لا تُحْجِمي
شعر / أحمد محمد صديق