الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سيناء والأجندة الإسرائيلية

سيناء والأجندة الإسرائيلية

سيناء والأجندة الإسرائيلية

**أين تقع سيناء في جدول أعمال "إسرائيل"؟***
السؤال بمناسبة التصريح الذي أدلى به وزير إسرائيلي مسئول‏,‏ وهو ‏(أيتام‏)‏ وزير الإسكان وفيه يقترح - كما نقلت الصحف المصرية في صفحاتها الأولى- أن تقوم مصر بتأجير جزء من شبه جزيرة سيناء للفلسطينيين‏,‏ حتى يقيموا دولة متصلة جغرافيا تبدأ في غزة وتنتهي في سيناء‏!.‏
هكذا يقول الرجل في حديث إذاعي‏,‏ وبالرغم من أن البعض قد وصف التصريح بأنه نوع من الخيال فإن الأمر - مع تصريحات وتهديدات سابقة - لابد أن يكون محل نقاش وتأمل‏,‏ فكل خطط "إسرائيل" وعلى مدى قرن كامل تبدأ بالحلم وأضعف القول‏.‏

‏ * *‏ *
هل نبدأ بعلاقة "إسرائيل" بدول بالجوار‏؟‏ أم نبدأ بعلاقتها التاريخية بسيناء‏؟‏ أم نبدأ بالقضية الفلسطينية وما يراد لها‏.‏
أظن أن كل ذلك له صلة بهذا التصريح الحكومي المستفز‏,‏ ولكن دعونا نبدأ من الدائرة الأوسع‏,‏ دائرة "إسرائيل" وما يحيط بها من دول جوار حاربت وتصالحت‏,‏ تخاصمت وتعاهدت‏,‏ قدمت التضحيات في صراع طويل ثم قدمت يدها لتصافح دون مجيب‏.‏

وعقدة الموقف بدايته‏,‏ فقد سرقت "إسرائيل" الأرض ومن ثم باتت القضية الأولى لديها قضية أمنية هي حماية المسروقات والحيلولة دون إعادتها لأصحابها‏..‏ وقد تمت ترجمة ذلك في خمس حروب بدأت بحرب ‏(1948)‏ وانتهت بحرب لبنان‏ (1982)‏ وبينهما وبعدهما مناوشات وحروب صغيرة على الأرض‏,‏ وعبر الحدود فالسلاح لم يتوقف في أي لحظة‏.‏

لكن القضية الأمنية ليست الهاجس الوحيد لدى "إسرائيل" فهناك ثلاثة دوافع أخرى تحرك السياسة الإسرائيلية‏:‏
‏*‏ هناك هاجس الأرض وما إذا كان الكيان الإسرائيلي بحاجة لمزيد من الأراضي رغم فقره السكاني‏.‏

‏*‏ وهناك هاجس الموارد‏:‏ الماء والنفط وأي ثروات أخرى يمكن أن تطالها يد العدوان الإسرائيلي‏..‏ والماء قصة قديمة بل إنه جزء كبير من الصراع مع سوريا ولبنان ، كذلك فإن جزءاً كبيراً من أسباب إقامة الجدار العازل هو الاستيلاء علي موارد المياه‏..‏ و‏..‏ ذلك في المدى المنظور‏,‏ أما ما قد يكون مخططاً ووفق تفاعلات القوة والضعف فإن بترول الخليج والعراق قد يكن مطمعا‏ً.‏

‏*‏ أما الهاجس الثالث والذي يحرك السياسة الإسرائيلية فهو هاجس السكان ، فقد تجمدت "إسرائيل" عند الرقم ‏(6)‏ ملايين مواطن ، ولم يستطع شارون أن يجتذب المليون السابع‏,‏ بل إن الهجرة العكسية - وبسبب الانتفاضة - باتت واسعة النطاق بينما أصبح يهود العالم - ومعظمهم في الولايات المتحدة - لا يفضلون التضحية بأوضاعهم الآمنة والمستقرة ليأتوا إلى وطن غير مستقر‏.‏

لكن للسكان وجهاً آخر وهو التوازن بين اليهودي والعربي‏,‏ وقد لجأت "إسرائيل" لتهويد بعض القادمين من أصحاب الأديان الأخرى لكنها عجزت عن أن تسابق نسبة النمو التي يحققها الفلسطينيون والتي تجعل كل التوقعات في جانب فكرة تقول: إن التركيب السكاني سوف يتغير سريعاً لمصلحة الفلسطينيين وبما يجعلهم أغلبية‏,‏ وبما يهدد بالتالي "إسرائيل"‏.
‏ أي أن مستقبل الصراع تصنعه امرأة فلسطينية قادرة على الإنجاب بدرجة أكبر من غيرها وقادرة على تعويض سيل الشهداء‏.‏

عند هذه الجزئية يتوقف شارون ويتبع سياسة الإبادة فيقتل البشر ويقتلع المزروعات وينسف البيوت‏.‏ لعل وعسى أن يكون ذلك - ومن وجهة نظره - كافياً لأن يخرج الفلسطينيون في هجرة طوعية للخارج‏..‏ و‏..‏ هنا تأتي قصة دول الجوار‏,‏ فهل يذهبون للبنان والأردن وقد أعلنا رفض أي مخططات من هذا النوع‏,..‏ أم يذهبون لمصر التي ترفض تصفية القضية على هذا النحو؟‏..‏ أم يذهبون للعراق حيث يجري توطين واسع - كما تدعو الدراسات - في الهضبة الوسطى العراقية التي تعاني ندرة سكانية نسبية أو إلى الشمال العراقي حيث هاجر اليهود قديماً؟‏.‏

وقصة‏(‏ إسرائيل- العراق‏),‏ أي قصة الأطماع والمخططات والوجود الذي بدأ بشراء عقارات عراقية وإقامة علاقات تجارية قصة جديرة بالبحث‏,‏ ولكن فيما عدا ذلك فإن موقف "إسرائيل" مع دول الجوار تحكمه العوامل السابقة‏:‏ أطماع الأرض‏,‏ قضية السكان‏,‏ قضية الموارد‏..‏ وقبل ذلك وبعده توازن القوة الذي يسمح أو لا يسمح بشيء من ذلك‏.‏

‏* *‏ *
نأتي لقضية سيناء وهي قصة قديمة قد تبدأ بقصة الخروج‏,‏ التي ذهبت مع التاريخ‏..‏ ثم قصة البحث عن دولة وكانت سيناء مرشحة لذلك في المشروعات الصهيونية ثم زحف الحلم شرقاً إلى فلسطين حيث التراث اليهودي كما يقولون‏..‏ وامتد الخيط لحروب ثلاث فوق رمال سيناء ومنها جميعاً انسحبت "إسرائيل" إلى خارج الحدود بعد حروب‏ (73,67,56)‏ وإن كانت قد تواجدت في سيناء لمدة ست سنوات استغلت فيها ثروة البترول وثروات أخرى‏,‏ وأقامت مستوطنة ‏(‏ياميت‏)‏ وحاولت الاحتفاظ بها لكنها اضطرت ووفقاً للمعاهدة المصرية - الإسرائيلية إلى أن تزيلها وتنسفها قبل أن تذهب‏,‏ ثم حاولت أن تحتفظ بطابا وفشلت في ذلك عندما صدر ضدها قرار التحكيم الدولي ولكنها استطاعت - وعبر المعاهدة أن تضع ترتيبات أمنية لسيناء بحيث لا تكون مجالاً لحرب جديدة تهددها‏.‏

الآن‏,‏ تقف "إسرائيل" على الحدود عاجزة حتى أن ترسل سياحها الذين ارتادوها كثيراً‏,‏ وعاجزة عن تشغيل المنفذ المؤدي لمصر في سيناء وعبر إيلات حيث لعب العامل الأمني وكراهية المصريين للإسرائيليين الدور البارز في طرد الإسرائيليين السياح‏..‏ حتى من طابا‏.‏

ما الذي تريده "إسرائيل" إذن من سيناء والذي تعبر عنه بعض التصريحات؟‏.‏
لا أظن - وفي المدى المنظور - أن التهام سيناء هدف مطلوب يمكن تحقيقه‏..‏

فالأولوية في "إسرائيل" أن تستقر أحوال الداخل ويتوقف الصراع مع الفلسطينيين‏,‏ لا أن تفتح جبهة جديدة‏,‏ ومع أكبر دولة عربية‏.‏

وقضية التوسع في الأرض محفوفة بالمخاطر ولا تشكل عنصر ضغط فالملاءة السكانية غير متحققة‏,‏ و"إسرائيل" تبحث عن سكان وليس عن أراض‏..‏

ولكن وفي نفس الوقت فإن ما قد يحرك "إسرائيل" -وكما قلت هي قضية الموارد‏..‏ فهل تصلح سيناء لإشباع ما تحتاجه "إسرائيل" من نفط أو مياه أو ثروات أخرى؟

الجواب أيضاً بالنفي‏,‏ فالنفط تحصل عليه على أسس تجارية ووفق معاهدة الصلح‏,‏ وسيناء ليست غنية بالمياه‏,‏ وحلم أن تحصل على فرع من مياه نهر النيل ‏(‏ليروي ظمأ حجاج القدس‏)‏ كما قيل في فترة سابقة حلم قد تبدد وموقف الرئيس مبارك في قضية نهر النيل بشكل عام موقف حاسم على أساس أنها قضية حياة أو موت لا يجوز التفريط فيها‏,‏ بل عندما أثير على سبيل الجد أو الهزل شيء من ذلك مع ليبيا وعلى أساس إقامة إخوة بين نهر النيل والنهر العظيم هناك‏,‏ جرى إيقاف الحديث فورا‏ً,‏ فالنيل لدوله ولا جدال في ذلك، هكذا تقول مصر‏.‏ وفي قضية‏ (‏ مصر-إسرائيل‏)‏ فإن عامل الحسم هو التوازن العسكري وقوة الردع التي تملكها مصر بالضرورة وتحول دون المغامرة من جانب "إسرائيل"‏.‏

**ماذا يريد الوزير الإسرائيلي‏,‏ أو غيره ممن يرددون الحديث عن سيناء إذن؟***

القضية واضحة وهي تفريغ أرض فلسطين‏,‏ وتهجير أهلها إلى أراض خارج حدود فلسطين‏,‏ ولكن وحتى الآن فإن "إسرائيل" مازالت عاجزة عن تنفيذ هذا المخطط‏.

أولاً: لأن الفلسطينيين يتشبثون بأرضهم بصلابة وبتضحيات غير مسبوقة وسوف يحاربون دائما من أجلها‏.‏

ثانياً‏:‏ لأن دول الجوار ترفض ذلك‏,‏ ومن ثم فإن الموقف الدولي لا يصب في هذه اللعبة أو يؤيدها‏.‏

أما الاحتمال الأخر وهو التهجير أو التوطين القسري للفلسطينيين فإنه يعني إشعال حرب جديدة‏,‏ وهي حرب يحسمها كما قلت ميزان القوى العسكرية والموقف الدولي وحال الجبهة الداخلية في "إسرائيل" وداخل فلسطين‏..‏ كلها عوامل غير محابية لحرب جديدة وعاجلة على أرض سيناء‏,‏ وإن بقي الحذر واجباً وبقي العنصر الرئيسي‏:‏ قوة الردع المصرية وليس الالتزام الإسرائيلي بالمعاهدات أو المواثيق الدولية واقرأوا من جديد تصريح وزير الإسكان الإسرائيلي الذي يدعو لمنح قطعة أرض من سيناء للفلسطينيين مع تجنيس الفلسطينيين بالضفة الغربية بالجنسية الأردنية‏,‏ إنها أحلام عقول مريضة امتلكت يدا غليظة فظنت أنها الدولة العظمى إقليميا‏ً,‏ وبمنطق أن هذه هي مرحلة اللحم العربي المستباح‏!.‏

**‏..‏ النهر والبحر***
رأس البر مدينة ذات طابع خاص اتخذتها مصيفاً في الستينيات وكان الطابع الرئيسي‏:‏ مجموعة العشش التي يفضلها الأجانب ويسكن فيها أعلام .... بعدها تحولت المدينة إلى دار ضيافة للمهاجرين من محافظات القناة‏ (67‏ -‏73),‏ ثم عاد لها بهاؤها وها هي الآن واحدة من أجمل المدن المصرية‏,‏ والأهم أنها نقطة اللقاء بين النيل والبحر‏.‏

في هذا الأسبوع دبت الحياة هناك برغم فصل الشتاء‏,‏ فقد كان هناك حدث غير عادي تجاهلته أجهزة الإعلام التي لا تتوقف عن تذكيرنا بأهمية المجتمع المدني ونشاط الجمعيات الأهلية ولكن وعندما يحدث ذلك فإنها تغيب عن تسجيل هذا النشاط‏!!.‏

كانت المناسبة هي عقد لقاء - هو الأول - بين ‏(20)‏ لجنة مصرية مشتغلة بدعم الشعب الفلسطيني أو الدعوة لمقاطعة السلع الإسرائيلية والأمريكية جاءت جميعاً لتدرس - في أسبوع الاحتجاج على الجدار ومع المذابح الشارونية المستمرة‏,‏ كيف يمكن أن تكون هناك استراتيجية شعبية ليصب النهر في البحر‏,‏ الجهد الشعبي المصري في النضال الفلسطيني جاءوا من جميع المحافظات‏,‏ وجاءت وحدها من جامعة القدس لتروي لنا كيف أصبح مجرد العيش تحدياً للاحتلال‏..‏ فالرحلة التي تقطعها بين منزلها والجامعة قد تستغرق ساعات لأن الحواجز تقف بالمرصاد مما يجعل الطلبة ينتظرونها قبل كل حاجز ليؤمنوا لها الطريق‏,‏ وكيف أصبحت الامتحانات بالفاكس وللطالب أن يؤدي الامتحان في أقرب لجنة وليس في مدرسته أو كليته‏,‏ وكيف رفضت أم أن تزغرد عند استشهاد ابنها فلما جاء الجثمان وحانت لحظة الوداع انطلقت الزغاريد تحدياً للمحتل ومنعاً لشماتته‏..‏ انطلقت الزغاريد ولم تجد الأم الثكلى غير أن تزغرد‏..‏ وتزغرد‏..‏ ثم تسقط مغشياً عليها‏!.‏

آلاف القصص من واقع يومي أسمته‏ (‏سمر البرغوثي مدرس العلوم السياسية بالقدس‏):‏ حياة غير عادية مما أبكي بعض الحاضرين من شدة الانفعال‏.‏

نعم‏,‏ هي حياة غير عادية فماذا نستطيع أن نقدم؟

قلت‏:‏ إنها علاقة النهر بالبحر‏.‏ إنها معادلة ‏(‏فلسطين‏+1),‏ فلن يحرر الفلسطينيين ويحمل السلاح ويتحمل الموت غير أهل الأرض‏(نذكر هنا بأن الأرض إسلامية),‏ ولكن علينا نحن العرب أن نيسر لهم الأمر‏.‏ أن نقدم أضعف الإيمان قدراً من لوازم الحياة اليومية حتى لا تكون تلك الحياة عبئاً على المناضلين هناك‏,‏ أو تكون نقطة ضعف يقفز منها الإسرائيليون لكسر الإرادة الفلسطينية‏.‏

و‏..‏ قال مندوبو اللجان‏:‏ هذا ما نفعله‏.‏ دقيق وشعير وقمح‏.‏ أرز ودواء وكراسات للتلاميذ‏..‏ نقاط إسعاف متنقلة بديلة للمستشفيات التي يمنع الإسرائيليون وصول الجرحى إليها‏..‏ ويروي أنيس البياع مسئول لجنة دمياط التي استضافت الملتقى ودعت له‏,‏ كيف أن القوافل الأخيرة للمحافظة والتي اتجهت إلى غزة قد جمعت بما قيمته‏ (650)‏ ألف جنيه مواد تموينية وأدوية‏..‏ وكيف أن المساهمات كانت تأتي من الريف قبل المدينة‏,‏ وهي مساهمات تبدأ ببطة وزوج حمام أو دجاجة يتم استبدالها بمواد قابلة للتصدير وامتداداً لنساء تخلعن شيئاً من الحلي الذهبية‏,‏ وهو ما حدث في لجنة ميت غمر كما يقول عطية الصيرفي‏,‏ أما لجنة الاسكندرية فكانت تحلم بمسيرة المليون التي يخرج فيها الأطفال مع أسرهم ليملأوا الشاطئ من المعمورة إلى رأس التين ويعلنوا احتجاجهم علي ما تفعله "إسرائيل" لكن الظروف لم تسمح‏..‏ بينما كانت هناك معركة أخرى لطرد النجيل والمزروعات الإسرائيلية التي انتشرت فجأة في قري الساحل الشمالي ثم تم القضاء عليها بعد حملة قام بها محارب سابق من ضباط أكتوبر‏..‏ وينبئنا وفد نقابة الأطباء - الأكثر نشاطاً من كل النقابات - أن الجامعات المصرية قد وافقت علي تلبية أي طلبات فلسطينية لتدريب الأطباء الفلسطينيين واستضافتهم‏.‏

إنها الجهود التطوعية التي قد تمسح جرحاً فلسطينياً أو تشد أزر الذين يموتون ويحيون كل يوم‏..‏ أليس ذلك جديراً بالتشجيع والاحتفاء‏..‏ ثم لماذا لا تنظر وزارة الشئون في أن تسجل هذه الجماعات التي ينقل التليفزيون أحياناً صور قوافلها وهي تقف على باب غزة في انتظار الأذن والسماح؟‏..‏ ولماذا يكون التبرع المالي محظوراً‏..‏ التنظيم واجب والحظر غير مطلوب فليس مستساغاً الاحتفاء بجمعيات‏ (المعونات الأجنبية‏)‏ وإهمال غيرها مما تعتمد على الجهود الذاتية‏.‏

‏(‏فلسطين‏+1)‏ شعار لابد أن يرتفع في مصر وكل الدول العربية‏ (والإسلامية),‏ فتلك خطوة لإيقاف الجريمة المستمرة‏..‏ جريمة الإبادة ومرحلة اللحم العربي المستباح‏..‏ فلنوفر لهم سبل العيش الكريم‏..‏ ليقاوموا ويمسحوا عنا وعنهم عار الاحتلال‏.‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة الأهرام 24/2/2004

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة