4668 ( 69 ) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثني سعد بن سعيد قال حدثني قال : بعثني أنس بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأدعوه ، قال فأقبلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس ، قال : فنظر إلي فاستحييت فقلت : أجب أبو طلحة ، فقال للناس : قوموا ، فقال أبا طلحة : يا رسول الله ، إنما صنعت شيئا لك قال : فمسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا فيها بالبركة وقال : أدخل نفرا من أصحابي عشرة ، فأكلوا حتى شبعوا ، فما زال يدخل عشرة ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتى شبع ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها أبو طلحة .
( 70 ) حدثنا قال : أخبرنا يزيد بن هارون سليمان التيمي عن أبي العلاء بن الشخير عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقوم قوم ويجلس آخرون ، فقال رجل : يا أتي بقصعة من ثريد فوضعت بين يدي القوم فتعاقبوها إلى الظهر من غدوة سمرة أكانت تمد ، قال سمرة من أي شيء تعجب ، ما كانت تمد إلا من هاهنا وأشار بيده إلى السماء [ ص: 425 ]
( 71 ) حدثنا المحاربي عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال : قلت : حدثني بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته منه أرويه عنك ، فقال لجابر بن عبد الله : جابر الخندق نحفر فيه فلبثنا ثلاثة أيام لا نطعم طعاما ولا نقدر عليه ، فعرضت في الخندق كدية ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، هذه كدية قد عرضت في الخندق ، فرششنا عليها الماء ، قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وبطنه معصوب بحجر ، فأخذ المعول أو المسحاة ثم سمى ثلاثا ثم ضرب فعادت كثيبا أهيل ، فلما رأيت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : يا رسول الله ، ائذن لي ، فأذن لي ؛ فجئت امرأتي فقلت : ثكلتك أمك ، قد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لا أصبر عليه ، فما عندك ؟ قالت : عندي صاع من شعير وعناق ، قال : فطحنا الشعير وذبحنا العناق وسلخناها وجعلناها في البرمة وعجنا الشعير ، ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبثت ساعة ، واستأذنته الثانية فأذن لي فجئت فإذا العجين قد أمكن ، فأمرتها بالخبز ، وجعلت القدر على الأثافي ، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فساررته فقلت : إن عندنا طعيما لنا ، فإن رأيت أن تقوم معي أنت ورجل أو رجلان معك فعلت ، قال : وكم هو ؟ قلت : صاع من شعير وعناق ، قال : ارجع إلى أهلك وقل لها : لا تنزعي البرمة من الأثافي ولا تخرجي الخبز من التنور حتى آتي ، ثم قال للناس : قوموا إلى بيت ، قال : فاستحييت حياء لا يعلمه إلا الله ؛ فقلت لامرأتي ؛ ثكلتك أمك ، جاءك رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه أجمعين ، فقالت : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سألك عن الطعام ؟ فقلت : نعم ، فقالت : الله ورسوله أعلم ، قد أخبرته بما كان عندنا ، قال : فذهب عني بعض ما كنت أجد ، قلت لها : صدقت : قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ثم قال لأصحابه : لا تضاغطوا ، ثم برك على التنور وعلى البرمة ، ثم جعلنا نأخذ من التنور الخبز ونأخذ اللحم من البرمة ، فنثرد ونغرف ونقرب إليهم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليجلس [ ص: 426 ] على الصحفة سبعة أو ثمانية ، قال : فلما أكلوا كشفنا التنور والبرمة ، فإذا هما قد عادا إلى أملأ ما كانا ، فنثرد ونغرف ونقرب إليهم ، فلم نزل نفعل كذلك ، كلما فتحنا التنور وكشفنا عن البرمة وجدناهما أملأ ما كانا ، حتى شبع المسلمون كلهم ؛ وبقي طائفة من الطعام فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الناس قد أصابتهم مخمصة ، فكلوا وأطعموا قال : فلم نزل يومنا نأكل ونطعم ، قال : وأخبرني أنهم كانوا ثمانمائة أو ثلاثمائة جابر . كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
( 72 ) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي عن قال : توفي أو استشهد جابر ، فاستعنت برسول الله صلى الله عليه وسلم على غرمائه أن يضعوا من دينهم شيئا ، فأبوا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب فصنف تمرك أصنافا ثم أعلمني ، قال : ففعلت فجعلت العجوة على حدة وصنفته أصنافا ، ثم أعلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فجاء فقعد على أعلاه أو في وسطه ، ثم قال : كل للقوم فكلت لهم حتى وفيتهم وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شيء عبد الله بن عمرو بن حرام .
( 73 ) حدثنا عن حاتم بن إسماعيل أنيس بن أبي يحيى عن إسحاق بن سالم قال : خرج علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : ادع لي أصحابك يعني أبي هريرة أصحاب الصفة ، فجعلت أتبعهم رجلا رجلا أوقظهم حتى جمعتهم ، فجئنا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنا فأذن لنا ، قال : ووضعت بين أيدينا صحفة فيها صنيع قدر مدي شعير ، قال : فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها فقال : خذوا بسم الله ، فأكلنا ما شئنا ثم رفعنا أيدينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الصحفة : والذي نفس أبو هريرة محمد بيده ، ما أمسى في آل محمد طعام غير شيء ترونه ، فقيل : قدر كم كانت حين فرغتم ؟ قال : مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع لأبي هريرة . عن