4967 ( 10 ) في توجيه إلى عمر الشام
( 1 ) حدثنا قال ثنا وكيع عن هشام بن سعد عن أبيه قال : لما أتى زيد بن أسلم أبو عبيدة الشام حصر هو وأصحابه وأصابهم جهد شديد فكتب إليه : سلام عليكم أما بعد فإنه لم تكن شدة إلا جعل الله بعدها فرجا ، ولن يغلب عسر يسرين ، وكتب إليه عمر يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون قال : وكتب إليه أبو عبيدة : سلام عليكم أما بعد فإن الله قال : إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد إلى آخر الآية ، قال : فخرج بكتاب عمر أبي عبيدة فقرأ على الناس فقال : يا أهل المدينة ، إنما كتب أبو عبيدة يعرض بكم ويحثكم على الجهاد ، قال زيد : قال أبي ، قال : إني لقائم في السوق إذ أقبل قوم مبيضين قد هبطوا من الثنية فيهم يبشرون ، قال : فخرجت أشتد حتى دخلت على حذيفة بن اليمان فقلت : يا أمير المؤمنين أبشر بنصر الله والفتح ، فقال عمر : الله أكبر رب قائل " لو كان عمر " [ ص: 38 ] خالد بن الوليد
( 2 ) حدثنا قال حدثنا وكيع عن الأعمش أبي وائل عن عروة بن قيس البجلي أن لما عزل عمر بن الخطاب واستعمل خالد بن الوليد أبا عبيدة على الشام قام فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن أمير المؤمنين استعملني على خالد الشام حتى إذا كانت سمنا وعسلا عزلني وآثر بها غيري ، قال : فقام رجل من الناس من تحته فقال : اصبر أيها الأمير فإنها الفتنة ، قال : فقال : أما خالد وابن الخطاب حي فلا ، ولكن إذا كان الناس بذي بلى وذي بلى ، وحتى يأتي الرجل الأرض يلتمس فيها ما ليس في أرضه فلا يجده .
( 3 ) حدثنا قال حدثنا وكيع مبارك عن الحسن قال : قال لما بلغه قول عمر : لأنزعن خالد بن الوليد ولأنزعن خالدا المثنى حتى يعلما أن الله ينصر دينه ، ليس إياهما .
( 4 ) حدثنا عن أبو خالد الأحمر يحيى بن سعيد عن القاسم عن قال : لما قدمنا مع أسلم مولى عمر عمر الشام أناخ بعيره وذهب لحاجته فألقيت فروتي بين شعبتي الرحل ، فلما جاء ركب على الفروة ، فلقينا أهل الشام يتلقون فجعلوا ينظرون ، فجعلت أشير إليهم ، قال : يقول : تطمح أعينهم إلى مراكب من لا خلاق له يريد مراكب عمر العجم .
( 5 ) حدثنا عن وكيع عن إسماعيل قيس قال : لما قدم عمر الشام استقبله الناس وهو على البعير فقالوا : يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونا يلقاك عظماء الناس ووجوههم ، فقال : لا أراكم هاهنا ، إنما الأمر من هنا وأشار بيده إلى السماء . عمر
( 6 ) حدثنا عن أبو أسامة عن إسماعيل قيس قال : جاء إلى بلال وهو عمر بالشام وحوله أمراء الأجناد جلوسا فقال : يا ، فقال : ها أنا عمر ، فقال له عمر : إنك بين هؤلاء وبين الله وليس بينك وبين الله أحد ، فانظر من عن شمالك وانظر من بين يديك وخلفك ، إن هؤلاء الذين حولك والله إن يأكلون إلا لحوم الطير ، فقال بلال : صدقت والله لا أقوم من مجلسي هذا حتى يتكفلوا لكل رجل من المسلمين مدي طعام وحظهما من [ ص: 39 ] الخل والزيت ، فقالوا : ذاك إلينا يا أمير المؤمنين ، قد أوسع الله الرزق وأكثر الخير ، قال : فنعم . عمر
( 7 ) حدثنا عن ابن عيينة أيوب عن عن نافع قال : لما قدم أسلم مولى عمر عمر الشام أتاه رجل من الدهاقين فقال : إني قد صنعت طعاما فأحب أن تجيء فيرى أهل أرضي كرامتي عليك ومنزلتي عندك أو كما قال ، فقال : إنا لا ندخل هذه الكنائس أو هذه البيع التي فيها الصور .
( 8 ) حدثنا عن أبو معاوية عن الأعمش عن قيس بن مسلم طارق بن شهاب قال : لما قدم عمر الشام أتته الجنود وعليه إزار وخفان وعمامة وأخذ برأس بعيره يخوض الماء ، فقالوا له : يا أمير المؤمنين ، تلقاك الجنود وبطارقة الشام وأنت على هذا الحال ، قال : فقال : إنا قوم أعزنا الله بالإسلام ، فلن نلتمس العز بغيره . عمر
( 9 ) حدثنا قال : حدثنا محمد بن بشر قال حدثني هشام بن سعد عن عروة بن رويم القاسم عن قال : جئت عبد الله بن عمر حين قدم عمر الشام فوجدته قائلا في خبائه فانتظرته في الخباء فسمعته حين تضور من نومه وهو يقول : اللهم اغفر لي رجوعي من غزوة سرغ يعني حين رجع من أجل الوباء .
( 10 ) حدثنا عن مسعر عن الشيباني أسد بن عمرو قال : لما أتى عمر الشام أتي ببرذون فركب عليه ، فلما هزه نزل عنه ثم قال : قبحك الله من علمك .
( 11 ) حدثنا عن جعفر بن عون قال : أخبرني أبي العميس عن قيس بن مسلم طارق بن شهاب قال : لما قدم عمر الشام خطب الناس فقال : لا أعرفن رجلا طول لفرسه في جماعة من الناس ، قال : فأتى بغلام يحمل قد ضربته رجل فرس ، فقال له : ما سمعت مقالتي بالأمس ؟ قال : بلى يا أمير المؤمنين ، قال : فما حملك على ما صنعت ؟ قال : رأيت من الطريق خلوة ، قال : ما أراك تعتذر بعذر من رجل ، يجلبان على هذا فيخرجاه من المسجد فيوسعانه ضربا والقوم سكوت لا يجيبه منهم أحد ، قال : ثم أعاد مقالته فقال [ ص: 40 ] له عمر أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين ، ما ترى في وجوه القوم كراهة أن تفضح صاحبهم ، قال : فقال لأهل الغلام : انطلقوا به فعالجوه ، فوالله لأن حدث به حدث لأجعلنك نكالا ، قال : فبرئ الغلام وعافاه الله .
( 12 ) حدثنا عن أبو أسامة أبي عون عن محمد قال : ذكر له أن رجع من عمر الشام حين سمع أن الوباء بها ، فلم يعرفه وقال : إنما أخبر أن المصايفة لا تخرج العام ، فرجع .
( 13 ) حدثنا عن إسماعيل بن عياش محمد بن يزيد الرحبي ومحمد الخولاني عن قال : كتب عروة بن رويم إلى عمر أبي عبيدة : سلام عليك أما بعد فإنه لم يقم أمر الله في الناس إلا حصيف العقل يعيد القوة ، لا يطلع الناس منه على عورة ولا يحس في الحق على حره ، ولا يخاف في الله لومة لائم والسلام عليك .
( 14 ) حدثنا قال : حدثنا أبو أسامة هشام عن أبيه قال : لما قدم عمر الشام كان قميصه قد تجوف عن مقعدته : قميص سنبلاني غليظ ، فأرسل به إلى صاحب أذرعات أو أبلة ، قال : فغسله ورقعه ، وخيط قميص قطري ، فجاءه به فألقى إليه القطري ، فأخذه فمسه فقال : هذا أكبر ، فرمى به إليه وقال : ألق إلي قميصي فإنه أنشفهما للعرق . عمر
( 15 ) حدثنا عن ابن نمير ثور عن زياد بن أبي سودة عن أبي مريم قال : لما أتى الشام أتى محراب داود فصلى فيه فقرأ سورة ( ص ) فلما انتهى إلى السجدة سجد .
( 16 ) حدثنا شريك عن أبي الجويرية الجرمي قال : كنت فيمن سار إلى الشام يوم الحارد فالتقينا ، وهب الريح عليهم وأدبروا ، فقتلناهم عشيتنا وليلتنا حتى أصبحنا ، قال : فقال : إني قتلت البارحة رجلا وإني وجدت منه ريح طيب ، وما أراه إلا إبراهيم يعني ابن الأشتر ابن مرجانة ، شرقت رجلاه وغرب رأسه ، أو شرق رأسه وغربت رجلاه ، قال : فانطلقت فنظرت فإذا هو والله يعني عبد الله بن زياد .
( 17 ) حدثنا شريك عن عن عطاء وائل بن علقمة أنه شهد الجيش بكربلاء ، قال : فجاء رجل فقال : أفيكم ، فقال : من أنت ، قال : أبشر بالنار ، فقال : بل رب غفور [ ص: 41 ] شفيع مطاع ، قال : من أنت ؟ قال حسين ابن حويزة ، قال : اللهم جره إلى النار ، قال : فذهب فنفر به فرسه على ساقيه فتقطع فما بقي منه غير رجليه في الركاب .