[ ص: 317 ] مجاهد  عن  ابن عمر  
 6177  - حدثنا محمد بن عمر بن هياج  ، نا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي  ، نا عبيدة بن الأسود  ، عن سنان بن الحارث  ، عن  طلحة بن مصرف  ، عن  مجاهد  ، عن  ابن عمر  قال : كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى  فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا : يا رسول الله ، جئنا نسألك فقال : إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت ، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت . 
فقالا : أخبرنا يا رسول الله ، فقال الثقفي للأنصاري : سل ، فقال : أخبرني يا رسول الله ، قال : جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام  وما لك فيه ، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما ، وعن طوافك بين الصفا  والمروة  وما لك فيه ، ووقوفك عشية عرفة وما لك فيه ، وعن رميك الجمار وما لك فيه ، وعن نحرك وما لك فيه ، وعن حلقك رأسك وما لك فيه ، وعن طوافك بالبيت  بعد ذلك وما لك فيه مع الإفاضة ، فقال : والذي بعثك بالحق عن هذا جئت أسألك . 
قال : فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام  لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ، ومحا عنك خطيئة ، وأما ركعتاك بعد الطواف  [ ص: 318 ] كعتق رقبة من بني إسماعيل  ، وأما طوافك بالصفا  والمروة  بعد ذلك كعتق سبعين رقبة ، وأما وقوفك عشية عرفة ، فإن الله تبارك وتعالى يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة ، يقول : عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون رحمتي ، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرها - أو لغفرتها - أفيضوا عبادي ، مغفور لكم ولمن شفعتم له ، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها كبيرة من الموبقات ، وأما نحرك فمذخور لك عند ربك ، وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ، ويمحى عنك بها خطيئة ، وأما طوافك بالبيت  بعد ذلك ، فإنك تطوف ولا ذنب لك ، يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك ، فيقول : اعمل فيما تستقبل فقد غفر لك ما مضى .  
وهذا الكلام قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ، ولا نعلم له طريقا أحسن من هذا الطريق . وقد روى عطاف بن خالد  ، عن إسماعيل بن رافع  ، عن  أنس  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام . وحديث  ابن عمر  نحوه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					