الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
6333 - حدثنا محمد بن مسكين وعمر بن الخطاب ، ومحمد بن سهل بن عسكر قالوا : نا سعيد بن أبي مريم ، نا نافع بن يزيد ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن نبي الله أيوب صلى الله عليه وسلم لبث في بلائه ثماني عشرة سنة ، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه ، كانا يغدوان إليه ويروحان ، فقال أحدهما لصاحبه : تعلم والله لقد أذنب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين ، فقال له صاحبه : وما ذاك ؟ قال : قد أصابه منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به ، فلما رأى حاله لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له ، فقال أيوب : لا أدري ما تقول غير أن الله يعلم مني أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله تبارك وتعالى ، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهة أن يذكرا الله إلا في حق ، وكان يخرج إلى الحاجة ، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ ، فلما كان [ ص: 29 ] ذات يوم أبطأت عليه ، وأوحي إلى أيوب في مكانه أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب قال : فاستبطأته ، فتلقته تنظر ، وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك ، هل رأيت نبي الله صلى الله عليه وسلم هذا المبتلى ، والله على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به منك إذا كان صحيحا ، قال : فإني أنا هو ، قال : وكان له أندران : أندر للقمح وأندر للشعير ، فبعث الله تبارك وتعالى سحابتين ، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض .

وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الزهري ، عن أنس إلا عقيل ، ولا رواه عن عقيل إلا نافع بن يزيد ، ورواه عن نافع غير واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية