الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
6911 - وجدت في كتابي بخطي عن محمد بن عمر بن علي المقدمي ، نا يسار بن محمد ، نا محمد بن ثابت ، عن أبيه ، عن أنس ; أن عمر بن الخطاب رحمة الله عليه أتى أبا بكر رحمة الله عليه فقال : يا أبا بكر ، ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا يزوجني ، قال : فإذا لم يزوجك فمن يزوج ؟ وإنك من أكرم الناس عليه وأقدمهم في الإسلام ، قال : فانطلق أبو بكر رحمة الله عليه إلى عائشة رضي الله عنها فقال : يا عائشة ، إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم طيب نفس وإقبالا عليك فاذكري له أني ذكرت فاطمة ، فلعل الله أن ييسرها لي ، قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأت منه طيب نفس وإقبالا ، فقالت : يا رسول الله ، إن أبا بكر ذكر فاطمة وأمرني أن أذكرها لك ، فقال : حتى ينزل [ ص: 313 ] القضاء ، قال : فرجع إليها أبو بكر ، فقالت : يا أبتاه ، وددت أني لم أذكر له ما ذكرت . فلقي أبو بكر عمر فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة ، فانطلق عمر إلى حفصة فقال : يا حفصة إذا رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم إقبالا ، يعني عليك فاذكريني عنده واذكري له فاطمة ، لعل الله أن ييسرها لي ، فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ، فرأت طيب نفسه ورأت منه إقبالا ، فذكرت له فاطمة رضي الله عنها ، فقال : حتى ينزل القضاء ، فلقي عمر حفصة فقالت : يا أبتاه وددت أني لم أكن ذكرت له شيئا ، فانطلق عمر إلى علي بن أبي طالب فقال : ما يمنعك من فاطمة ؟ قال : أخشى أن لا يزوجني ، قال : فإن لم يزوجك فمن يزوج ؟ وأنت أقرب خلق الله إليه ، فانطلق علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن له مثل عائشة ، ولا مثل حفصة ، قال : فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: إني أريد أن أتزوج فاطمة ، قال : فافعل ، قال : فما عندي إلا درعي المطيبة ، قال : فاجمع ما قدرت عليه وائتني به ، قال : فأتاه بثنتي عشرة أوقية - أربعمائة وثمانين - فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجه فاطمة ، فقبض ثلاث قبضات ، فدفعها إلى أم أيمن ، فقال : اختلي منها قبضة في الطيب - أحسبه قال : - والباقي ما يصلح المرأة من المتاع ، فلما فرغت من الجهاز وأدخلتهم بيتا ، قال : يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئا حتى آتيك ، فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا فاطمة متقنعة وعلي قاعد وأم أيمن في البيت ، فقال : يا أم أيمن ائتني بقدح من ماء ، فأتته بقعب فيه ماء ، فشرب منه ، ثم مج فيه ، ثم ناوله فاطمة ، فشربت منه وأخذ منه ، فضرب منه جبينها وبين كتفيها وصدرها ، ثم دفعه إلى علي فقال : يا علي اشرب ، ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ، [ ص: 314 ] ثم قال : أهل بيتي ، أذهب عنهم الرجز وطهرهم تطهيرا ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم أيمن ، وقال : يا علي ، أهلك .

وهذا الحديث لا نعلم رواه عن ثابت ، عن أنس إلا محمد بن ثابت ، ولا عن محمد إلا يسار بن محمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية