[ ص: 290 ] خلاس ، عن أبي هريرة
9498 - حدثنا ، نا يحيى بن حبيب بن عربي قال : سمعت المعتمر بن سليمان قال : سمعت عوفا يقول : قال خلاسا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو هريرة ذهب ثلاثة نفر زادة لأهلهم ، قال : فأخذتهم مطر ، فلجؤوا إلى غار ، قال : فوقع عليهم - أحسبه قال : - من فم الغار حجر فسد عليهم فم الغار ، ووقع متجاف عنهم ، قال : فقال النفر بعضهم لبعض : عفا الأثر ، ووقع الحجر ، ولا يعلم بمكانكم إلا الله تعالى ، فتعالوا فليدع كل رجل منكم بأوثق عمل عمله قط لله عز وجل ، عسى أن يخرجكم من مكانكم ، قال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أني كنت برا بوالدي ، وأني أرحت غنمي ليلة ، وكنت أحلب لأبوي ، فآتيتهما وهما مضطجعان على فراشهما ، حتى أسقيهما بيدي ، وإني أتيتهما ليلة من تيك الليالي ، وجئت بشرابهما ، فوجدتهما قد ناما ، وأني جعلت أرغب لهما في نومهما ، وأكره أن أوقظهما ، وأكره أن أرجع بالشراب فيستيقظان ولا يجداني عندهما ، فقمت مكاني قائما على رؤوسهما كذلك حتى أصبحت . اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ، قال : فزال - أو كلمة نحوها - ثلث الحجر انفراجا ، قالوا للآخر : أيها الرجل ، قال : فقال الثاني : اللهم إن كنت تعلم أني أحببت ابنة عم لي حبا شديدا ، وإني - أحسبه قال - خطبتها إلى أهلها فمنعونيها ، حتى جعلت لها ما رضيت به بيني وبينها ، ثم دعوت بها فخلوت بها ، فقعدت منها مقعد الرجل من المرأة ، فقالت : لا يحل لك أن تفتح الخاتم إلا بحقه ، فانقبضت إلي نفسي ، [ ص: 291 ] ووقرت حقها عليها ونفسها ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ، قال : فزال - أو كلمة نحوها - الحجر انفراجا ، وقالوا للثالث : أيها ، أي قل ، قال الثالث : اللهم إن كنت تعلم أنه عمل لي عامل على صاع من طعام ، فانطلق العامل ولم يأخذ صاعه ، فاحتبس علي طويلا من الدهر ، وإني عمدت إلى صاعه فما زلت أحرثه ، حتى اجتمع من ذلك الصاع بقر كثير ، وشاء كثير ، ومال كثير ، وأن ذلك العامل أتاني بعد زمان يطلب الصاع من الطعام ، وإني قلت له : إن صاعك ذلك من الطعام قد صار مالا كثيرا ، وشاء كثيرا ، وبقرا كثيرا ، فخذ هذا كله ، فإنه من ذلك الصاع ، فقال لي : أتسخر ؟ قلت له : لا والله ، ولكنه الحق ، فانطلق به يسوق المال أجمع ، اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ، فانفلق الحجر فوقع وخرجوا يتماشون .
وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عوف عن خلاس إلا . المعتمر