7899 - (ع) : فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورضي عنها ، تكنى أم أبيها .
أنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بعد وقعة أحد . وقيل : إن عليا تزوجها بعد أن ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بأربعة أشهر ونصف ، وبنى بها بعد تزوجه بها بسبعة أشهر ونصف ، وكان سنها يوم تزوجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفا ، وكان سن علي يومئذ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر .
روت عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( ع ) .
روى عنها : ( خ ) ، أنس بن مالك وابنها الحسين بن علي بن أبي طالب ( ق ) ، وأبوه علي بن أبي طالب ، وسلمى أم رافع زوج أبي رافع ، وعائشة أم المؤمنين ( ع ) ، وفاطمة الصغرى بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ( ت ق ) مرسلا ، وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ( ت ) .
قال عبد الرزاق ، عن ابن جريج : قال لي غير واحد : كانت فاطمة أصغرهن وأحبهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 248 ] وقال محمد بن علي المديني فستقة : يقال : كانت فاطمة أصغر ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوأم عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال أبو عمر بن عبد البر : كانت هي وأختها أم كلثوم أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واختلف في الصغرى منهما ، وقد قيل : إن رقية أصغرهما ، وليس ذلك عندي بصحيح . وقد اضطرب مصعب والزبير في بنات النبي صلى الله عليه وسلم أيتهن أكبر وأصغر اضطرابا يوجب أن لا يلتفت إليهما في ذلك .
والذي تسكن إليه النفس من ذلك على ما توارثت به الأخبار في ترتيب بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأولى زينب ، ثم الثانية رقية ، ثم الثالثة أم كلثوم ، ثم الرابعة فاطمة ، والله أعلم .
وقال محمد بن إسحاق الثقفي السراج : سمعت عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي يقول : ولدت فاطمة سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال عمرو بن مرة ، عن أبي البختري : قال علي لأمه فاطمة بنت أسد : أكفي بنت رسول الله الخدمة خارجا سقاية الماء والحاج ، وتكفيك العمل في البيت والعجن والخبز والطحن .
قال أبو عمر : فولدت له الحسن ، والحسين ، وأم كلثوم ، وزينب . ولم يتزوج علي عليها غيرها حتى ماتت .
واختلف في مهره إياها ، [ ص: 249 ] روي أنه أمهرها درعه ، وأنه لم يملك ذلك الوقت صفراء ، ولا بيضاء .
وقيل : . قال : وزعم أصحابنا أن الدرع قدمها علي من أجل الدخول بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه بذلك . إن عليا تزوج فاطمة على أربعمائة وثمانين ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ثلثها في الطيب
وقال مسروق ، عن عائشة : حدثتني فاطمة رضي الله عنها قالت : . أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة ، وأنه عارضني العام مرتين ، ولا أراه إلا وقد حضر أجلي ، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي ، ونعم السلف أنا لك . فبكيت ، ثم قال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو سيدة نساء المؤمنين ؟ فضحكت
وقال عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي ، عن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي سعيد الخدري " . فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران
وقال إبراهيم بن عقبة ، عن كريب ، عن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ابن عباس " . سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ، ثم فاطمة بنت محمد ، ثم خديجة ، ثم آسية امرأة فرعون
وقال علباء بن أحمر ، عن عكرمة ، عن : ابن عباس . خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة خطوط ، ثم قال : أتدرون ما هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفضل نساء أهل [ ص: 250 ] الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون
وقال أبو يزيد المديني ، عن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي هريرة " . خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد
وقال الشعبي ، عن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جابر بن عبد الله " . حسبك منهن أربع سيدات نساء العالمين : فاطمة بنت محمد ، وخديجة بنت خويلد ، وآسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران
وقال قتادة ، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أنس " . حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون
وقال ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " " . إنما فاطمة بضعة مني ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها
وروينا عن علي بن الحسين ، عن الحسين بن علي ، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة : " إن الله يرضى لرضاك ، ويغضب لغضبك " .
وعن علي بن زيد بن جدعان ، عن - أنس بن مالك إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . أن [ ص: 251 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الصبح ، ويقول : الصلاة ،
وعن زر بن حبيش ، عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عبد الله بن مسعود " . إن فاطمة حصنت فرجها ، فحرمها الله وذريتها على النار
ومناقبها وفضائلها كثيرة جدا ، رضي الله عنها وأرضاها .
قال الزهري ، عن عروة ، عن عائشة : عاشت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر .
وكذلك قال محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة ، وغير واحد .
وقال عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين : مكثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر ، قال : وما رئيت ضاحكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا أنهم قد امتروا في طرف نابها .
وقال أبو بكر بن أبي شيبة : توفيت فاطمة وهي بنت سبع وعشرين سنة .
وقال محمد بن إسحاق في موضع آخر : توفيت فاطمة ، وهي بنت ثمان وعشرين سنة . وكان مولدها وقريش تبني الكعبة ، وبنت قريش الكعبة قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبع سنين وستة أشهر ، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين بعد مبعثه ، ثم هاجر فأقام عشرا [ ص: 252 ] وعاشت بعده ستة أشهر ، وتوفيت سنة إحدى عشرة من الهجرة .
وقال أبو عمر بن عبد البر : فاطمة أول من غطي نعشها في الإسلام على الصفة المذكورة في هذا الخبر ، يعني خبر أسماء بنت عميس ، ثم بعدها زينب بنت جحش صنع ذلك أيضا بها .
وماتت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت أول أهله لحوقا به . وصلى عليها علي بن أبي طالب ، وهو الذي غسلها مع أسماء بنت عميس ، ولم يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنيه غيرها .
وقيل : توفيت بعده بخمس وسبعين ليلة ، وقيل : بستة أشهر إلا ليلتين ، وذلك يوم الثلاثاء لثلاث خلت من شهر رمضان ، وغسلها زوجها علي بن أبي طالب . أشارت عليه أن يدفنها ليلا . وقد قيل : صلى عليها العباس بن عبد المطلب ، ودخل قبرها هو ، وعلي ، والفضل . وروي أن أبا بكر الصديق صلى عليها .
قال أبو عمرو : اختلف في وفاتها ، فقال أبو جعفر محمد بن علي : توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر . وروي عنه أنها لبثت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر . وقيل : ماتت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بمائة يوم .
وقال الواقدي : حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قال : وأخبرنا ابن جريج ، عن الزهري - أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر . قال الواقدي : وهو الثبت عندنا .
قال : وتوفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة .
[ ص: 253 ] وقال عبد الله بن الحارث ، وعمرو بن دينار : توفيت بعد أبيها بثمانية أشهر .
وقال ابن بريدة : عاشت بعده سبعين يوما .
وقال المدائني : ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة ، وهي ابنة تسع وعشرين سنة . ولدت قبل النبوة بخمس سنين ، وصلى عليها العباس .
قال أبو عمر : واختلف في سنها وقت وفاتها ، فذكر الزبير بن بكار أن عبد الله بن حسن بن حسن دخل على هشام بن عبد الملك ، وعنده الكلبي . فقال هشام لعبد الله بن حسن : يا أبا محمد ، كم بلغت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السن ؟ فقال : ثلاثين سنة . فقال هشام للكلبي : كم بلغت من السن ؟ قال : خمسا وثلاثين . فقال هشام لعبد الله بن حسن : أسمع الكلبي يقول ما تسمع ، وقد عني بهذا الشأن ؟ فقال عبد الله بن حسن : يا أمير المؤمنين ، سلني عن أمي ، وسل الكلبي عن أمه .
روى لها الجماعة .
أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو عمرو العثماني إملاء ، قال : حدثنا أبو بكر بن مكرم ، قال : حدثنا منصور بن أبي مزاحم ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن عروة - أن حدثته عائشة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة فسارها ، فبكت ، ثم سارها ، فضحكت . قالت عائشة : فقلت لفاطمة : ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ، ثم سارك [ ص: 254 ] به فضحكت ؟ قالت : سارني ، فأخبرني بموته فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت
أخرجوه من غير وجه ، عن عائشة ، وليس لها في " الصحيح " غيره ، والله أعلم .