7976 - ( خ) : أم رومان ، زوج أبي بكر الصديق ، والدة عائشة وعبد الرحمن . لها صحبة .
وكانت قبله تحت عبد الله بن الحارث بن سخبرة ، وكان قدم بها مكة فحالف أبا بكر قبل الإسلام ، وتوفي عن أم رومان ، وولدت له الطفيل بن عبد الله بن الحارث بن سخبرة فهو أخو عائشة وعبد الرحمن لأمهما . قاله الواقدي .
وقال عبد الملك بن هشام : أم رومان اسمها زينب بنت عبد دهمان أحد بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة . وقال غيره : أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن [ ص: 359 ] عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة .
والخلاف في نسبها كبير جدا ، وأجمعوا أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة . قيل : إنها توفيت سنة أربع أو خمس ، . فنزل النبي صلى الله عليه وسلم في قبرها ، واستغفر لها
وقال الواقدي ، والزبير بن بكار : توفيت في ذي الحجة سنة ست .
روى لها البخاري ، وقد وقع لنا حديثها بعلو .
أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان - قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا علي بن عاصم ، قال : أخبرنا حصين ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن أم رومان ، قالت :
قالت عائشة : وأي حديث ؟ قالت : كذا وكذا . قالت : وقد بلغ ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : نعم . قالت : وبلغ أبا بكر ؟ قالت : نعم . قالت : فخرت عائشة مغشيا عليها ، فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض .
قالت : فتقدمت فدثرتها . قالت : ودخل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما شأن هذه ؟ قالت : قلت : يا رسول الله ، أخذتها حمى [ ص: 360 ] بنافض . قال : فلعله في حديث تحدث به ! قالت : فاستوت عائشة قاعدة ، فقالت : والله لئن حلفت لكم لا تصدقوني ، ولئن اعتذرت إليكم لا تعذروني ، فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه والله المستعان على ما تصفون .
قالت : وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنزل الله عليه عذرها ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم معه أبو بكر ، فدخل فقال : يا عائشة ، إن الله قد أنزل عذرك . قالت : بحمد الله لا بحمدك . قالت : فقال لها أبو بكر : تقولين هذا لرسول الله ؟ قالت : نعم .
قالت : وكان فيمن حدث الحديث رجل كان يعوله أبو بكر ، فحلف أبو بكر أن لا يصله ، فأنزل الله عز وجل ولا يأتل أولو الفضل منكم إلى آخر الآية . قال أبو بكر : بلى . فوصله . بينا أنا عند عائشة إذ دخلت عليها امرأة من الأنصار ، فقالت : فعل الله بابنها وفعل . قالت عائشة : ولم ؟ قالت : إنه كان فيمن حدث الحديث .
أخرجه من حديث محمد بن الفضيل ، وأبي عوانة ، وسليمان بن كثير ، عن حصين مختصرا ، ومطولا . وفي بعض طرقه عن مسروق قالت : حدثتني أم رومان ، وقد عد ذلك غير واحد من الأوهام . وقد قيل فيه : عن مسروق ، عن عبد الله بن مسعود ، عن أم رومان .
وقال : هذا حديث غريب من رواية أبي وائل ، عن مسروق ، لا نعلم رواه غير حصين بن عبد الرحمن عنه . وفيه إرسال ; لأن مسروقا لم يدرك أم رومان ، وكانت وفاتها على [ ص: 361 ] عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . الحافظ أبو بكر الخطيب
وكان مسروق يرسل رواية هذا الحديث عنها ، ويقول : سئلت أم رومان ، فوهم حصين فيه ; إذ جعل السائل لها مسروقا ، اللهم إلا أن يكون بعض النقلة كتب " سألت " بالألف ، فإن من الناس من يجعل الهمزة في الخط ألفا ، وإن كانت مكسورة أو مرفوعة ، فتبرأ حينئذ حصين من الوهم فيه .
على أن بعض الرواة قد رواه عن حصين على الصواب . قال : وأخرج البخاري هذا الحديث في " صحيحه " لما رأى فيه عن مسروق قال : سألت أم رومان ، ولم يظهر له عليه ، وقد بينا ذلك في كتاب " المراسيل " ، وأشبعنا القول بما لا حاجة لنا إلى إعادته .