1501 - (م 4) : حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات القارئ أبو عمارة الكوفي التيمي مولى بني تيم الله من ربيعة أخو حبيب بن حبيب .
[ ص: 315 ] روى عن : (د ت) ، حبيب بن أبي ثابت (م س) ، والحكم بن عتيبة وحماد بن أبي سليمان ، وحمران بن أعين (ق) ، وحمزة بن أبي حمزة النصيبي ، وزياد الطائي (ت) ، (س) ، وسليمان الأعمش وشبل بن عباد المكي ، وطريف أبي سفيان السعدي ، وطلحة بن مصرف ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وعدي بن ثابت ، ، وعطاء بن السائب وعلقمة بن مرثد ، ، وعمرو بن مرة والعلاء بن المسيب ، ، وليث بن أبي سليم ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ومغيرة بن مقسم الضبي ، ، ومنصور بن المعتمر والمنهال بن عمرو ، وهارون بن عنترة ، ، ويزيد بن أبي زياد (4) ، وأبي إسحاق السبيعي وأبي إسحاق الشيباني ، وأبي المختار الطائي (ت عس) .
روى عنه : إبراهيم بن هراسة ، والأحوص بن جواب ، وبكر بن بكار ، (مق) ، وجرير بن عبد الحميد وحجاج بن محمد (س) ، والحسن بن علي الواسطي أخو عاصم بن علي ، (ت سي ق) وحسين بن علي الجعفي ، وحفص بن عمر الثقفي الكوفي ، وحميد بن حماد بن خوار التميمي ، وزياد أبو حمزة التميمي ، وسعد بن الصلت البجلي الكوفي قاضي شيراز ، وسفيان بن عقبة أخو قبيصة بن عقبة ، وسليم بن عيسى الحنفي المقرئ ، وسلام الطويل ، وسيف بن محمد الثوري ، وشعيب بن صفوان الثقفي ، وعبد الله بن حبش الأودي ، وعبد الله بن صالح العجلي المقرئ ، وقرأ عليه القرآن ، (س) [ ص: 316 ] وعبد الله بن المبارك وعبد الصمد بن النعمان ، (مق) ، وعلي بن مسهر وعلي بن نصر الجهضمي الأكبر ، وأبو قطن عمرو بن الهيثم (ت) ، (د س) ، وعيسى بن يونس وغالب بن فائد المقرئ ، وغسان بن عبيد ، ، وقبيصة بن عقبة ومحمد بن جعفر المدائني ، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري (م) ، ومحمد بن فضيل (ت) ، ومصعب بن سلام ، ومعاوية بن هشام (ت) ، ، ووكيع بن الجراح والوليد بن عقبة الطحان (د) ، ويحيى بن آدم س ، ويحيى بن أبي بكير ، ويحيى بن زكريا بن أبي الحواجب المقرئ ، ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ويحيى بن يعلى الأسلمي (ق) . ، ويحيى بن يمان
قال ، عن حرب بن إسماعيل ، أحمد بن حنبل ، عن وأبو بكر بن أبي خيثمة : ثقة . يحيى بن معين
وقال : ليس به بأس . النسائي
وقال : كان من علماء زمانه بالقراءات ، وكان من خيار عباد الله عبادة ، وفضلا ، وورعا ، ونسكا ، وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ، ويجلب الجبن والجوز من حلوان إلى الكوفة . أبو بكر بن منجويه
[ ص: 317 ] وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن سليمان بن أبي شيخ : كان يزيد بن هارون أرسل إلى أبي الشعثاء بواسط : لا تقرئ في مسجدنا قراءة حمزة .
وقال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يقول : سمعت أحمد بن سنان يقول كان يزيد يكره قراءة حمزة كراهية شديدة .
قال : وسمعت أحمد بن سنان يقول : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : لو كان لي سلطان على من يقرأ قراءة حمزة ، لأوجعت ظهره وبطنه . قيل له : ما تنكر يا أبا سعيد ؟ قال : يجيء أيوب بن المتوكل فتسلونه .
وقال أبو بكر محمد بن يحيى الصولي : حدثنا إسحاق بن إبراهيم القزاز قال : حدثنا أبو هشام الرفاعي قال : سمعت الكسائي يقول : مات حمزة وهو يقرأ "علام الغيوب" ، فقال : كذب والله ، كان يقرأ "الغيوب" بكسر الغين ، ولقد أتيت حمزة الكسائي يقرأ عليه ، فاستندت إلى المحراب مع حمزة ، فجعل الكسائي ينتفض كأنه سعفة ، فقال حمزة : ما لك كأنه أعظم في عينك مني ! قال : لا ، ولكني إن أخطأت عليك علمتني ، وهذا إن أخطأت شنع علي .
أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد القاهر ابن النصيبي بحلب قال : أخبرنا أبو سعد ثابت بن مشرف بن أبي سعد البغدادي بحلب قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن [ ص: 318 ] سلامة ابن الرطبي قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي المجبر قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي فذكره .
وقال سويد بن سعيد : حدثنا علي بن مسهر قال : سمعت أنا وحمزة الزيات من أبان بن أبي عياش خمسمائة حديث ، أو ذكر أكثر ، فأخبرني حمزة قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فعرضتها عليه ، فما عرف منها إلا اليسير ، خمسة ، أو ستة أحاديث ، فتركت الحديث عنه .
أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، وزينب بنت مكي قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال : أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال : أخبرنا أبو محمد بن هزارمرر الصريفيني قال : أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي قال : حدثني سويد بن سعيد فذكره.
رواه مسلم في مقدمة كتابه عن سويد بن سعيد ، فوافقناه فيه بعلو .
وقال أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ : أخبرنا أبو بكر محمد بن نصر السامري قال : حدثنا سليمان بن جبلة قال : حدثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد قال : حدثنا [ ص: 319 ] خلف بن هشام البزار قال : قال لي سليم بن عيسى : دخلت على حمزة بن حبيب الزيات فوجدته يمرغ خديه في الأرض ، ويبكي فقلت : أعيذك بالله ، فقال : يا هذا استعذت في ماذا ؟ فقال : رأيت البارحة في منامي كأن القيامة قد قامت ، وقد دعي بقراء القرآن فكنت فيمن حضر فسمعت قائلا يقول بكلام عذب : لا يدخل علي إلا من عمل بالقرآن . فرجعت القهقرى فهتف باسمي : أين حمزة بن حبيب الزيات ؟ فقلت : لبيك داعي الله لبيك ، فبدرني ملك ، فقال : قل : لبيك اللهم لبيك ، فقلت كما قال لي ، فأدخلني دارا فسمعت فيها ضجيج القرآن فوقفت أرعد ، فسمعت قائلا يقول : لا بأس عليك ، ارق واقرأ ، فأدرت وجهي ، فإذا أنا بمنبر من در أبيض دفتاه من ياقوت أصفر ، مراقته زبرجرد أخضر ، فقيل لي ارق واقرأ ، فرقيت فقيل لي : اقرأ سورة الأنعام ، فقرأت وأنا لا أدري على من أقرأ حتى بلغت الستين آية ، فلما بلغت وهو القاهر فوق عباده قال لي : يا حمزة ، ألست القاهر فوق عبادي ؟ قال : فقلت بلى ، قال : صدقت ، اقرأ : فقرأت حتى تممتها ، ثم قال لي : اقرأ ، فقرأت "الأعراف" حتى بلغت آخرها فأومأت بالسجود ، فقال لي : حسبك ما مضى ، لا تسجد يا حمزة ، من أقرأك هذه القراءة ؟ فقلت : سليمان قال : صدقت ، من أقرأ سليمان ؟ قلت : يحيى قال : صدق يحيى ، على من قرأ يحيى ؟ فقلت : على أبي عبد الرحمن السلمي ، فقال : صدق أبو عبد الرحمن السلمي ، من أقرأ أبا عبد الرحمن [ ص: 320 ] السلمي ؟ فقلت : ابن عم نبيك علي بن أبي طالب ، قال : صدق علي ، من أقرأ عليا قال : قلت : نبيك صلى الله عليه وسلم قال : ومن أقرأ نبيي قال : قلت : جبريل قال : ومن أقرأ جبريل قال : فسكت ، فقال لي : يا حمزة ، قل أنت . قال : فقلت ما أجسر أن أقول أنت ، قال : قل أنت ، فقلت : أنت ، قال : صدقت يا حمزة ، وحق القرآن ، لأكرمن أهل القرآن سيما إذا عملوا بالقرآن ، يا حمزة القرآن كلامي ، وما أحببت أحدا كحبي لأهل القرآن ، ادن يا حمزة ، فدنوت فغمر يده في الغالية ، ثم ضمخني بها ، وقال : "ليس أفعل بك وحدك ، قد فعلت ذلك بنظرائك من فوقك ومن دونك ومن أقرأ القرآن كما أقرأته لم يرد به غيري ، وما خبأت لك يا حمزة عندي أكثر ، فأعلم أصحابك بمكاني من حبي لأهل القرآن ، وفعلي بهم ، فهم المصطفون الأخيار ، يا حمزة ، وعزتي وجلالي ، لا أعذب لسانا تلا القرآن بالنار ، ولا قلبا ، وعاه ، ولا أذنا سمعته ، ولا عينا نظرته ، فقلت : سبحانك سبحانك ! أي رب! فقال : يا حمزة أين نظار المصاحف ؟ فقلت : يا رب حفاظهم ؟ قال : لا ، ولكني أحفظه لهم حتى يوم القيامة ، فإذا أتوني رفعت لهم بكل آية درجة" ، أفتلومني أن أبكي ، وأتمرغ في التراب .
أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وزينب بنت مكي قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن حمدويه قال : أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن حسنون النرسي قال : أخبرنا أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ ، فذكره .
[ ص: 321 ] وقال أبو الطيب بن غلبون أيضا بهذا الإسناد : أخبرنا أبو بكر محمد بن نصر السامري قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن خلف المعروف بوكيع قال : حدثنا ابن رشيد قال : حدثنا مجاعة بن الزبير قال : دخلت على حمزة - يعني ابن حبيب الزيات - وهو يبكي ، فقلت ما يبكيك ؟ فقال : وكيف لا أبكي رأيت الليلة في منامي كأني قد عرضت على الله جل ثناؤه ، فقال لي : يا حمزة اقرأ القرآن كما علمتك ، فوثبت قائما ، فقال لي اجلس فإني أحب أهل القرآن ، ثم قال لي : اقرأ ، فقرأت حتى بلغت سورة "طه" ، فقلت : طوى وأنا اخترتك فقال لي : بين ، فبينت فقلت : (طوى وأنا اخترناك) ، ثم قرأت حتى بلغت سورة "يس" ، فأردت أن أعطي ، فقلت : تنـزيل العزيز الرحيم فقال لي : قل تنزيل العزيز الرحيم ، يا حمزة كذا قرأت ، وكذا أقرأت حملة العرش ، وكذا يقرأ المقرئون ، ثم دعا بسوار فسورني ، فقال هذا بقراءتك القرآن ، ثم دعا بمنطقة فمنطقني ، فقال هذا بصومك بالنهار ، ثم دعا بتاج فتوجني ، ثم قال : هذا بإقرائك الناس القرآن ، يا حمزة لا تدع تنزيلا ، فإني نزلته تنزيلا . أفتلومني أن أبكي ؟ ! .
رواهما أبو الفضل محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم المقرئ ، من ولد بديل بن ورقاء الخزاعي ، عن أبي الطيب محمد بن أحمد بن غلبون المقرئ ، عن أبي بكر محمد بن النضر السامري ، عن سليمان بن جبلة ، وعن محمد بن خلف القاضي ، [ ص: 322 ] نحو ما تقدم ، ولم يذكر في روايته ، "فأدرت وجهي" إلى قوله "أخضر" ، وقال في روايته : داود بن رشيد .
أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ قال : أخبرنا الشريف أبو علي محمد بن أحمد بن عبدون الأنصاري قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي قال : حدثنا أبو الفضل محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم بن بديل ، من ولد بديل بن ورقاء الخزاعي المقرئ ، فذكرهما .
قال محمد بن عبد الله الحضرمي : مات بحلوان سنة ثمان ، ويقال : سنة ست وخمسين ومائة .
[ ص: 323 ] روى له الجماعة سوى البخاري .