[ ص: 465 ]
1573 - (خ م س) : حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري أبو محمد ، ويقال : أبو الأصبغ المكي ، من مسلمة الفتح ، وأمه زينب بنت علقمة بن غزوان بن يربوع بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي .
روى عن : عبد الله ابن السعدي (خ م س) .
روى عنه : السائب بن يزيد (خ م س) ، وعبد الله بن بريدة الأسلمي ، وابنه أبو سفيان بن حويطب ، وأبو نجيح ، والد عبد الله بن أبي نجيح .
[ ص: 466 ] قال عن عباس الدوري : لا أحفظ ، عن حويطب بن عبد العزى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ثابتا . يحيى بن معين
وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة في " الطبقات الكبير " ، وأما في "الصغير " فذكره في الخامسة قال : وله دار بالمدينة بالبلاط عند أصحاب المصاحف .
وقال الزبير بن بكار : وهو الذي افتدت أمه يمينه ، وهو من مسلمة الفتح ، وهو أحد النفر الذين أمرهم عمر بن الخطاب بتجديد أنصاب الحرم ، وكان ممن دفن عثمان بن عفان ، وباع من معاوية دارا بالمدينة بأربعين ألف دينار ، فاستشرف الناس لذلك ، فقال : وما أربعون ألف دينار لرجل له خمسة من العيال ؟ قال : وقال عمي مصعب بن عبد الله : له أربعة من العيال .
وقال يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وغيره قالوا : كان ممن أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم من قريش من بني عامر بن لؤي : حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس مائة من الإبل ، يعني : من غنائم حنين .
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : وجدت في كتاب أبي بخطه : بلغني عن الشافعي قال : حويطب بن عبد العزى كان حميد [ ص: 467 ] الإسلام ، وهو أكبر قريش بمكة ربعا جاهليا .
وقال محمد بن سعد عن محمد بن عمر ، عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة ، عن أبيه ، وعن محمد بن عمر ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن موسى بن عقبة ، عن المنذر بن جهم قال : حويطب بن عبد العزى : لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح خفت خوفا شديدا فخرجت من بيتي ، وفرقت عيالي في مواضع يأمنون فيها ، ثم انتهيت إلى حائط عوف فكنت فيه فإذا أنا بأبي ذر الغفاري ، وكان بيني وبينه خلة ، والخلة أبدا نافعة ، فلما رأيته هربت منه ، فقال : أبا محمد ، قلت : لبيك قال : ما لك ؟ قلت : الخوف ، قال : لا خوف عليك ، تعال أنت آمن بأمان الله ، فرجعت إليه ، وسلمت عليه ، فقال لي : اذهب إلى منزلك ، قال : فقلت : وهل لي سبيل إلى منزلي ، والله ما أراني أصل إلى بيتي حيا حتى ألقى فأقتل ، أو يدخل علي منزلي فأقتل ، فإن عيالي في مواضع شتى قال : فاجمع عيالك معك في موضع ، وأنا أبلغ معك منزلك ، فبلغ معي ، وجعل ينادي علي : بأبي إن حويطبا آمن فلا يهج . ثم انصرف أبو ذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : أوليس قد أمنا الناس كلهم إلا من أمرت بقتله ؟! قال : فاطمأننت ، ورددت عيالي إلى مواضعهم ، وعاد إلي أبو ذر ، فقال : يا أبا محمد حتى متى وإلى متى قد سبقت في المواطن كلها ، وفاتك خير كثير ، وبقي خير كثير ، فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم تسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أبر الناس وأوصل الناس [ ص: 468 ] وأحلم الناس ، شرفه شرفك ، وعزه عزك ، قال : قلت : فأنا أخرج معك فآتيه ، قال : فخرجت معه حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء ، وعنده أبو بكر وعمر ، فوقفت على رأسه ، وقد سألت أبا ذر كيف يقال إذ أسلم عليه ، قال : قل : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، فقلتها فقال : وعليك السلام ، أحويطب ؟ قال : قلت : نعم ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحمد لله الذي هداك ، قال : وسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي ، واستقرضني مالا ، فأقرضته أربعين ألف درهم ، وشهدت معه حنينا ، والطائف ، وأعطاني من غنائم حنين مائة بعير ، ثم قدم حويطب المدينة فنزلها ، وله بها دار بالبلاط عند أصحاب المصاحف .
وعن محمد بن عمر ، عن إبراهيم بن جعفر بن محمود ، عن أبيه قال : كان حويطب بن عبد العزى العامري قد بلغ عشرين ومائة سنة : ستين في الجاهلية ، وستين سنة في الإسلام ، فلما ولي مروان بن الحكم المدينة في عمله الأول دخل عليه حويطب مع مشيخة جلة : حكيم بن حزام ، ومخرمة بن نوفل ، فتحدثوا عنده ثم تفرقوا ، فدخل عليه حويطب يوما بعد ذلك فتحدث عنده ، فقال له مروان : ما سنك ؟ فأخبره ، فقال له مروان : تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث ، فقال : حويطب الله المستعان لقد هممت بالإسلام غير مرة ، كل ذلك يعوقني أبوك عنه وينهاني ، ويقول تضع شرفك ، وتدع دين آبائك لدين محدث ، وتصير تابعا ، قال : فأسكت والله مروان ، وندم على ما كان قال له . [ ص: 469 ] ثم قال حويطب : أما كان أخبرك عثمان ما كان لقي من أبيك حين أسلم ؟ فازداد مروان غما ، ثم قال حويطب : ما كان بقي من أبيك حين أسلم ؟ ! فازداد مروان غما ، ثم قال حويطب : ما كان في قريش أحد من كبرائها الذين بقوا على دين قومهم إلى أن فتحت مكة كان أكره لما هو عليه مني ، ولكن المقادير ! ولقد شهدت بدرا مع المشركين فرأيت عبرا ، رأيت الملائكة تقتل وتأسر بين السماء والأرض ، فقلت : هذا رجل ممنوع ، ولم أذكر ما رأيت ، فانهزمنا راجعين إلى مكة فأقمنا بمكة ، وقريش تسلم رجلا رجلا ، فلما كان يوم الحديبية حضرت وشهدت الصلح ، ومشيت فيه حتى تم ، وكل ذلك أريد الإسلام ، ويأبى الله إلا ما يريد ، فلما كتبنا صلح الحديبية كنت أنا أحد شهوده ، وقلت : لا ترى قريش من محمد إلا ما يسؤها ، قد رضيت أن دافعته بالراح ، ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية ، وخرجت قريش عن مكة كنت فيمن تخلف بمكة أنا وسهيل بن عمرو ، لأن يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مضى الوقت ، وهو ثلاث ، فلما انقضت الثلاث أقبلت أنا وسهيل بن عمرو فقلنا : قد مضى شرطك فاخرج من بلدنا ، فصاح : يا بلال ، لا تغب الشمس وأحد من المسلمين بمكة ممن قدم معنا .
وقال سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن الحسن بن محمد بن الحنفية : أن الحارث بن هشام ، وسهيل بن عمرو ، وحويطب بن عبد العزى حضروا عند عمر ، فأخرهم في الإذن فكلموه ، فقال : ليس إلا ما ترون ، فقال سهيل : دعي القوم فأجابوا ودعيتم فأبطأتم ، فلوموا أنفسكم ، فخرجوا إلى الشام فجاهدوا حتى ماتوا .
[ ص: 470 ] قال الحافظ أبو القاسم : المحفوظ أن حويطبا لم يمت بالشام ، وإنما مات بالمدينة ، فلعله رجع إليها بعد خروجه إلى الشام .
قال يحيى بن بكير وخليفة بن خياط ، وأبو عبيد وغير واحد : مات سنة أربع وخمسين ، وهو ابن عشرين ومائة سنة .
روى له البخاري ، ومسلم ، والنسائي حديثا واحدا ، عن عبد الله ابن السعدي ، عن حديث العمالة الذي اجتمع في إسناده أربعة من الصحابة . عمر بن الخطاب