ومن الأوهام :
- الربيع بن زياد بن أنس بن الديان ، وهو يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب الحارثي ، أبو عبد الرحمن البصري ، كناه خليفة بن خياط ، ويقال : كنيته أبو فراس .
[ ص: 79 ] قال الحاكم أبو أحمد : ولا أبعد أن تكون تكنيته بأبي فراس خطأ .
روى عن : أبي بن كعب ، وكعب الأحبار .
روى عنه : قتادة مرسلا ، ومطرف بن عبد الله بن الشخير ، وأبو مجلز لاحق بن حميد ، وحفصة بنت سيرين .
وكان عاملا لمعاوية على خراسان ، وكان الحسن بن أبي الحسن البصري كاتبه ، فلما بلغه مقتل حجر بن عدي وأصحابه قال : اللهم إن كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك وعجل ، فزعموا أنه لم يبرح من مجلسه حتى مات . وقيل : إن قتل حجر وأصحابه كان سنة إحدى وخمسين .
روى له أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه .
هكذا قال ، وهكذا سماه صاحب " الأطراف " في حديث أبي داود ، والنسائي وقد وهما جميعا فإنه لم يخرج له أحد منهم ، أما أبو داود والنسائي فإنما أخرجا حديث أبي نضرة عن أبي فراس غير مسمى ولا منسوب ، عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم أقص من نفسه ، والربيع بن زياد الحارثي رجل معروف مشهور باسمه ونسبه دون كنيته ، ولهذا وقع الخلاف في كنيته ، ولو كان هذا الحديث عنه لذكر باسمه المشهور ونسبه المعروف أو جمع بين اسمه وكنيته الصحيحة ، فأما أن يعدل عن المشهور المتفق عليه إلى المجهول المختلف فيه فهذا ليس من شأن أهل العلم ، وإنما يفعل مثل هذا بعض [ ص: 80 ] أهل التدليس في شيخ ضعيف الحديث أو نازل الإسناد ، ونحو ذلك ، فأما في مثل هذا الرجل مع شهرته وثقته وجلالته فلا يفعل ذلك لا أهل التدليس ولا غيرهم ، فبان بما ذكرنا أن أبا فراس الذي روى حديثه أبو داود ، والنسائي ليس بالربيع بن زياد الحارثي هذا ، وإنما هو أبو فراس النهدي ، هكذا نسبه هشيم في هذا الحديث على ما حكاه عنه البخاري ، وهو رجل آخر لا يعرف اسمه ولا يعرف له غير هذا الحديث ، وسيأتي ذكره في موضعه من الكنى مع زيادة بيان إن شاء الله .
وأما ابن ماجه فإنما أخرج لأبي فراس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن حديث : " عبد الله بن عمرو بن العاص " من رواية جعفر بن ربيعة عنه ، واسم أبي فراس هذا يزيد بن رباح ، وقد أخرج له حديثا آخر عن صام نوح الدهر إلا يوم الفطر ، ويوم الأضحى أيضا : " عبد الله بن عمرو " من رواية بكر بن سوادة عنه ، وأخرجه مسلم أيضا بهذا الإسناد ، لكنه ذكر في هذا الحديث باسمه دون كنيته ، وفي الحديث الأول بكنيته دون اسمه . إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم
وأما أبو فراس الذي روى عن عمر بن الخطاب ، وروى عنه أبو نضرة فليس له ذكر عند ابن ماجه أصلا ، وكذلك الربيع بن زياد ليس له عنده ذكر أصلا ، والله أعلم .