الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          2091 - (ع) : زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن [ ص: 25 ] عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري أبو سعيد ، ويقال : أبو خارجة المدني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمه النوار بنت مالك بن صرمة ، ويقال : معاوية .

                                                                          قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وهو ابن إحدى عشرة سنة ، وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عن :النبي صلى الله عليه وسلم (ع) ، وعن أبي بكر الصديق ، وعبد الله بن عثمان (خ ت س) ، وعثمان بن عفان ، وعمر بن الخطاب (خ ت س) .

                                                                          روى عنه : أبان بن عثمان بن عفان (د ت س) ، وأنس بن مالك (خ م ت س ق) ، وبشر بن سعيد (خ م د ت س) ، وثابت بن الحجاج (د) ، ومولاه ثابت بن عبيد (بخ) ، وحجر المدري (د س ق) ، وابنه خارجة بن زيد بن ثابت (ع) ، والزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري (س) ، وقيل : لم يلقه ، وزهرة (س) ، وسعد بن مالك أبو سعيد الخدري (م) ، وسعيد بن المسيب (س) ، وابنه سليمان بن زيد بن ثابت (بخ) ، وسليمان بن يسار (س ق) ، وسهل بن [ ص: 26 ] أبي حثمة (خت د) ، وسهل بن حنيف ، وسهل بن سعد الساعدي ، وطاوس بن كيسان (م س) ، وعباد بن سنان (ق) ، والد أبي هبيرة يحيى بن عباد الأنصاري ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (ع) ، وعبد الله بن فيروز الديلمي (د ق) ، وعبد الله بن يزيد الخطمي (خ م ت س) ، وعبد الرحمن بن شماسة (ت) ، وعبيد بن السباق (خ ت س) ، وعجلان (قد) ، مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة ، وعروة بن الزبير (د س ق) ، وعطاء بن يسار (خ م د ت س) ، والقاسم بن حسان العامري الكوفي (س) ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر ، وقبيصة بن ذؤيب ، وقيس والد محمد بن قيس المدني (س) ، وكثير بن أفلح (س) ، وكثير بن الصلت الكندي (س) ، ومجمع بن زيد الحجازي ، ومروان بن الحكم (خ د ت س) ، والمطلب بن عبد الله بن حنطب (د) ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وأبو هريرة وأم سعد (ت) ، يقال : إنها ابنته .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة من الأنصار قال : وأمه النوار بنت مالك بن صرمة بن فلان بن عدي بن عامر ، وقتل ثابت بن الضحاك يوم بعاث ، فولد زيد بن ثابت سعيدا ، وبه كان يكنى ، وأمه أم جميل بنت المخول بن عبد بن قيس بن عمرو بن نضر بن [ ص: 27 ] مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، وسعدا وخارجة وسليمان ويحيى وعمارة درج ، وإسماعيل وأسعد درج ، وعبادة وإسحاق وأم إسحاق وحسنة وعمرة وأم كلثوم وأمهم جميلة ، وهي أم سعد بنت سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج ، وإبراهيم ومحمدا وعبد الرحمن ، وأم الحسن ، وأمهم عميرة بنت معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار ، وعبد الرحمن ، وزيدا ، وعبيد الله ، وأم كلثوم لأم ولد ، وسليطا ، وعمران ، والحارث ، وثابتا ، وصبية ، وقريبة ، وأم محمد لأم ولد .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : ومن بني غنم بن مالك بن النجار يزيد وزيد ابنا ثابت بن الضحاك ، أمهما النوار بنت مالك بن معاوية بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبيه ، قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وأنا ابن إحدى عشرة سنة .

                                                                          وقال الحاكم أبو أحمد : يقال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة .

                                                                          وكان في وقعة بعاث ابن ست سنين ، وقتل أبوه فيها .

                                                                          [ ص: 28 ] وقال خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبيه : أتي بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة فقالوا : يا رسول الله ، هذا غلام من بني النجار ، قد قرأ مما أنزل عليك سبع عشرة سورة ، قال : فقرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبه ذلك ، فقال : يا زيد ، تعلم لي كتاب يهود ، فإني والله ما آمن يهود على كتابي . قال : فتعلمته فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته ، فكنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كتب إليهم ، وإذا كتبوا إليه قرأت له .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري قال : أنبأنا عبد الله بن دهبل بن كاره الخريمي ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي بالله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الجراح ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثنا داود بن عمرو الضبي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبيه فذكره .

                                                                          وقال الأعمش ، عن ثابت بن عبيد ، عن زيد بن ثابت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها تأتيني كتب لا أحب أن يقرأها كل أحد ، فهل تستطيع أن تعلم كتاب العبرانية - أو قال السريانية - فقلت : نعم ، فقال : فتعلمتها في سبع عشرة ليلة .

                                                                          [ ص: 29 ] أخبرنا بذلك عبد الرحمن بن أحمد المقدسي ، قال : أخبرنا داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب ، قال : أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، قال : أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة ، قال : أخبرنا عثمان بن محمد بن القاسم بن الأدمي البزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : حدثنا عيسى بن عثمان بن عيسى ، قال : حدثني عمي يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، فذكره .

                                                                          وقال جرير عن الأعمش : السريانية ، ولم يشك .

                                                                          وقال أبو قلابة عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في دين الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأفرضهم زيد بن ثابت وذكر بقية الحديث .

                                                                          وقال عاصم عن الشعبي : غلب زيد بن ثابت الناس على اثنين : الفرائض والقرآن .

                                                                          وقيل عن عاصم ، عن ابن سيرين نحو ذلك .

                                                                          وقال يعقوب بن محمد الزهري ، عن إسماعيل بن قيس ، عن أبيه ، عن خارجة بن زيد ، عن أبيه : أجازني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ، وكساني قبطية .

                                                                          وقال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني [ ص: 30 ] إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال : قال زيد بن ثابت : كانت وقعة بعاث وأنا ابن ست سنين ، وكانت قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن إحدى عشرة سنة ، وأتي بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : غلام من الخزرج ، قد قرأ ست عشرة سورة ، فلم أجز في بدر ولا أحد ، وأجزت في الخندق .

                                                                          قال محمد بن عمر : كان زيد بن ثابت يكتب الكتابين جميعا ; كتاب العربية ، وكتاب العبرانية ، وأول مشهد شهده زيد بن ثابت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق ، وهو ابن خمس عشرة سنة ، وكان ممن ينقل التراب يومئذ مع المسلمين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنه نعم الغلام .

                                                                          وقال الشعبي عن مسروق : كان أصحاب الفتوى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وزيد بن ثابت ، وأبي بن كعب ، وأبو موسى الأشعري .

                                                                          وفي رواية : كان القضاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستة .

                                                                          وفي رواية : كان العلم .

                                                                          [ ص: 31 ] وفي رواية : انتهى علم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى ستة فذكرهم .

                                                                          وقال الأعمش ، عن أبي الضحى : قيل لمسروق : أتترك قول عبد الله ؟ فقال : إني قدمت المدينة ، فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم .

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

                                                                          قال يحيى بن بكير : توفي سنة خمس وأربعين ، سنه ست وخمسون ، قال : ومن الناس من يقول : مات سنة ثمان وأربعين ، وسنه سبع وخمسون ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجازه يوم الخندق ، وهو ابن خمس عشرة سنة ، والخندق في شوال سنة أربع .

                                                                          وقيل : مات سنة إحدى وخمسين ، وقيل : سنة خمس وخمسين ، وقيل غير ذلك .

                                                                          [ ص: 32 ] وقال علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيب : شهدت جنازة زيد بن ثابت ، فلما دلي في قبره قال ابن عباس : من سره أن يعلم كيف ذهاب العلم ، فهكذا ذهاب العلم ، والله لقد دفن اليوم علم كثير .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية