الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 5 ] 3520 - (ع) : عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي [ ص: 6 ] التميمي، مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزي، أحد الأئمة الأعلام، وحفاظ الإسلام.

                                                                          روى عن : أبان بن تغلب (ق) ، وأبان بن عبد الله البجلي (مد) ، وأبان بن يزيد العطار (س) ، وإبراهيم بن سعد ، وإبراهيم بن طهمان (خ) ، وإبراهيم بن أبي عبلة (س) ، وإبراهيم بن عقبة (م س) ، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري - وهو من أقرانه - وإبراهيم بن نافع المكي (د س) ، وإبراهيم بن نشيط الوعلاني (بخ د س) ، والأجلح بن عبد الله الكندي (عخ د ت س) ، وأسامة بن زيد بن أسلم (ق) ، وأسامة بن زيد الليثي (خت ع) ، وإسماعيل بن أبي خالد (م) ، وإسماعيل بن عياش (ق) ، وإسماعيل بن مسلم العبدي (س) ، وإسماعيل بن مسلم المكي (ت) ، والأسود بن شيبان (س) ، وأفلح بن سعيد القبائي (س) ، وأبي بردة بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري (م) ، وبسام الصيرفي (س) ، وبشير بن المهاجر (س) ، وبشير أبي إسماعيل (د) ، وثابت بن عمارة الحنفي ، وثور بن يزيد الحمصي ، وجرير بن حازم ، وجعفر بن برقان (س) ، وأبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي (س) ، وأبي يونس حاتم بن أبي صغيرة (س) ، والحارث بن سليمان الكندي (س) ، وحبيب بن سليم العبسي (ق) ، وحجاج بن أرطاة (س ق) ، وحرملة بن عمران التجيبي (د ق) ، وحريث بن السائب (بخ مد) ، وحزم بن مهران (بخ) ، والحسن بن عمرو الفقيمي (بخ) ، [ ص: 7 ] والحسن بن يحيى البصري ثم الخراساني (س) ، وحسين بن ذكوان المعلم (خ م د ت س) ، والحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت س) ، والحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة (ت س) ، وحمزة بن حبيب الزيات (س) ، وحميد الطويل (خ د ت س) ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي (س) ، وحنظلة السدوسي (ت) ، وحيوة بن شريح المصري (خ م د ت س) ، وأبي خلدة خالد بن دينار (بخ) ، وخالد بن سعيد الأموي (خ) ، وأبي العلاء خالد بن طهمان (ت) ، وخالد بن عبد الرحمن بن بكير السلمي (خ ت س) ، وخالد الحذاء (س) ، وداود بن عبد الرحمن العطار ، وداود بن قيس الفراء (رمد س) ، وأبي محمد راشد بن نجيح الحماني ، ورباح بن زيد الصنعاني ، والربيع بن أنس ، والربيع بن مسلم القرشي (ت) ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن (سي) ، وربيعة بن عثمان ، ورشدين بن سعد المصري (ت) ، وزائدة بن قدامة (س) ، والزبير بن سعيد الهاشمي (مد) ، والزبير بن عبد الله بن أبي خالد ، وزكريا بن إسحاق المكي (خ س) ، وزكريا بن أبي زائدة (خ ع) ، وأبي عمران زكريا بن سليم البصري (س) ، وزهير بن معاوية ، وأبي عمر زياد بن أبي مسلم (مد) ، والسري بن يحيى (س) ، وسعد بن سعيد الأنصاري (بخ م) ، وأبي الصباح سعدان بن سالم الأيلي (د) ، وسعيد بن إياس الجريري (م د ت س) ، وسعيد بن أبي أيوب المصري (م ت س ق) ، وأبي سنان سعيد بن سنان الشيباني (سي) ، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي (ت) ، وسعيد بن أبي عروبة (خ ت س) ، وأبي شجاع سعيد بن يزيد القتباني (م د ت س) ، وسفيان التمار (س) ، وسفيان الثوري (خ مق ت س) ، وسفيان بن عيينة (س) - ومات قبله - [ ص: 8 ] وسلمة بن نبيط (س) ، وسليمان الأعمش (س) ، وسليمان التيمي (خ م س ق) ، وسليمان بن المغيرة (ت س) ، وسلام بن أبي مطيع (م س) ، وشريك بن عبد الله النخعي (س) ، وشعبة بن الحجاج (خ مق ت س) ، وصالح بن أبي الأخضر (د) ، وصالح بن صالح بن حي (خ) ، وأبي المعلى صخر بن جندل البيروتي ، والصعق بن حزن (س) ، وصفوان بن عمرو الحمصي (بخ د ت س) ، والضحاك بن عثمان الحزامي ، وطلحة بن أبي سعيد الإسكندراني (خ) ، وطود بن عبد الملك القيسي (س) ، وعاصم الأحول (خ م س) ، وعبد الله بن زيد بن أسلم (بخ) ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند (ت) ، وعبد الله بن شوذب (بخ) ، وعبد الله بن عمرو بن علقمة الكناني (مد) ، وعبد الله بن عون (بخ) ، وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (س) ، وعبد الله بن لاحق المكي (بخ) ، وعبد الجبار بن العباس الشبامي (بخ) ، وعبد الحميد بن بهرام (ت) ، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري (س) ، وعبد الحميد بن صيفي (ق) ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي (ق) ، وأبي شريح عبد الرحمن بن شريح (عخ) ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي (ت س) ، وأبي يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس (س) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (خ م ت سي ق) ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر (م د ت س) ، وعبد العزيز بن أبي رواد ، وعبد العزيز بن عبد الله العمري (س) ، وعبد الملك بن أبي سليمان (م س) ، وعبد الملك بن الطفيل الجزري (س) ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (س) ، وعبد الملك بن عيسى بن العلاء بن جارية الثقفي (ت) ، وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب (بخ) ، وعبيد الله بن عمر العمري (خ م ت س) ، وعبيد الله بن [ ص: 9 ] عمر السعيدي (س) ، وعتبة بن أبي حكيم الهمداني (عخ د ت) ، وعثمان بن الأسود (ت س) ، وعكرمة بن عمار (ي م د ت س) ، وعلي بن علي الرفاعي ، وعلي بن المبارك (س.) ، وعلي بن مسعدة (بخ) ، وعمر بن ذر (خ) ، وعمر بن سعيد بن أبي حسين (خ م س ق) ، وعمر بن فروخ (مد) ، وعمر بن محمد بن زيد العمري (خ) ، وعمرو بن ميمون بن مهران (خ م س) ، وعمران بن زائدة بن نشيط (د) ، وعمران بن زيد التغلبي (ت) ، وعنبسة بن سعيد الرازي (ت س) ، وعوف الأعرابي (خ س) ، وعون بن صالح البارقي (س) ، وعيسى بن طهمان (خ) ، وعيسى بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي (ق) ، وعيسى بن عمر الهمداني (س) ، وعيسى بن يزيد المروزي الأزرق (س ق) ، وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن (س ق) ، وفضيل بن غزوان (ت س) ، وفطر بن خليفة (س ق) ، وفليح بن سليمان (خت ت) ، والقاسم بن الفضل الحداني (س) ، وقباث بن رزين اللخمي (س) ، وقيس بن الربيع ، وقيس بن سليم العنبري (س) ، وكهمس بن الحسن (ت س) ، والليث بن سعد (خ) ، ومالك بن أنس (خ م ت س) ، ومالك بن مغول (م) ، ومبارك بن فضالة ، والمثنى بن سعيد القسام (س) ، والمثنى بن الصباح (ت) ، ومجالد بن سعيد (د ت ق) ، ومجمع بن يحيى الأنصاري (س) ، ومحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان (بخ) ، ومحمد بن إسحاق ، ومحمد بن ثابت العبدي ، ومحمد ابن أبي حفصة (خ م) ، ومحمد بن راشد المكحولي (مد) ، ومحمد بن سوقة (س) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب (خ سي) ، ومحمد بن عجلان (ي د ت) ، ومحمد بن يسار المروزي (عخ س) ، ومسعر بن كدام (س) ، ومصعب بن ثابت (د) ، [ ص: 10 ] ومعاوية بن أبي مزرد (خ س) ، ومعمر بن راشد (خ م ت س ق) ، والمنهال بن خليفة وموسى بن أيوب الغافقي (د ق) ، وموسى بن عبيدة (تم ق) ، وموسى بن عقبة (خ م د عس) ، وموسى بن علي بن رباح (بخ د س ق) ، وموسى بن عمير العنبري (س) ، ونافع بن عمر الجمحي (د) ، وهارون بن إبراهيم الأهوازي (س) ، وهشام بن حسان (م س) ، وهشام بن سعد ، وهشام بن عائذ بن نصيب (س) ، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي (س) ، وهشام بن عروة (خ س) ، وهشام بن الغاز ، وهمام بن يحيى (ت) ، ووبر بن أبي دليلة (دس) ، وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله ، ووقاء بن إياس (س) ، ووهيب بن خالد ، ووهيب بن الورد (م د ت س) ، ويحيى بن أيوب البجلي (بخ) ، ويحيى بن أيوب المصري (د ت سي) ، ويحيى بن حسان الفلسطيني (س) ، ويحيى بن زرارة بن كريم الباهلي (س) ، وأبي حيان بن سعيد بن حيان التيمي (خ ت س) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (خ م س) ، ويحيى بن عبيد الله بن موهب (ت) ، ويعقوب بن القعقاع (د س) ، ويونس بن أبي إسحاق (ت س) ، وأبي غانم يونس بن نافع المروزي ويونس بن يزيد الأيلي (ع) ، وأبي بشر البصري (بخ) ، وأبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم (ت) ، وأبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف (خ م س) ، وأبي بكر بن علي بن مقدم (س) ، وأبي بكر بن عياش (خ) ومات قبله وأبي بكر النهشلي (ت س) ، وأبي عبد رب الدمشقي الزاهد وأبي معن المصري (س) ، وأبي مودود (بخ) .

                                                                          روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الطالقاني (مق ت) ، وإبراهيم بن شماس السمرقندي (ل) ، وإبراهيم بن [ ص: 11 ] عبد الله الخلال (س) ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري - وهو من أقرانه - وإبراهيم بن مجشر ، وأحمد بن جميل المروزي ، وأحمد بن الحجاج المروزي ، وأحمد بن عثمان بن أبي الطوسي المعروف بحمدويه ، وأحمد بن محمد بن شبويه ، وأحمد بن محمد بن موسى السمسار مردويه (خ ت س) ، وأحمد بن منيع البغوي (د ت) ، وإسماعيل بن أبان الوراق (خ) ، وأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي القطيعي (د) ، وبشر بن السري (س) ، وبشر بن محمد السختياني (خ) ، وبقية بن الوليد - وهو من أقرانه - وبكار بن الحسن بن عثمان العنبري قاضي أصبهان ، وتليد بن سليمان ، وجعفر بن سليمان الضبعي - وهو أكبر منه - وحاتم الجلاب (ل) ، وحبان بن موسى المروزي (خ م ت س) ، والحسن بن الربيع البوراني (م د) ، والحسن بن عرفة ، والحسن بن عيسى بن ماسرجس مولى ابن المبارك (م د س) ، والحسين بن الحسن المروزي (ق) ، والحكم بن موسى القنطري (م) ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، والخضر بن محمد بن شجاع ، وداود بن عبد الرحمن العطار - وهو من شيوخه - وداود بن عمرو الضبي ، ورباح بن خالد الكوفي ، وأبو توبة الربيع بن نافع الحلبي (د) ، ورجاء بن السندي ، وزكريا بن عدي (خ م س ق) ، وسعيد بن رحمة المصيصي ، وسعيد بن سليمان الواسطي سعدويه (خ) ، وسعيد بن عمرو الأشعثي (م) ، وسعيد بن منصور (م د) ، وسعيد بن يعقوب الطالقاني (د ت) ، وسفيان الثوري - وهو من شيوخه - وسفيان بن عبد الملك المروزي (مق د ت) ، وسفيان بن عيينة - وهو من شيوخه - وسلمة بن سليمان المروزي (خ م س) ، وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي ، وأبو الربيع [ ص: 12 ] سليمان بن داود الزهراني (م د) ، وسليمان بن صالح المروزي سلمويه (خ س) ، وسليمان بن منصور البلخي (س) ، وسهل بن زياد القطان ، وسهل بن عثمان العسكري ، وسويد بن نصر الطوساني (ت س) ، وأبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي - وهو أكبر منه - وصالح بن عبد الله الترمذي (ت) ، والعباس بن رزمة (مق) ، والعباس بن الوليد القرشي ، وعبد الله بن عثمان عبدان (خ م د ت س) ، وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي (م) ، وعبد الله بن محمد بن أسماء (د سي) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة (م د ق) ، وأبو جعفر عبد الله بن محمد النفيلي (د) ، وعبد الله بن وهب المصري ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ، وعبد الرحمن بن مهدي (خ د) ، وعبد الرزاق بن همام (ت) ، وعبد العزيز بن أبي رزمة (ت) ، وعبد الملك بن حبيب المصيصي (د) ، وعبد الوارث بن عبيد الله العتكي (ت) ، وعبدة بن سليمان المروزي (د) ، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي ، وعتاب بن زياد ، وعتبة بن عبد الله اليحمدي (س) ، وعثمان بن جبلة بن أبي رواد العتكي (مق) ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة (دق) ، وعروة بن مروان العرقي ، وعفان بن مسلم ، وعلي بن إسحاق السمرقندي ، وعلي بن إسحاق المروزي ، وعلي بن حجر المروزي (م) ، وعلي بن الحسن بن شقيق المروزي (ع) ، وعلي بن الحسن النسائي ، وعلي بن الحسين بن واقد (مق) ، وعلي بن سعيد بن مسروق الكندي (ت س) ، وعلي بن نصر الجهضمي الكبير (د) ، وعمرو بن رافع القزويني (ق) ، وعمرو بن عون الواسطي (د ت) ، وعيسى بن سالم الشاشي ، وغسان بن الفضل السجستاني (مد) ، وفضالة بن إبراهيم النسائي (ت) ، وفضيل بن عياض - وهو أكبر منه - والقاسم بن محمد بن الريان المروزي ، وقتيبة بن [ ص: 13 ] سعيد (ت) ، وأبو صالح محبوب بن موسى الفراء (س) ، ومحمد بن آدم المصيصي (س) ، وأبو الوزير محمد بن أعين (ل ت) ، ومحمد بن بكار بن الريان (د) ، ومحمد بن حاتم الجرجرائي (د س) ، ومحمد بن الحسن الشيباني الفقيه ، ومحمد بن سعيد ابن الأصبهاني (خ) ، ومحمد بن سليمان لوين (س) ، ومحمد بن سلام البيكندي ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، ومحمد بن الصباح الدولابي (د) ، ومحمد بن الصلت الأسدي (خ) ، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري ، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي (م) ، ومحمد بن عبيد المحاربي (س) ، وأبو كريب محمد بن العلاء (خ م د ت) ، ومحمد بن عيسى ابن الطباع (د) ، ومحمد بن عيسى الدامغاني (س) ، ومحمد بن الفضل السدوسي عارم (ق) ، وأبو وهب محمد بن مزاحم المروزي (ت) ، ومحمد بن مقاتل المروزي (خ) ، ومحمد بن مكي المروزي (د.س) ، ومحمد بن خالد التميمي ، ومسلم بن إبراهيم (خ) ، والمسيب بن واضح ، ومعاذ بن أسد المروزي (خ) ، ومعتمر بن سليمان - وهو من أقرانه - ومعلى بن منصور الرازي (د) ، ومعمر بن راشد - وهو من شيوخه - وأبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي (د) ، ومكي بن إبراهيم البلخي ، ومنصور بن أبي مزاحم (م) ، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل (د) ، ونعيم بن حماد الخزاعي (خ ق) ، ونوفل بن مطهر ، وهارون بن معروف (عخ) ، وأبو النضر هاشم بن القاسم ، وهاشم بن مخلد الثقفي (خد) ، وهناد بن السري (م د) ، والهيثم بن جميل (ق) ، والوليد بن مسلم - وهو من أقرانه - ووهب بن زمعة المروزي (ر ت س) ، ويحيى بن آدم ، ويحيى بن أيوب المقابري (عخ م) ، ويحيى بن سعيد القطان ، ويحيى بن عبد الله [ ص: 14 ] السلمي خاقان (خ) ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ويحيى بن معين ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ويعمر بن بشر ، وأبو بكر بن أصرم المروزي (خ) ، وأبو بكر بن عياش - وهو من شيوخه - .

                                                                          قال العباس بن مصعب المروزي : كانت أم عبد الله بن المبارك خوارزمية وأبوه تركيا، وكان عبدا لرجل من التجار من همذان من بني حنظلة، وكان عبد الله إذا قدم همذان يخضع لولده ويعظمهم.

                                                                          وقال أبو أسامة : ما رأيت أطلب للعلم من عبد الله بن المبارك : الشامات ومصر واليمن والحجاز.

                                                                          وقال عبدان بن عثمان : خرج عبد الله إلى العراق أول ما خرج سنة إحدى وأربعين ومائة.

                                                                          وقال محمد بن عيسى ابن الطباع ، عن عبد الرحمن بن مهدي : الأئمة أربعة : سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وحماد بن زيد، وابن المبارك.

                                                                          وقال أبو الوزير محمد بن أعين : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول - وقدم بغداد في بيع دار له، فاجتمع إليه أصحاب الحديث - فقالوا له : جالست سفيان الثوري، وسمعت منه وسمعت من عبد الله [ ص: 15 ] فأيهما أرجح؟ فقال : عبد الله، ما تقولون لو أن سفيان جهد جهده على أن يكون يوما مثل عبد الله لم يقدر.

                                                                          وقال نعيم بن حماد : قلت لعبد الرحمن بن مهدي : أيهما أفضل : عبد الله بن المبارك أو سفيان الثوري؟ فقال : ابن المبارك.

                                                                          فقلت : إن الناس يخالفونك، فقال : إن الناس لم يجربوا، ما رأيت مثل ابن المبارك.

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي العوام الرياحي، عن أبيه : سمعت شعيب بن حرب يقول : قال سفيان : إني لأشتهي من عمري كله أن أكون سنة واحدة مثل عبد الله بن المبارك، فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام.

                                                                          وقال علي بن صدقة ، عن شعيب بن حرب : ما لقي ابن المبارك رجلا إلا وابن المبارك أفضل منه.

                                                                          وقال نعيم بن حماد : سمعت يحيى بن آدم يقول : كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك أيست منه.

                                                                          وقال أحمد بن حنبل : لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه; رحل إلى اليمن وإلى مصر وإلى الشام والبصرة، [ ص: 16 ] والكوفة. وكان من رواة العلم وأهل ذاك، كتب عن الصغار والكبار، وجمع أمرا عظيما، ما كان أحد أقل سقطا منه.

                                                                          كان يحدث من كتاب، كان رجلا صاحب حديث حافظا.

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن قهزاذ، عن عبد العزيز بن أبي رزمة : قال لي شعبة من أين أنت؟ قال : قلت : من أهل مرو، قال : تعرف عبد الله بن المبارك؟ قال : قلت : نعم، قال : ما قدم علينا مثله.

                                                                          وقال عمرو بن محمد الناقد ، عن سفيان بن عيينة : ما قدم علينا من أصحابنا أحد يشبه هذين الرجلين : عبد الله بن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة.

                                                                          وقال أبو وهب أحمد بن رافع وراق سويد بن نصر : سمعت علي بن إسحاق بن إبراهيم يقول : قال ابن عيينة : نظرت في أمر الصحابة فما رأيت لهم فضلا على ابن المبارك إلا بصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه.

                                                                          وقال أبو حاتم الرازي، عن إسحاق بن محمد بن إبراهيم المروزي : نعي ابن المبارك إلى سفيان بن عيينة ، فقال : رحمه الله، لقد كان فقيها عالما عابدا زاهدا سخيا شجاعا شاعرا.

                                                                          وقال محمد بن إسحاق الثقفي : سمعت محمود بن محمد بن [ ص: 17 ] أبي المضاء الحلبي يقول : سمعت عبد الرحمن بن عبيد الله يقول : كنا عند الفضيل بن عياض فجاء فتى في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة فنعى إليه ابن المبارك، فقال فضيل : إنا لله، أما إنه ما خلف بعده مثله.

                                                                          وقال المسيب بن واضح : سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول : ابن المبارك إمام المسلمين. قال : ورأيته قاعدا بين يديه يسائله.

                                                                          وقال موسى بن إسماعيل ، عن سلام بن أبي مطيع : ما خلف بالمشرق مثله.

                                                                          وقال عبيد الله بن عمر القواريري : لم يكن عبد الرحمن بن مهدي يقدم أحدا في الحديث على مالك وابن المبارك.

                                                                          وقال محمد بن المثنى : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : ما رأت عيناي مثل أربعة : ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري، ولا أشد تقشفا من شعبة، ولا أعقل من مالك بن أنس، ولا أنصح للأمة من عبد الله بن المبارك.

                                                                          وقال المسيب بن واضح : سمعت معتمر بن سليمان يقول : ما رأيت مثل ابن المبارك نصيب عنده الشيء الذي لا يصاب عند أحد.

                                                                          [ ص: 18 ] وقال أحمد بن محرز الهروي عن الحسن بن عيسى : اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك، مثل الفضل بن موسى ، ومخلد بن حسين ، ومحمد بن النضر ، فقالوا : تعالوا حتى نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا : جمع العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والشعر، والفصاحة، والزهد، والورع، والإنصاف، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والشجاعة، والفروسية، والشدة في بدنه، وترك الكلام فيما لا يعنيه، وقلة الخلاف على أصحابه، وكان كثيرا ما يتمثل :

                                                                          وإذا صاحبت فاصحب صاحبا ذا حياء وعفاف وكرم     قوله للشيء لا إن قلت لا
                                                                          وإذا قلت نعم قال نعم



                                                                          وقال العباس بن مصعب : جمع عبد الله بن المبارك : الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والتجارة، والسخاء، والمحبة عند الفرق.

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين ، ما رأيت أحدا يحدث لله إلا ستة نفر، منهم ابن المبارك.

                                                                          وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، عن يحيى بن معين : [ ص: 19 ] كان عبد الله بن المبارك كيسا مستثبتا ثقة، وكان عالما صحيح الحديث، وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفا، أو واحدا وعشرين ألفا.

                                                                          وقال محمد بن والان : سمعت عمار بن الحسن يمدح ابن المبارك :


                                                                          إذا سار عبد الله من مرو ليلة     فقد سار عنها نورها وجمالها
                                                                          إذا ذكر الأخيار في كل بلدة     فهم أنجم فيها وأنت هلالها



                                                                          وقال حبان بن موسى : عوتب ابن المبارك فيما يفرق المال في [ ص: 20 ] البلدان، ولا يفعل في أهل بلده، فقال : إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطلب للحديث، وحاجة الناس إليهم شديدة، وقد احتاجوا، فإن تركناهم ضاع علمهم، وإن أغنيناهم نشروا العلم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم.

                                                                          وقال إبراهيم بن بشار خادم إبراهيم بن أدهم : سمعت علي بن الفضيل بن عياض يقول : سمعت أبي يقول لابن المبارك : أنت تأمرنا بالزهد والتقلل والبلغة، ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان إلى البلد الحرام، كيف ذا وأنت تأمرنا بخلاف ذا؟ فقال ابن المبارك : يا أبا علي، إنما أفعل ذا لأصون فيه عرضي، وأكرم به عرضي، وأستعين به على طاعة ربي، لا أرى لله حقا إلا سارعت إليه، حتى أقوم به، فقال له الفضيل : يا ابن المبارك ما أحسن ذا إن تم ذا.

                                                                          وقال وهب بن زمعة عن معاذ بن خالد بن شقيق : تعرفت إلى إسماعيل بن عياش بعبد الله بن المبارك.

                                                                          فقال إسماعيل بن عياش : ما على وجه الأرض مثل عبد الله بن المبارك، ولا أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وقد جعلها في عبد الله بن المبارك، ولقد حدثني أصحابي أنهم صحبوه من مصر إلى مكة، فكان يطعمهم الخبيص، وهو الدهر صائم.

                                                                          [ ص: 21 ] وقال محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبيه : كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج، اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو، فيقولون : نصحبك يا أبا عبد الرحمن، فيقول لهم : هاتوا نفقاتكم، فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق، ويقفل عليها، ثم يكتري لهم ويخرجهم من مرو إلى بغداد، ولا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام، وأطيب الحلواء، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي، وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا صاروا إلى المدينة قال لكل رجل منهم : ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها؟ فيقول : كذا، ثم يخرجهم إلى مكة، فإذا وصلوا إلى مكة، وقضوا حجهم، قال لكل واحد منهم : ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من متاع مكة؟ فيقول : كذا وكذا، فيشتري لهم، ثم يخرجهم من مكة، فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو، فإذا صاروا إلى مرو جصص أبوابهم ودورهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام صنع لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وشربوا، دعا بالصندوق ففتحه، ودفع إلى كل رجل منهم صرته، بعد أن كتب عليها اسمه.

                                                                          قال محمد بن علي : قال أبي : أخبرني خادمه أنه عمل آخر [ ص: 22 ] سفرة سافر بها دعوة، فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خوانا فالوذج.

                                                                          قال أبي : وبلغنا أنه قال للفضيل بن عياض : لولاك وأصحابك ما اتجرت. قال أبي : وكان ينفق على الفقراء في كل سنة مائة ألف درهم.

                                                                          وقال وهب بن زمعة ، عن أبي وهب محمد بن مزاحم : ورث عبد الله عن أبيه ست مائة ألف درهم صامت، فأنفق في طلب العلم والخير في المواضع أربع مائة ألف وستين أو خمسين ألفا، ومات عن تسعين ألفا.

                                                                          وقال عمر بن مدرك، عن القاسم بن عبد الرحمن : حدثنا أشعث بن شعبة المصيصي قال : قدم هارون الرشيد أمير المؤمنين الرقة فانجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك، وتقطعت النعال، وارتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد لأمير المؤمنين من برج من قصر الخشب، فلما رأت الناس قالت : ما هذا؟ قالوا : عالم من أهل خراسان قدم الرقة، يقال له : عبد الله بن المبارك.

                                                                          فقال : هذا والله الملك، لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان.

                                                                          وقال محمد بن سهل بن عسكر، عن أبي صالح الفراء : سمعت ابن المبارك يقول : من بخل بالعلم ابتلي بثلاث : إما بموت، أو [ ص: 23 ] نسيان، أو لحوق بسلطان.

                                                                          قال : وسمعت ابن المبارك يقول : الحبر في الثياب خلوق العلماء.

                                                                          وقال ليث بن عبدة، عن نعيم بن حماد، قال ابن المبارك : إذا أنفق الشيخ تفقه مشايخه.

                                                                          وقال عبد الله بن معاوية الجمحي : سمعت ابن المبارك ينشد :


                                                                          أيها الطالب علما     إيت حماد بن زيد
                                                                          فخذ العلم بحلم     ثم قيده بقيد
                                                                          ودع البدعة من     آثار عمرو بن عبيد



                                                                          قال الحسن بن عيسى : قال عبد الله بن المبارك :


                                                                          اغتنم ركعتين زلفى إلى الله     إذا كنت خاليا مستريحا
                                                                          وإذا ما هممت بالزور والبا     طل فاجعل مكانه تسبيحا
                                                                          فاغتنام السكوت أفضل للمرء     وإن كان في الكلام فصيحا



                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا.

                                                                          قال أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي وغير واحد : ولد سنة ثماني عشرة ومائة.

                                                                          [ ص: 24 ] وقال محمد بن سعد : مات بهيت منصرفا من الغزو سنة إحدى وثمانين ومائة، وله ثلاث وستون سنة، ولد سنة ثماني عشرة ومائة، وطلب العلم، وروى رواية كثيرة، وصنف كتبا كثيرة في أبواب العلم وصنوفه، حملها عنه قوم، وكتبها الناس عنهم، وقال الشعر في الزهد والحث على الجهاد، وقدم العراق والحجاز والشام ومصر واليمن، وسمع علما كثيرا، وكان ثقة، مأمونا، إماما، حجة، كثير الحديث.

                                                                          وكذلك قال غير واحد في تاريخ وفاته، ومبلغ سنه، والمحفوظ ما ذكرنا، والله أعلم.

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه معمر بن راشد، والحسين بن داود البلخي، وبين وفاتيهما مائة وثنتان وثلاثون سنة. وقيل : مائة وثلاثون سنة، وقيل : مائة وتسع وعشرون سنة.

                                                                          [ ص: 25 ] روى له الجماعة.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية