الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3831 - (م) : عبد الرحمن بن سعد الأعرج ، أبو حميد المدني المقعد ، مولى بني مخزوم .

                                                                          روى عن : أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعمر بن أبي سلمة المخزومي ، وأبي هريرة (م) .

                                                                          روى عنه : صفوان بن سليم (م) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري .

                                                                          قال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن يحيى بن معين : لا أعرفه .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : قلت لأبي داود : عبد الرحمن بن سعد [ ص: 140 ] المقعد ؟ قال : روى عنه الزهري ، وابن أبي ذئب حديثا غريبا . روي عنه حديث من حديث المصريين .

                                                                          وقال النسائي : ثقة .

                                                                          روى له مسلم حديثا واحدا ، وقد وقع لنا بعلو عنه .

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وإسماعيل ابن العسقلاني ، وزينب بنت مكي ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، قال : أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، قال : حدثنا بشر بن موسى ، قال : حدثنا أبو زكريا السيلحيني ، قال : حدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن صفوان بن سليم ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في (إذا السماء انشقت) .

                                                                          رواه عن محمد بن رمح ، عن الليث ، فوقع لنا بدلا عاليا ، وقال : عن عبد الرحمن الأعرج ، مولى بني مخزوم وزاد : و (اقرأ باسم ربك) .

                                                                          ذكر أبو مسعود الدمشقي ، وخلف الواسطي هذا الحديث في " الأطراف " ، في ترجمة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عن أبي هريرة ، وذلك معدود في أوهامهما ، فإن ابن هرمز مولى بني هاشم ، وهذا مولى بني مخزوم ، وقد نسبه مسلم وغيره في هذا الحديث إلى ولاء بني مخزوم ، وقد فرق بينهما الدارقطني وغيره .

                                                                          [ ص: 141 ] ورواه عبد الله بن وهب ، عن قرة بن عبد الرحمن عن صفوان بن سليم والزهري جميعا ، عن عبد الرحمن بن سعد ; قاله غير واحد ، عن ابن وهب هكذا . وهذا الحديث بعينه عند عبد الرحمن بن هرمز أيضا . عن أبي هريرة . رواه مسلم من رواية عبيد الله بن أبي جعفر عنه ، عقيب حديث صفوان بن سليم . وصفوان بن سليم والزهري جميعا يرويان عن الأعرجين : عبد الرحمن بن سعد ، وعبد الرحمن بن هرمز ، لكن هذا الحديث ، إنما رواه صفوان بن سليم ، عن عبد الرحمن بن سعد ، لا عبد الرحمن بن هرمز . وأما الزهري فقد اختلف عليه في رواية هذا الحديث ، فرواه ابن وهب ، عن قرة عنه ، وعن صفوان ، كما تقدم . ورواه صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن الأعرج ، وأبي سلمة جميعا عن أبي هريرة ، ولم ينسب عبد الرحمن في رواية صالح بن أبي الأخضر بأكثر من هذا . فيحتمل أن يكون الحديث عند الزهري عن الأعرجين جميعا . ويحتمل أن يكون عنده عن عبد الرحمن بن سعد وحده ، وأنه هو عبد الرحمن الأعرج المذكور في رواية صالح بن أبي الأخضر ، والله أعلم .

                                                                          وذكر بعض الحفاظ أنه لا يعرف لعبد الرحمن بن سعد هذا غير ثلاثة أحاديث ، هذا أحدها ، والآخر عن أبي سريحة الغفاري ، في ذكر العشر الآيات قبل الساعة ، والآخر عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن أبيه أنه قال : يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به ، قال : " أمسك عليك هذا " ، وأشار إلى لسانه . وقد وقع له عندنا عدة أحاديث غير هذه الثلاثة ، وهي عندنا بعلو عنه .

                                                                          [ ص: 142 ] منها ما أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد في " المعجم الأوسط " ، قال : حدثنا أحمد بن رشدين ، قال : حدثنا أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن ، أن عبد الرحمن بن سعد المقعد أخبره ، عن عمر بن أبي سلمة أنه قرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما ، فقال لأصحابه : " اذكروا اسم الله ، وليأكل كل امرئ مما يليه " .

                                                                          قال سليمان بن أحمد : لم يروه عن عبد الرحمن بن سعد ، إلا أبو الأسود ، تفرد به ابن لهيعة .

                                                                          وقد فرقوا بين هذا وبين الذي قبله . ويحتمل أن يكونا واحدا ، فإن الذي قبله قد قيل فيه : إنه مولى الأسود بن سفيان ، والأسود بن سفيان مخزومي ، وقد قالوا في هذا : إنه مولى بني مخزوم ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية