الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3945 - (خ ق) : عبد الرحمن بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو المدلجي ، ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشم .

                                                                          روى عن : عمه سراقة بن مالك بن جعشم ، وأبيه مالك بن مالك بن جعشم (خ ق) .

                                                                          روى عنه : الزهري (خ ق) .

                                                                          قال النسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          روى له البخاري ، وابن ماجه ، وقد وقع لنا حديثه بعلو .

                                                                          [ ص: 380 ] أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، وزينب بنت مكي ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا قاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا هارون بن موسى الفروي ، قال : حدثنا محمد بن فليح بن سليمان ، قال : قال موسى بن عقبة : وحدثنا ابن شهاب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مالك بن جعشم المدلجي أن أباه مالكا أخبره أن أخاه سراقة بن جعشم أخبره أنه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مهاجرا جعلت قريش لمن رده مائة ناقة ، قال : فبينما أنا جالس في نادي قومي جاء رجل منا ، فقال : لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا علي آنفا أظنه محمدا ، قال : فأهويت إليه يعني أن اسكت ، وقلت : إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة لهم ، قال : لعله ، ثم سكت ، قال : فمكثت قليلا ، ثم قمت فأمرت بفرسي فقيد إلى بطن الوادي ، قال : وأخرجت سلاحي من وراء حجرتي ثم أخذت قداحي التي أستقسم بها ثم لبست لأمتي ، ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها ، قال : فخرج السهم الذي أكره لا أضره ، قال : وكنت أرجو أن أرده فآخذ المائة ناقة ، قال : فركبت على إثره ، قال : فبينما فرسي يشتد بي عثر فسقطت عنه ، فأخرجت قداحي فاستقسمت فخرج السهم الذي أكره لا أضره ، قال : فأبيت إلا أن أتبعه ، فركبت فلما بدا لي القوم فنظرت إليهم عثر بي فرسي ، وذهبت يداه في الأرض وسقطت عنه فاستخرج يديه واتبعه دخان فعلمت أنه قد منع مني وأنه ظاهر ، فناديتهم ، فقلت : أنظروني ، فوالله لا أريبكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قل له ماذا تبتغي " .

                                                                          [ ص: 381 ] فقلت له : اكتب لي كتابا يكون بيني وبينك آية ، قال : اكتب له يا أبا بكر ، قال : فكتب لي ، ثم ألقاه إلي ، قال : فرجعت فسكت ، فلم أذكر شيئا مما كان حتى إذا فتح الله على رسوله مكة وفرغ من أمر حنين ، خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لألقاه ومعي الكتاب الذي كتبه لي ، قال : فبينما أنا عامد له ، دخلت بين ظهراني كتيبة من كتائب الأنصار ، قال : فطفقوا يقرعوني بالرماح ، ويقولون : إليك إليك ، حتى دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة فرفعت يدي بالكتاب ، فقلت : يا رسول الله هذا كتابك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قوم وفاء وبر ادنه " ، قال : فأسلمت ، ثم تذكرت شيئا أسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما ذكرت شيئا غير أني قد قلت : يا رسول الله ، الضالة تغشى حياضنا قد ملأتها لإبلي ألي من أجر إن سقيتها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم في كل ذات كبد حرى أجر " ، قال : فانصرفت فسقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقتي
                                                                          .

                                                                          رواه البخاري عن يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب في أثناء حديث عروة ، عن عائشة في الهجرة بمعناه يزيد وينقص ولم يذكر قصة الضالة .

                                                                          وروى ابن ماجه قصة الضالة منه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن عبد الله بن نمير ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري بمعناه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية