الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3510 - (م 4) : عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد الأزدي ، أبو عبد الحميد المكي ، مولى المهلب بن أبي صفرة ، مروزي الأصل .

                                                                          روى عن : أيمن بن نابل المكي ، وبلهط بن عباد المكي ، وأبيه عبد العزيز بن أبي رواد ، وعبد الملك بن جريج (م د ت س) ، وكان أعلم الناس بحديثه ، وعثمان بن الأسود ، والليث بن سعد ، والمثنى بن الصباح ، ومروان بن سالم الجزري (ق) ، ومعمر بن راشد (ت ق) .

                                                                          [ ص: 272 ] ووهيب بن الورد المكي ، وياسين بن معاذ الزيات ، ويوسف بن أبي المتئد .

                                                                          روى عنه : أحمد بن حنبل ، وأحمد بن شيبان الرملي ، وأحمد بن عبد الله بن حكيم ، وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ، وأبو العوام أحمد بن يزيد الرياحي ، وحاجب بن سليمان المنبجي (س) ، والحسن بن الصباح البزار ، وخلاد بن أسلم ، والزبير بن بكار ، وزيد بن سعيد الواسطي ، وسريج بن يونس ، وصفوان بن صالح المؤذن ، وعبد الله بن الزبير الحميدي ، وعبد الله بن محمد الخطابي ، وعبد السلام بن عاصم الهسنجاني ، وعبد الوهاب بن الحكم الوراق (د ت) ، وعثمان بن المبارك الأنباري ، وعثمان بن يحيى القرقساني ، وعصمة بن الفضل النيسابوري ، وعلي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي ، وعلي بن شعيب السمسار ، وعلي بن ميمون العطار الرقي (س) ، والعلاء بن مسلمة الرواس (ت) ، وكثير بن عبيد المذحجي (ق) ، ومحرز بن عون الهلالي ، ومحمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، ومحمد بن حسان الأزرق (ق) ، وأبو يعلى محمد بن الصلت التوزي ، ومحمد بن عمرو السواق البلخي ، وأبو وهب محمد بن مزاحم المروزي ، ومحمد بن ميمون الخياط المكي ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني (م) ، وأبو محمد مكتوم بن أحمد الطالقاني ، وأبو قرة موسى بن طارق الزبيدي ، وهو من أقرانه ، ونوح بن حبيب القومسي ، وهشام بن إسماعيل العطار ، وأبو الفرج الهيثم بن خالد ، ويحيى بن موسى البلخي .

                                                                          [ ص: 273 ] قال عبد الوهاب بن أبي عصمة ، عن أحمد بن أبي يحيى : سمعت أحمد بن حنبل يقول : عبد المجيد بن أبي رواد ثقة ، وكان فيه غلو في الإرجاء ، وكان يقول : هؤلاء الشكاك .

                                                                          وقال عباس الدوري ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          زاد عبد الله : ليس به بأس .

                                                                          وزاد ابن أبي مريم : كان يروي عن قوم ضعفاء ، وكان أعلم الناس بحديث ابن جريج ، وكان يعلن بالإرجاء .

                                                                          وقال عباس ، عن يحيى أيضا : ابن علية عرض كتب ابن جريج على عبد المجيد بن أبي رواد فأصلحها له ، قال : فقلت ليحيى : ما كنت أظن أن عبد المجيد هكذا قال : يحيى كان أعلم الناس بحديث ابن جريج ، ولكن لم يكن يبذل نفسه للحديث .

                                                                          [ ص: 274 ] وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : ذكر يحيى عبد المجيد ، فذكر من نبله وهيئته ، قال : وكان صدوقا ما كان يرفع رأسه إلى السماء ، وكانوا يعظمونه .

                                                                          وقال البخاري : كان يرى الإرجاء ، كان الحميدي يتكلم فيه .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود ، عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، فقال : ثقة حدثنا عنه أحمد ، ويحيى بن معين ، قال : يحيى كان عالما بابن جريج .

                                                                          قال أبو داود : وكان مرجئا داعية للإرجاء ، وما فسد عبد العزيز حتى نشأ ابنه عبد المجيد ، وأهل خراسان لا يحدثون عنه .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت أبا داود يقول : كان عبد العزيز لا يرى الإرجاء ، وما غلا عبد العزيز في الإرجاء حتى نشأ ابنه عبد المجيد ، وكان عبد المجيد رأسا في الإرجاء .

                                                                          وقال النسائي : ليس به بأس .

                                                                          وقال في موضع آخر : ثقة .

                                                                          [ ص: 275 ] وقال أبو حاتم : ليس بالقوي يكتب حديثه .

                                                                          وقال الدارقطني : لا يحتج به يعتبر به ، وأبوه أيضا لين ، والابن أثبت ، قيل : إنه مرجئ ، ولا يعتبر بأبيه يترك ، وهما مكيان .

                                                                          وروى له أبو أحمد بن عدي أحاديث ثم قال : كل هذه الأحاديث غير محفوظة على أنه يثبت في حديث ابن جريج ، وله عن غير ابن جريج ، وعامة ما أنكر عليه الإرجاء ، وقال أحمد بن شيبان الرملي ، عن عبد المجيد بن أبي رواد : كنا مع إنسان نتكلم في القدر ، وكنا نأكل بيضا وخبزا ، فأخذ بيضة فقال : هذه البيضة إن شئت أكلتها ، وإن شئت لم آكلها ، قال : فقلنا له فشأ ، قال : فأنا أشاء ، فأدخلها في فيه فوثب إليه رجلان من أصحابنا جلدان ففكا لحييه حتى رمى بها ، فقالا : زعمت يا عدو الله أنك لو شئت لأكلتها ، ولكن المشيئة إلى الله تبارك وتعالى ، شاء أن لا تأكلها فطرحها .

                                                                          قال سلمة بن شبيب : كنت عند عبد الرزاق فجاءنا موت عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، وذلك في سنة ست ومائتين ، فقال عبد الرزاق : الحمد لله الذي أراح أمة محمد من عبد المجيد .

                                                                          [ ص: 276 ] روى له مسلم مقرونا بغيره ، والباقون سوى البخاري .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية