روى عن : ، جابر بن عبد الله ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب وأبي بحرية عبد الله بن قيس ، ، وعثمان بن عفان وأبيه مروان بن الحكم ، ، ومعاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، ، وأبي سعيد الخدري ، وأبي هريرة وبريرة مولاة عائشة ، وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 409 ] روى عنه : إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وثعلبة بن أبي مالك القرظي ، وحريز بن عثمان ، وخالد بن معدان ، وربيعة بن يزيد ، ورجاء بن حيوة ، وزيد بن واقد ، ، وعروة بن الزبير وعلي بن رباح اللخمي ، وعمر بن سلام قوله ، وعمرو بن الحارث الفهمي ، وابنه محمد بن عبد الملك بن مروان ، ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ويوسف بن الزبير الأسدي ، ويونس بن ميسرة بن حلبس .
قال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري : أول من سمي في الإسلام عبد الملك عبد الملك بن مروان بن الحكم ، وروي عن محمد بن سيرين أن مروان بن الحكم سمى ابنه القاسم ، وكان يكنى به ، فلما بلغه النهي حول اسمه عبد الملك .
وقال الزبير بن بكار : فولد مروان بن الحكم أحد عشر رجلا ونسوة ، عبد الملك ولي الخلافة ، ومعاوية وأم عمرو تزوجها الوليد بن عثمان بن عفان ، وأمهم عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص .
وذكر بقيتهم ، وذكره في الطبقة الثانية من أهل المدينة ، وقال : كان عابدا ناسكا قبل الخلافة ، وشهد يوم الدار مع أبيه ، وهو ابن عشر سنين ، وحفظ أمرهم وحديثهم ، واستعمله معاوية على أهل المدينة ، وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة فركب بالناس البحر ، وكان قد جالس العلماء والفقهاء وحفظ عنهم ، وكان قليل الحديث . محمد بن سعد
[ ص: 410 ] وذكره ابن سميع في الطبقة الثالثة .
وقال محمد بن أبي السري العسقلاني : كان ربعة إلى الطول أقرب منه إلى القصر أبيض ليس بالنحيف ولا البادن ، ولم يخضب إلى أن مات ، وكانت أسنانه مشبكة بالذهب ، أفوه مفتوح الفم ، مقرون الحاجبين كبير العينين ، مشرف الأنف ، دقيق الوجه ، حسن الجسم .
وقال غيره : خضب ثم ترك .
وقال رجاء بن أبي سلمة ، عن : قيل عبادة بن نسي : إنكم معشر أشياخ قريش يوشك أن ينقرضوا ، فمن نسأل بعدكم ؟ فقال : إن لمروان ابنا فقيها فسلوه . لابن عمر
وقال وهب بن جرير بن حازم ، عن : سمعت أبيه يقول : لقد رأيت المدينة ، وما بها شاب أشد تشميرا لا أفقه ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان ، أو قال : ولا أطول صلاة ، ولا أطلب للعلم منه . نافعا
وقال محمد بن زكريا الغلابي ، عن ابن عائشة : قيل لعبد الملك بن مروان : أي الرجال أفضل ؟ قال : من تواضع عن رفعة ، وزهد عن قدرة ، وأنصف عن قوة .
وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي ، عن سفيان بن عيينة : كان عبد الملك بن مروان يقول : ثلاثة من أحسن شيء : جود لغير ثواب ، ونصب لغير دنيا ، وتواضع لغير ذل .
[ ص: 411 ] وقال محمد بن زكريا الغلابي ، عن ابن عائشة ، عن أبيه : كان عبد الملك بن مروان إذا دخل عليه رجل من أفق من الآفاق قال : أعفني من أربع ، وقل بعدها ما شئت : لا تكذبني فإن المكذوب لا رأي له ، ولا تجبني فيما لا أسألك عنه فإن في الذي أسأل عنه شغلا عما سواه ، ولا تطرني فإني أعلم بنفسي منك ، ولا تحملني على الرعية فإني إلى الرفق بهم والرأفة أحوج .
وقال ، عن إسماعيل بن أبي خالد : ما جالست أحدا إلا وجدت لي الفضل عليه ، إلا عبد الملك بن مروان ، فإني ما ذاكرته حديثا إلا زادني فيه ، ولا شعرا إلا زادني فيه . الشعبي
وقال عبد الله بن بكر السهمي : حدثني بشر أبو نصر أن عبد الملك بن مروان دخل على معاوية ، وعنده عمرو بن العاص ، فسلم ثم جلس ، ثم لم يلبث أن نهض فقال معاوية : ما أكمل مروءة هذا الفتى ، فقال عمرو : يا أمير المؤمنين إنه أخذ بأخلاق أربعة ، وترك أخلاقا ثلاثة : أخذ بأحسن البشر إذا لقي ، وأحسن الحديث إذا حدث ، وأحسن الاستماع إذا حدث ، وأيسر المؤونة إذا خولف ، وترك مزاح من لا يوثق بعقله ولا دينه ، وترك مجالسة لئام الناس ، وترك من الكلام ما يعتذر منه .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان أبخر ، وولد لستة أشهر ، وخطب خطبة بليغة ، ثم قطعها ، وبكى بكاء شديدا ، ثم قال : يا رب إن ذنوبي عظيمة ، وإن قليل عفوك أعظم منها ، فامح بقليل عفوك عظيم [ ص: 412 ] ذنوبي فبلغ ذلك الحسن فبكى ، وقال : لو كان كلام يكتب بالذهب لكتب هذا الكلام .
وقال إبراهيم بن عبد الله بن زبر ، عن سعيد بن عبد العزيز : لما نزل بعبد الملك بن مروان الموت أمر بفتح باب قصره ، وإذا بقصار يضرب بثوب له على حجر فقال : ما هذا ؟ فقالوا : قصار ، فقال : يا ليتني كنت قصارا مرتين ، فقال سعيد : الحمد لله الذي جعلهم يفزعون ويفرون إلينا ولا نفر إليهم .
وقال محمد بن جعفر الخرائطي ، عن عمران بن موسى المؤدب : يروى أن عبد الملك بن مروان لما أحس بالموت قال : ارفعوني على شرف ففعل ذلك فتنسم الرياح ثم قال : يا دنيا ما أطيبك إن طويلك لقصير ، وإن كثيرك لحقير ، وإن كنا منك لفي غرور ، وتمثل بهذين البيتين
إن تناقش يكن نقاشك يا رب عذابا لا طوق لي بالعذاب أو تجاوز فأنت رب صفوح
عن مسيء ذنوبه كالتراب
قال أبو القاسم ، وقد روي أن معاوية هو المتمثل بهذه الأبيات .
قال خليفة بن خياط : ولد سنة ثلاث وعشرين .
وقال أبو حسان الزيادي : ولد سنة خمس وعشرين .
وقال محمد بن سعد : ولد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان .
[ ص: 413 ] وقال عمرو بن علي : بايع مروان بن الحكم لابنيه عبد الملك ، وعبد العزيز ، فقام عبد الملك بالحرب ، وقتل الحجاج ابن الزبير ، واستقام الناس لعبد الملك ، وكانت الفتنة من يوم مات معاوية بن يزيد إلى أن استقام الناس لعبد الملك تسع سنين ، وإحدى وعشرين ليلة ، فملك عبد الملك ثلاث عشرة سنة ، وأربعة أشهر إلا ليلتين ، ومات يوم الأربعاء النصف من شوال سنة ست وثمانين ، وبايع لابنيه الوليد وسليمان .
وقال غيره : بايعه أهل الشام بالخلافة ليلة الأحد لهلال شهر رمضان سنة خمس وستين .
وقال أبو معشر المدني : كانت الجماعة على عبد الملك سنة ثلاث وسبعين ، وتوفي يوم الخميس النصف من شوال سنة ست وثمانين ، وكانت خلافته ثلاث عشرة سنة ، وخمسة أشهر .
[ ص: 414 ] روى له البخاري في " الأدب " قوله ، وقد ذكرناه في ترجمة عمر بن سلام .