الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3618 - (خ م ل ت س ق) : عبدة بن أبي لبابة الأسدي [ ص: 542 ] الغاضري مولاهم ، ويقال مولى قريش أبو القاسم الكوفي البزاز نزيل دمشق ، وهو خال الحسن بن الحر .

                                                                          روى عن : زر بن حبيش الأسدي (خ م ت س) ، وسالم بن أبي الجعد ، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، وسويد بن غفلة (س ق) ، وأبي وائل شقيق بن سلمة (م سي ق) ، وعبد الله بن أبي بن كعب ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (س) لقيه بالشام ، وعبد الله بن عمرو بن العاص (ق) ، وعمر بن الخطاب مرسل ، والقاسم بن مخيمرة ، ومجاهد بن جبر المكي (خ) ، وهلال بن يساف (م س) ، ووراد كاتب المغيرة بن شعيبة (خ م س) ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن شيبان ، وإبراهيم بن يزيد النصري الدمشقي ، وبرد بن سنان الشامي ، وحبيب بن أبي ثابت (س ق) ، ومات قبله ، وابن أخته الحسن بن الحر ، ورجاء بن أبي سلمة ، وسفيان الثوري (س) ، وسفيان بن عيينة (خ م ت س ق) ، وسليمان الأعمش ، وشعبة بن الحجاج (م) ، وعبد الرحمن بن ثابت بن [ ص: 543 ] ثوبان (ق) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (خ م ت س ق) ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد الملك بن جريج المكي (م) ، وعمرو بن الحارث المصري ، وفليح بن سليمان المدني (خ) ، ومحمد بن جحادة (ت) ، ومحمد بن راشد المكحولي ، والنعمان بن المنذر الغساني ، ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم .

                                                                          قال أبو الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل : لقي ابن عمر بالشام .

                                                                          وقال محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من فقهاء أهل الكوفة : عبدة بن أبي لبابة مولى قريش .

                                                                          وقال عمر بن سعيد الدمشقي ، عن سعيد بن عبد العزيز : كان يكنى أبا القاسم ، وكان مكحول يكنيه بها إذا لقيه .

                                                                          وقال أبو أسامة ، عن الأوزاعي : لم يقدم علينا من العراق أحد أفضل من عبدة بن أبي لبابة ، والحسن بن الحر ، وكانا شريكين جميعا .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان ، وأبو حاتم ، والنسائي ، وابن خراش : ثقة .

                                                                          زاد يعقوب : من ثقات أهل الكوفة .

                                                                          [ ص: 544 ] وقال ابن ثوبان ، عن عبدة بن أبي لبابة : كنت في سبعين من أصحاب ابن مسعود ، وقرأت عليهم القرآن ، ما رأيت منهم اثنين يختلفان يحمدون الله على الخير ، ويستغفرونه من الذنوب .

                                                                          وقال عقبة بن علقمة البيروتي ، عن الأوزاعي : كان عبدة بن أبي لبابة إذا كان في المسجد لم يذكر شيئا من أمر الدنيا .

                                                                          وقال رجاء بن أبي سلمة ، عن عبدة بن أبي لبابة : لوددت أن حظي من أهل الزمان لا يسألوني عن شيء ، ولا أسألهم يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم .

                                                                          وقال الأوزاعي ، عن عبدة بن أبي لبابة : إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمت خسارته .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : حدثني الحسن بن علي ، قال : حدثني حسين الجعفي قال : قدم الحسن بن الحر ، وعبدة بن أبي لبابة ، وكانا شريكين ، ومعهما أربعون ألف درهم قدما في تجارة فوافقا أهل مكة ، وبهم حاجة شديدة ، فقال الحسن بن الحر : هل لك في رأي قد رأيته ؟ قال : وما هو ، قال : نقرض ربنا عشرة آلاف درهم ، ونقسمها بين المساكين ، قال : فأدخلوا مساكين أهل مكة دارا ، قال : وأخذوا يخرجون ، واحدا ، واحدا فيعطونهم فقسموا العشرة آلاف ، وبقي من الناس ناس كثير قال : هل لك في أن نقرضه عشرة آلاف أخرى ؟ قال : نعم ، قال : فقسموها حتى قسموا المال الذي كان معهم أجمع ، وتعلق بهم المساكين ، وأهل مكة ، وقالوا : لصوص بعث معهم أمير المؤمنين بمال يقسمونه فسرقوه ، قال : فاستقرضوا عشرة آلاف أخرى فأرضوا بها [ ص: 545 ] الناس ، قال : وطلبهم السلطان فاختفوا حتى ذهب أشراف أهل مكة فأخبروا الوالي عنهم بصلاح وفضل ، قال : فخرجوا بالليل ، ورجعوا إلى الشام .

                                                                          قال : وحدثنا حسين الجعفي قال : كان عبدة بن أبي لبابة قد عمي ، وكان يأتي الحسن بن الحر فكان إذا قام عبدة يتوضأ أمر الحسن بن الحر غلاما يقوده أن يغسل ذراعيه ، وطيبه ليضع عبدة يده على ذراعيه ، فإذا توكأ عليه توكأ عليه ، وهو مطيب .

                                                                          قال علي بن المديني ، عن سفيان بن عيينة : جالست عبدة بن أبي لبابة سنة ثلاث ، وعشرين ومائة .

                                                                          روى له الجماعة أبو داود في كتاب " المسائل " .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية