رأى أنس بن مالك .
وروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء ، وجبلة بن سحيم ، وأبي هند الحارث بن عبد الرحمن الهمداني ، والحسن بن عبيد الله ، ، والحكم بن عتيبة وحماد بن أبي سليمان ، وخالد بن علقمة ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وزبيد اليامي ، وزياد بن علاقة ، وسعيد بن مسروق الثوري ، ، وسلمة بن كهيل ، وسماك بن حرب وأبي رؤبة شداد [ ص: 419 ] ابن عبد الرحمن ، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي ، وهو من أقرانه ، وطاووس بن كيسان فيما قيل ، وطريف أبي سفيان السعدي ، وأبي سفيان طلحة بن نافع ، وعاصم بن كليب ، وعاصم بن أبي النجود ( س ) ، ، وعامر الشعبي وعبد الله بن أبي حبيبة ، وعبد الله بن دينار ، وعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وقابوس بن أبي ، وعبد الكريم أبي أمية البصري ، ، وعبد الملك بن عمير وعدي بن ثابت الأنصاري ، ( ت ) ، وعطاء بن أبي رباح ، وعطاء بن السائب وعطية بن سعد العوفي ، ، وعكرمة مولى ابن عباس وعلقمة بن مرثد ، وعلي بن الأقمر ، وعلي بن الحسن الزراد ، ، وعمرو بن دينار وعوف بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وقابوس بن أبي ظبيان ، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، ، وقتادة بن دعامة وقيس بن مسلم الجدلي ، ومحارب بن دثار ، ومحمد بن الزبير الحنظلي ، ومحمد بن السائب الكلبي ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، ومحمد بن قيس الهمداني ، ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ومحمد بن المنكدر ومخول بن راشد ، ومسلم .البطين ، ومسلم الملائي ، ومعن بن عبد الرحمن ، ومقسم ، ، ومنصور بن المعتمر وموسى بن أبي عائشة ، وناصح بن عبد الله المحلمي ، ، ونافع مولى ابن عمر ، وهشام بن عروة وأبي غسان الهيثم بن حبيب الصراف ، والوليد بن سريع المخزومي ، ، ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبي حجية يحيى بن عبد الله الكندي ، ويحيى بن عبد الله الجابر ، ويزيد بن صهيب الفقير ، ويزيد بن عبد الرحمن الكوفي ، ويونس بن عبد الله بن أبي فروة ، ، وأبي إسحاق السبيعي وأبي بكر بن عبد الله بن [ ص: 420 ] أبي الجهم ، وأبي جناب الكلبي ، وأبي حصين الأسدي ، ، وأبي الزبير المكي وأبي السوار ويقال : أبي السوداء السلمي ، وأبي عون الثقفي ، وأبي فروة الجهني ، وأبي معبد مولى ابن عباس ، وأبي يعفور العبدي .
روى عنه : ، إبراهيم بن طهمان والأبيض بن الأغر بن الصباح المنقري ، وأسباط بن محمد القرشي ، وإسحاق بن يوسف الأزرق ، وأسد بن عمرو البجلي القاضي ، وإسماعيل بن يحيى الصيرفي ، وأيوب بن هانئ الجعفي ، والجارود بن يزيد النيسابوري ، ، وجعفر بن عون والحارث بن نبهان ، وحبان بن علي العنزي ، والحسن بن زياد اللؤلؤي ، والحسن بن فرات القزاز ، والحسين بن الحسن بن عطية العوفي ، وحفص بن عبد الرحمن البلخي القاضي ، وحكام بن سلم الرازي ، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي ، وابنه حماد بن أبي حنيفة ، وحمزة بن حبيب الزيات ، وخارجة بن مصعب السرخسي ، وداود بن نصير الطائي ، وأبو الهذيل زفر بن الهذيل التميمي ، وزيد بن الحباب العكلي ، وسابق الرقي ، وسعد بن الصلت ، قاضي شيراز ، وسعيد بن أبي الجهم القابوسي ، وسعيد بن سلام بن أبي الهيفاء العطار البصري ، وسلم بن سالم البلخي ، وسليمان بن عمرو النخعي ، وسهل بن مزاحم ، وشعيب بن إسحاق الدمشقي ، والصباح بن محارب ، والصلت بن الحجاج الكوفي ، ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد وعامر بن الفرات النسوي ، وعائذ بن حبيب ، ، وعباد بن العوام ، وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ ، وأبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ( ت ) ، وعبد الرزاق بن همام [ ص: 421 ] ، وعبد العزيز بن خالد الترمذي ، وعبد الكريم بن محمد الجرجاني ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، ، وعبد الوارث بن سعيد وعبيد الله بن الزبير القرشي ، وعبيد الله بن عمرو الرقي ، ، وعبيد الله بن موسى وعتاب بن محمد بن شوذب ، وعلي بن ظبيان الكوفي .القاضي ، وعلي بن عاصم الواسطي ، ، وعلي بن مسهر وعمرو بن محمد العنقزي ، وأبو قطن عمرو بن الهيثم القطعي ، ( س ) ، وعيسى بن يونس ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، والفضل بن موسى السيناني والقاسم بن الحكم العرني ، والقاسم بن معن المسعودي ، ، وقيس بن الربيع ومحمد بن أبان العنبري الكوفي ، ومحمد بن .بشر العبدي ، ومحمد بن الحسن بن أتش الصنعاني ، ومحمد بن الحسن الشيباني ، ومحمد بن خالد الوهبي ، ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ومحمد بن الفضل بن عطية ، ومحمد بن القاسم الأسدي ، ومحمد بن مسروق الكوفي ، ، ومحمد بن يزيد الواسطي ومروان بن سالم ، ومصعب بن المقدام ، والمعافى بن عمران الموصلي ، ، ومكي بن إبراهيم البلخي وأبو سهل نصر بن عبد الكريم البلخي ، المعروف بالصيقل ، ونصر بن عبد الملك العتكي ، وأبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي ، والنضر بن محمد المروزي ، والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني ، ونوح بن دراج القاضي ، وأبو عصمة نوح بن أبي مريم ، ، وهشيم بن بشير وهوذة بن خليفة ، والهياج بن بسطام البرجمي ، ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن أيوب المصري ويحيى بن نصر بن حاجب ، ، ويحيى بن يمان ، ويزيد بن زريع ، ويزيد بن هارون ويونس بن بكير الشيباني ، وأبو إسحاق الفزاري ، وأبو حمزة السكري ، وأبو سعد [ ص: 422 ] الصاغاني ، وأبو شهاب الحناط ، وأبو مقاتل السمرقندي ، والقاضي أبو يوسف .
قال أحمد بن عبد الله العجلي : أبو حنيفة النعمان بن ثابت كوفي تيمي من رهط حمزة الزيات ، وكان خزازا يبيع الخز .
وقال محمد بن إسحاق البكائي ، عن عمر بن حماد بن أبي حنيفة أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى فأما زوطى فإنه من أهل كابل ، وولد ثابت على الإسلام ، وكان زوطى مملوكا لبني تيم الله بن ثعلبة ، فأعتق فولاؤه لبني تيم الله بن ثعلبة ، ثم لبني قفل ، وكان أبو حنيفة خزازا ، ودكانه معروف في دار عمرو بن حريث .
وقال إسماعيل بن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الرحمن المقرئ : كان أبو حنيفة من أهل بابل .
وقال النضر بن محمد المروزي ، عن يحيى بن النضر القرشي : كان والد أبي حنيفة من نسا .
وقال سليمان بن الربيع ، عن الحارث بن إدريس : أبو حنيفة أصله من ترمذ .
[ ص: 423 ] وقال أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان التنوخي الأنباري ، عن أبيه ، عن جده : ثابت والد أبي حنيفة من أهل الأنبار .
وقال مكرم بن أحمد القاضي : حدثنا أحمد بن عبيد الله بن شاذان المروزي ، قال : حدثني أبي عن جدي ، قال : سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول : أنا إسماعيل بن حماد بن النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان من أبناء فارس الأحرار ، والله ما وقع علينا رق قط ، ولد جدي في سنة ثمانين ، وذهب ثابت إلى علي بن أبي طالب ، وهو صغير فدعا له بالبركة فيه وفي ذريته ، ونحن نرجو من الله أن يكون قد استجاب الله ذلك لعلي بن أبي طالب فينا ، قال : والنعمان بن المرزبان أبو ثابت ، هو الذي أهدى لعلي بن أبي طالب الفالوذج في يوم النيروز ، فقال : نورزونا كل يوم ، وقيل : كان ذلك في المهرجان ، فقال : مهرجونا كل يوم .
أخبرنا بذلك يوسف بن يعقوب الشيباني ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن الكندي ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، قال : أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري ، قال : أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ ، قال : حدثنا مكرم بن أحمد فذكره .
[ ص: 424 ] وقال محمد بن سعد العوفي ، سمعت يقول : كان أبو حنيفة ثقة ، لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه ، ولا يحدث بما لا يحفظ . يحيى بن معين
وقال ، سمعت صالح بن محمد الأسدي الحافظ يقول : كان أبو حنيفة ثقة في الحديث . يحيى بن معين
وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز ، عن : كان أبو حنيفة لا بأس به . يحيى بن معين
وقال مرة : كان أبو حنيفة عندنا من أهل الصدق ، ولم يتهم بالكذب ، ولقد ضربه ابن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيا .
وبالإسناد المذكور إلى أبي بكر الحافظ ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد الخلال ، قال : أخبرنا علي بن عمرو الحريري أن القاضي أبا القاسم علي بن محمد بن كأس النخعي حدثهم ، قال : حدثنا محمد بن محمود الصيدناني ، قال : حدثنا محمد بن شجاع ابن الثلجي ، قال : حدثنا الحسن بن أبي مالك ، عن أبي يوسف قال ، قال أبو حنيفة : لما أردت طلب العلم جعلت أتخير العلوم ، وأسأل عن عواقبها ، فقيل : تعلم القرآن فقلت إذا تعلمت القرآن وحفظته فما يكون آخره ، قالوا : تجلس في المسجد ويقرأ عليك الصبيان والأحداث ، ثم لا تلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك أو يساويك في الحفظ ، فتذهب رئاستك ، قلت : فإن [ ص: 425 ] سمعت الحديث ، وكتبته حتى لم يكن في الدنيا أحفظ مني ، قالوا : إذا كبرت ، وضعفت حدثت واجتمع عليك الأحداث والصبيان ، ثم لم تأمن أن تغلط فيرموك بالكذب ، فيصير عارا عليك في عقبك ، فقلت لا حاجة لي في هذا ، ثم قلت : أتعلم النحو ، فقلت : إذا حفظت النحو والعربية ما يكون آخر أمري ، قالوا : تقعد معلما فأكثر رزقك ديناران إلى الثلاثة ، قلت : وهذا لا عاقبة له ، قلت : فإن نظرت في الشعر فلم يكن أحد أشعر مني ما يكون أمري ، قالوا : تمدح هذا فيهب لك أو يحملك على دابة ، أو يخلع عليك خلعة ، وإن حرمك هجوته ، فصرت تقذف المحصنات ، فقلت : لا حاجة لي في هذا ، قلت : فإن نظرت في الكلام ما يكون آخره ، قالوا : لا يسلم من نظر في الكلام من مشنعات الكلام ، فيرمى بالزندقة ، فإما أن تؤخذ فتقتل ، وإما أن تسلم ، فتكون مذموما ملوما ، قلت : فإن تعلمت الفقه ، قالوا : تسأل وتفتي الناس ، وتطلب للقضاء ، وإن كنت شابا ، قلت : ليس في العلوم شيء أنفع من هذا ، فلزمت الفقه وتعلمته .
وبه ، قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريري أن [ ص: 426 ] النخعي حدثهم ، قال : حدثني جعفر بن محمد بن خازم ، قال : حدثنا الوليد بن حماد عن الحسن بن زياد ، عن زفر بن الهذيل ، قال : سمعت أبا حنيفة يقول : كنت أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع ، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان ، فجاءتني امرأة يوما ، فقالت لي : رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها؟ فلم أدر ما أقول فأمرتها أن تسأل حمادا ثم ترجع فتخبرني فسألت حمادا فقال : يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة ثم يتركها حتى تحيض حيضتين ، فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج ، فرجعت ، فأخبرتني فقلت : لا حاجة لي في الكلام ، وأخذت نعلي فجلست إلى حماد ، فكنت أسمع مسائله ، فأحفظ قوله ثم يغيرها من الغد ، فأحفظها ويخطئ أصحابه ، فقال : لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة ، فصحبته عشر سنين ثم نازعتني نفسي الطلب للرئاسة ، فأحببت أن أعتزله ، وأجلس في حلقة لنفسي ، فخرجت يوما بالعشي وعزمي أن أفعل ، فلما دخلت المسجد فرأيته لم تطب نفسي أن أعتزله ، فجئت فجلست معه ، فجاءه في تلك الليلة نعي قرابة له قد مات بالبصرة ، وترك مالا وليس له وارث غيره ، فأمرني أن أجلس مكانه ، فما هو إلا أن خرج حتى وردت علي مسائل لم أسمعها منه ، فكنت أجيب وأكتب جوابي ، [ ص: 427 ] فغاب شهرين ثم قدم فعرضت عليه المسائل وكانت نحوا من ستين مسألة ، فوافقني في أربعين وخالفني في عشرين فآليت على نفسي أن لا أفارقه حتى يموت ، فلم أفارقه حتى مات .
وبه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد ، قال : حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، قال : حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي ، قال : حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، قال : حدثني أبي قال : قال أبو حنيفة : قدمت البصرة فظننت أني لا أسأل عن شيء إلا أجبت فيه ، فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب ، فجعلت على نفسي أن لا أفارق حمادا حتى يموت ، فصحبته ثماني عشرة سنة .
وبه ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداوودي ، قال : أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال : حدثني شعيب بن أيوب ، قال : حدثنا أبو يحيى الحماني ، قال : سمعت أبا حنيفة ، يقول : رأيت رؤيا فأفزعتني رأيت كأني أنبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتيت البصرة ، فأمرت رجلا يسأل محمد بن سيرين ، فسأله فقال هذا رجل ينبش أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وبه ، قال : أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال : حدثنا محمد [ ص: 428 ] ابن أحمد بن الحسن الصواف ، قال : حدثنا محمود بن محمد المروزي ، قال : حدثنا حامد بن آدم ، قال : حدثناأبو وهب محمد بن مزاحم ، قال : سمعت يقول : لولا أن الله عز وجل أغاثني بأبي حنيفة ، وسفيان كنت كسائر الناس . عبد الله بن المبارك
وبه ، قال : أخبرنا علي بن القاسم الشاهد بالبصرة ، قال : حدثنا علي بن إسحاق المادرائي ، قال : أخبرنا أحمد بن زهير إجازة ، قال أخبرني سليمان بن أبي شيخ .
( ح ) ، قال : وأخبرني أبو بشر الوكيل ، وأبو الفتح الضبي قالا : حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن صدقة الفرائضي ، وهذا لفظ حديثه ، قال : حدثنا أحمد بن أبي خيثمة ، قال : حدثنا سليمان بن أبي شيخ ، قال : حدثني حجر بن عبد الجبار ، قال : قيل للقاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود : ترضى أن تكون من غلمان أبي حنيفة؟ قال : ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة أبي حنيفة ، وقال له القاسم : تعال معي إليه فجاء ، فلما جاء إليه لزمه ، وقال : ما رأيت مثل هذا .
زاد الفرائضي قال سليمان : وكان أبو حنيفة ورعا سخيا .
وبه ، قال : أخبرنا البرقاني ، قال : حدثنا أبو العباس بن [ ص: 429 ] حمدان لفظا ، قال : حدثنا محمد بن أيوب ، قال : حدثنا أحمد بن الصباح ، قال : سمعت الشافعي قال : قيل محمد بن إدريس : هل رأيت أبا حنيفة؟ قال : نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته ، لمالك بن أنس
وبه ، قال : حدثني الصوري ، قال : أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر ، قال : حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي ، قال : حدثنا عبد الله بن جابر البزاز ، قال : سمعت جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح يقول : سمعت محمد بن عيسى ابن الطباع يقول ، سمعت يقول : كنت عند روح بن عبادة سنة خمسين - يعني ومائة - وأتاه موت أبي حنيفة ، فاسترجع وتوجع ، وقال : أي علم ذهب قال : ومات فيها ابن جريج . ابن جريج
وبه ، قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم ، قال : حدثنا محمد بن علي بن عفان ، قال : حدثنا ضرار بن صرد ، قال : سئل : أيما أفقه أبو حنيفة أو سفيان؟ قال : سفيان أحفظ للحديث ، وأبو حنيفة أفقه . يزيد بن هارون
وبه ، قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم ، قال : حدثنا محمد بن علي بن عفان ، قال : حدثنا أبو كريب ، قال : سمعت عبد الله بن المبارك يقول .
( ح ) ، قال : وأخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال : [ ص: 430 ] أخبرنا محمد بن نعيم الضبي ، قال : حدثني أبو سعيد محمد بن الفضل المذكر ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد المروزي ، قال : حدثنا أبو حمزة يعلى بن حمزة ، قال : سمعت أبا وهب محمد بن مزاحم يقول : سمعت يقول : رأيت أعبد الناس ، ورأيت أورع الناس ، ورأيت أعلم الناس ، ورأيت أفقه الناس ، فأما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبي رواد ، وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض ، وأما أعلم الناس فسفيان الثوري ، وأما أفقه الناس فأبو حنيفة ، ثم قال : ما رأيت في الفقه مثله . عبد الله بن المبارك
وبه ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، قال : أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم أبو حمزة المروزي ، قال : سمعت ابن أعين أبا الوزير المروزي قال قال - إذا اجتمع سفيان ، وأبو حنيفة فمن يقوم لهما على فتيا . عبد الله - يعني ابن المبارك
وبه ، قال : أخبرنا الحسين بن علي بن محمد المعدل ، قال : حدثنا علي بن الحسن الرازي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني ، قال : حدثنا الوليد بن شجاع ، قال : حدثنا قال : كان علي بن الحسن بن شقيق ، يقول : إذا اجتمع هذان على شيء فذاك قوي - يعني الثوري وأبا حنيفة . عبد الله بن المبارك
وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا محمد [ ص: 431 ] ابن إبراهيم بن علي ، قال : حدثنا أبو عروبة الحراني ، قال : سمعت سلمة بن شبيب يقول ، سمعت يقول ، سمعت عبد الرزاق يقول : إن كان أحد ينبغي له أن يقول برأيه فأبو حنيفة ينبغي له أن يقول برأيه . ابن المبارك
وبه ، قال : حدثني عبد الباقي بن عبد الكريم ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : حدثنا جدي ، قال : حدثني علي بن أبي الربيع ، قال : سمعت بشر بن الحارث يقول ، سمعت عبد الله بن داود .
( ح ) ، قال جدي : وحدثنيه إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثنيه ، عن بشر قال : إذا أردت الآثار ، أو قال الحديث ، وأحسبه قال : والورع فسفيان ، وإذا أردت تلك الدقائق فأبو حنيفة . ابن داود
وبه ، قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم ، قال : حدثنا عمر بن شهاب العبدي ، قال : حدثنا جندل بن والق ، قال : حدثني قال : كنت أختلف إلى أبي حنيفة ، وإلى سفيان فآتي أبا حنيفة ، فيقول لي : من أين جئت؟ فأقول : من عند سفيان ، فيقول : لقد جئت من عند رجل لو أن علقمة والأسود حضرا لاحتاجا إلى مثله ، فآتي محمد بن بشر فيقول : من أين جئت؟ ، فأقول : من عند أبي حنيفة ، فيقول : لقد جئت من عند أفقه أهل الأرض . سفيان
[ ص: 432 ] وبه ، قال : أخبرنا علي بن القاسم البصري ، قال : حدثنا علي بن إسحاق المادرائي ، قال : حدثنا أبو قلابة ، قال : حدثنا بكر بن يحيى بن زبان ، عن أبيه ، قال : قال لي : يا أهل البصرة أنتم أورع منا ، ونحن أفقه منكم . أبو حنيفة
وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، قال : حدثنا ، قال : حدثنا الجوهري قال : كان أبو حنيفة صاحب غوص في المسائل . أبو نعيم
وبه ، قال : أخبرنا الجوهري ، قال : أخبرنا محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي ، قال : حدثني أبو مسلم الكجي إبراهيم بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن سعيد أبو عبد الله الكاتب ، قال : سمعت يقول : يجب على أهل الإسلام أن يدعوا الله لأبي حنيفة في صلاتهم ، قال : وذكر حفظه عليهم السنن والفقه . عبد الله بن داود الخريبي
وبه ، قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريري ، أن النخعي حدثهم ، قال : حدثنا إبراهيم بن مخلد البلخي ، قال : حدثنا ، قال : سمعت أحمد بن محمد البلخي شداد بن حكيم يقول : ما رأيت أعلم من أبي حنيفة .
[ ص: 433 ] وقال النخعي ، حدثنا إسماعيل بن محمد الفارسي ، قال : سمعت ذكر أبا حنيفة فقال : كان أعلم أهل زمانه . مكي بن إبراهيم
وبه ، قال : أخبرنا العتيقي ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الدمشقي بها ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي ، قال : سمعت يقول ، سمعت يحيى بن معين يقول : لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة ، وقد أخذنا بأكثر أقواله ، قال يحيى بن معين : وكان يحيى بن سعيد يذهب في الفتوى إلى قول الكوفيين ، ويختار قوله من أقوالهم ، ويتبع رأيه من بين أصحابه . يحيى بن سعيد القطان
وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ، قال : سمعت حمزة بن علي البصري يقول ، سمعت يقول : سمعت الربيع يقول : الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه . الشافعي
وبه ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ ، قال : حدثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن أحمد أبو إسحاق البخاري [ ص: 434 ] ، قال : حدثنا عباس بن عزير أبو الفضل القطان ، قال : حدثنا ، قال : سمعت حرملة بن يحيى يقول : الناس عيال على هؤلاء الخمسة ، من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة ، قال : وسمعته - يعني الشافعي يقول : كان أبو حنيفة ممن وفق له الفقه ، ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ، ومن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق ، ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ، ومن أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان . محمد بن إدريس الشافعي
وبه ، قال : أخبرنا علي بن المحسن المعدل ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن يعقوب الكاغدي ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي البخاري ببخارى ، قال : حدثنا أحمد بن الحسين البلخي ، قال : حدثنا حماد بن قريش ، قال : سمعت أسد بن عمرو يقول : صلى أبو حنيفة فيما حفظ عليه صلاة الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة ، فكان عامة الليل يقرأ جميع القرآن في ركعة واحدة ، وكان يسمع بكاؤه بالليل حتى يرحمه جيرانه ، وحفظ عليه أنه ختم القرآن في الموضع الذي توفي فيه سبعين ألف مرة .
[ ص: 435 ] وبه ، قال : أخبرنا الحسين بن محمد ، أخو الخلال ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد بن حمدان المهلبي ببخارى ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، قال : حدثنا قيس بن أبي قيس ، قال : حدثنا محمد بن حرب المروزي ، قال : حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، عن أبيه قال : لما مات أبي سألنا الحسن بن عمارة أن يتولى غسله ، ففعل فلما غسله قال : رحمك الله غفر لك لم تفطر منذ ثلاثين سنة ، ولم يتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة ، وقد أتعبت من بعدك ، وفضحت القراء .
وبه ، قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن مكرم ، قال : حدثنا بشر بن الوليد عن أبي يوسف قال : بينا أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلا يقول لرجل : هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنيفة : والله لا يتحدث عني بما لم أفعل ، فكان يحيي الليل صلاة ودعاء وتضرعا .
وقال النخعي أيضا ، حدثنا محمد بن علي بن عفان ، قال : حدثنا علي بن حفص البزاز ، قال : سمعت يقول ، سمعت حفص بن عبد الرحمن يقول : دخلت ذات ليلة المسجد [ ص: 436 ] فرأيت رجلا يصلي ، فاستمليت قراءته ، فقرأ سبعا ، فقلت : يركع ثم قرأ الثلث ثم النصف ، فلم يزل يقرأ القرآن حتى ختمه كله في ركعة ، فنظرت فإذا ، هو أبو حنيفة . مسعر بن كدام
وقال النخعي أيضا ، حدثنا إبراهيم بن مخلد البلخي ، قال : حدثنا إبراهيم بن رستم المروزي ، قال : سمعت يقول : ختم القرآن في ركعة أربعة من الأئمة عثمان بن عفان ، وتميم الداري ، وسعيد بن جبير ، وأبو حنيفة . خارجة بن مصعب
قال : وقال إبراهيم بن مخلد : حدثنا أحمد بن يحيى الباهلي ، قال : حدثنا يحيى بن نصر قال : كان أبو حنيفة ربما ختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة !
وقال النخعي أيضا : حدثنا سليمان بن الربيع ، قال : حدثنا ، قال : سمعت حبان بن موسى يقول : قدمت الكوفة ، فسألت عن أورع أهلها فقالوا : أبو حنيفة قال : وقال عبد الله بن المبارك سليمان بن الربيع : سمعت يقول : جالست الكوفيين فما رأيت منهم أورع من أبي حنيفة . مكي بن إبراهيم
وقال النخعي أيضا : حدثنا الحسين بن الحكم الحبري [ ص: 437 ] ، قال : حدثنا علي بن حفص البزاز قال : كان حفص بن عبد الرحمن شريك أبي حنيفة ، وكان أبو حنيفة يجهز عليه ، فبعث إليه في رفقة بمتاع ، وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيبا فإذا بعته فبين ، فباع حفص المتاع ، ونسي أن يبين ، ولم يعلم ممن باعه ، فلما علم أبو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله .
وبه ، قال : أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ، قال : حدثنا محمود بن محمد المروزي ، قال : سمعت حامد بن آدم يقول ، سمعت يقول : ما رأيت أحدا أورع من أبي حنيفة ، وقد جرب بالسياط والأموال . عبد الله بن المبارك
قال : وقال محمود بن محمد المروزي : سمعت إبراهيم بن عبد الله الخلال ذكروا له عن حامد بن آدم أنه قال : سمعت يقول : ما رأيت أحدا أورع من أبي حنيفة ، فقال : من رأيي أن أخرج إلى حامد في هذا الحديث الواحد أسمعه منه . عبد الله بن المبارك
وبه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان بالكوفة ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن الفرزدق الفزاري ، قال : حدثنا أبو عبد الله عمرو بن أحمد بن عمرو بن السرح بمصر ، قال : حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي الكوفي ، [ ص: 438 ] قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي ، قال : كلم ابن هبيرة أبا حنيفة أن يلي قضاء الكوفة ، فأبى عليه ، فضربه مائة سوط وعشرة أسواط في كل يوم عشرة أسواط ، وهو على الامتناع ، فلما رأى ذلك خلى سبيله .
وبه ، قال : أخبرنا التنوخي ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الله الدوري ، قال : أخبرنا أحمد بن القاسم بن نصر ، أخو أبي الليث الفرائضي ، قال : حدثنا سليمان بن أبي شيخ ، قال : حدثني الربيع بن عاصم مولى بني فزارة قال : أرسلني يزيد بن عمر بن هبيرة ، فقدمت بأبي حنيفة ، فأراده على بيت المال ، فأبى فضربه أسواطا .
وبه ، قال : أخبرنا الخلال ، قال : أخبرنا الحريري أن النخعي حدثهم ، قال : حدثنا سوادة بن علي ، قال : حدثنا خارجة بن مصعب بن خارجة ، قال : سمعت مغيث بن بديل يقول : قال خارجة بن مصعب : أجاز المنصور أبا حنيفة بعشرة آلاف درهم ، فدعي ليقبضها ، فشاورني ، وقال : هذا رجل إن رددتها عليه غضب ، وإن قبلتها دخل علي في ديني ما أكره ، فقلت : إن هذا المال عظيم في عينه ، فإذا دعيت لتقبضها فقل : لم يكن هذا أملي من أمير المؤمنين فدعي ليقبضها فقال ذلك فرفع إليه خبره فحبس الجائزة . قال : فكان أبو حنيفة لا يكاد يشاور في أمره غيري .
[ ص: 439 ] وقال النخعي أيضا ، حدثنا محمد بن علي بن عفان ، قال : حدثنا ، قال : سمعت محمد بن عبد الملك الدقيقي يقول : أدركت الناس فما رأيت أحدا أعقل ، ولا أفضل ، ولا أورع من أبي حنيفة . يزيد بن هارون
وقال النخعي أيضا : حدثنا ، قال : سمعت أبو قلابة قال : كان أبو حنيفة يتبين عقله في منطقه ، ومشيه ، ومدخله ، ومخرجه . محمد بن عبد الله الأنصاري
وبه ، قال : أخبرنا الحسين بن علي الحنيفي ، قال : حدثنا علي بن الحسن الرازي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا سليمان بن أبي شيخ ، قال : حدثني حجر بن عبد الجبار قال : ما رأى الناس أكرم مجالسة من أبي حنيفة ، ولا إكراما لأصحابه قال حجر : كان يقال : إن ذوي الشرف أتم عقولا من غيرهم .
وبه ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، قال : حدثنا أبو يحيى الرازي ، قال : حدثنا سهل بن عثمان ، قال : حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال : كان لنا جار طحان رافضي ، وكان له بغلان سمى أحدهما أبا بكر والآخر عمر فرمحه ذات ليلة أحدهما [ ص: 440 ] فقتله ، فأخبر أبو حنيفة فقال : انظروا البغل الذي رمحه الذي سماه عمر ، فنظروا فكان كذلك ! .
وبه ، قال : أخبرنا الحسين بن علي الحنيفي ، قال : حدثنا علي بن الحسن الرازي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني ، قال : حدثنا أحمد بن زهير قال : أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال : قال مساور الوراق :
كنا من الدين قبل اليوم في سعة حتى ابتلينا بأصحاب المقاييس .
قاموا من السوق إذ قلت مكاسبهم
فاستعملوا الرأي عند الفقر والبؤس .
أما العريب فأمسوا لا عطاء لهم
وفي الموالي علامات المغاليس
فلقيه أبو حنيفة فقال : هجوتنا نحن نرضيك فبعث إليه بدراهم فقال .
إذا ما أهل مصر بادهونا بداهية من الفتيا لطيفة
.
أتيناهم بمقياس صحيح صليب من طراز أبي حنيفة
.
إذا سمع الفقيه به حواه وأثبته بحبر في صحيفة
وبه ، قال : أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : حدثنا جدي قال : أملى علي بعض أصحابنا أبياتا مدح بها عبد الله بن المبارك أبا حنيفة : [ ص: 441 ]
رأيت أبا حنيفة كل يوم يزيد نبالة ويزيد خيرا
.
وينطق بالصواب ويصطفيه إذا ما قال أهل الجور جورا
.
يقايس من يقايسه بلب فمن ذا تجعلون له نظيرا
.
كفانا فقد حماد وكانت مصيبتنا به أمرا كبيرا
.
فرد شماتة الأعداء عنا وأبدى بعده علما كثيرا
.
رأيت أبا حنيفة حين يؤتى ويطلب علمه بحرا غزيرا
إذا ما المشكلات تدافعتها رجال العلم كان بها بصيرا
وبه ، قال : أخبرنا علي بن القاسم البصري الشاهد ، قال : حدثنا علي بن إسحاق المادرائي قال ذكر أبو داود - يعني السجستاني ولم أسمعه منه - عن ، قال : سمعت نصر بن علي يقول : الناس في أبي حنيفة حاسد وجاهل وأحسنهم عندي حالا الجاهل . ابن داود
وبه ، قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي بالأهواز ، قال : حدثني محمد بن محمد بن عزرة ، قال : حدثنا أبو الربيع الحارثي ، قال : سمعت يقول : الناس في أبي حنيفة رجلان جاهل به وحاسد له . عبد الله بن داود
وبه ، قال : أخبرنا الأهوازي ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق [ ص: 442 ] القاضي ، قال : حدثنا محمود بن محمد الواسطي ، قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : سمعت أبي يقول : دخلت على أبي حنيفة فرأيته مطرقا مفكرا ، فقال لي : من أين أقبلت من عند شريك؟ ، ورفع رأسه وأنشأ يقول :
إن يحسدوني فإني غير لائمهم قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
.
فدام لي ولهم ما بي وما بهم ومات أكثرنا غيظا بما يجد
قال وكيع : وأظنه كان بلغه عنه شيء .
وبه ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا أحمد بن شعيب البخاري ، قال : حدثنا علي بن موسى القمي ، قال : حدثني أحمد بن عبد ، قاضي الري ، قال : حدثنا أبي قال : كنا عند ابن عائشة فذكر حديثا لأبي حنيفة ، فقال بعض من حضر : لا نريده فقال لهم : أما إنكم لو رأيتموه لأردتموه ، وما أعرف له ولكم مثلا إلا ما قال الشاعر :
أقلوا عليهم ويلكم لا أبا لكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
وبه قال أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر [ ص: 443 ] المؤدب ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ، قال : حدثنا جدي ، قال : حدثني أحمد بن سهل ، قال : سمعت ، قال : سمعت يحيى بن أيوب يقول : وذكر أبا حنيفة فقال : أبو حنيفة رجل من الناس خطؤه كخطأ الناس وصوابه كصواب الناس . يزيد بن هارون
وبه ، قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، قال : حدثنا يحيى بن معين ، قال : سمعت عبيد بن أبي قرة يقول ، سمعت يحيى بن ضريس يقول : شهدت سفيان وأتاه رجل فقال له : ما تنقم على أبي حنيفة؟ قال : وما له؟ قال سمعته يقول آخذ بكتاب الله فما لم أجد فبسنة رسول الله ، فما لم أجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله أخذت بقول أصحابه ، آخذ بقول من شئت منهم ، وأدع من شئت منهم ، ولا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم ، فأما إذا انتهى الأمر أو جاء إلى إبراهيم والشعبي ، وابن سيرين ، والحسن ، وعطاء ، وسعيد بن المسيب ، وعدد رجالا ، فقوم اجتهدوا فأجتهد كما اجتهدوا . قال : فسكت سفيان طويلا ثم قال كلمات برأيه ما بقي أحد في المجلس إلا كتبه نسمع الشديد من [ ص: 444 ] الحديث فنخافه ، ونسمع اللين فنرجوه ، ولا نحاسب الأحياء ، ولا نقضي على الأموات ، نسلم ما سمعنا ، ونكل ما لا نعلم إلى عالمه ، ونتهم رأينا لرأيهم .
قد ذكرنا فيما مضى أن مولد أبي حنيفة كان في سنة ثمانين ، وذكرنا عن روح بن عبادة ، وغيره أن وفاته كانت في سنة خمسين ومائة .
وكذلك ، قال أبو نعيم ، والهيثم بن عدي ، وقعنب بن المحرر ، وسعيد بن كثير بن عفير في آخرين ، وهو المحفوظ .
زاد ابن عفير في رجب .
وزاد الهيثم ببغداد .
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : مات سنة إحدى وخمسين ومائة .
وقال مكي بن إبراهيم البلخي : مات سنة ثلاث وخمسين ومائة ، ولقيته بالكوفة ، وببغداد ، وبمكة .
وقال أحمد بن عبد الله الأسلمي : حدثنا الحسن بن يوسف [ ص: 445 ] الرجل الصالح ، قال يوم مات أبو حنيفة : صلي عليه ست مرات من كثرة الزحام آخرهم صلى عليه ابنه حماد ، وغسله الحسن بن عمارة ورجل آخر .
روى له الترمذي في كتاب "العلل" من "جامعه" قوله : ما رأيت أحدا أكذب من جابر الجعفي ، ولا أفضل من عطاء بن أبي رباح .
وروى له النسائي حديث أبي رزين ، عن ابن عباس قال : ليس على من أتى بهيمة حد .