روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وزفر بن الهذيل ، وسعد بن طريف ، وسليمان الأعمش ، وعبد الله بن شبرمة ، وفطر بن خليفة ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ومسلم الملائي ، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت ، وهشام بن عروة .
روى عنه : إسماعيل بن موسى الفزاري السدي ، والحسن [ ص: 44 ] ابن عمر بن شقيق البلخي ، وسعيد بن منصور ، وأبو نعيم ضرار بن صرد ، وعثمان بن أبي شيبة ، وعلي بن حجر السعدي ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي ، واليسع بن سعدان .
قال العجلي : ضعيف الحديث ، وكان له فقه ، وكان أبوه بقالا بالكوفة ، وكان نوح ولي القضاء بالكوفة .
وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : كذاب ، خبيث ، قضى سنتين وهو أعمى .
وقال أيضا : سئل يحيى عن نوح بن دراج ، فقال : لم يكن يدري ما الحديث ولا يحسن شيئا ، كان عنده حديث غريب عن ابن شبرمة ، عن الشعبي في المحرم يضطر إلى الميتة أو إلى الصيد ، ليس يرويه أحد غيره ، ولم يكن ثقة ، وكان أسد بن عمرو أوثق منه ، وكان لنوح كاتب فأخذ حنطة الصدقة ، فذهب فطرحها في السفينة ، فلحقوه ، فأخذوها منه ، وكان يقضي وهو أعمى ثلاث سنين ، وكان لا يخبر الناس أنه أعمى من خبثه .
وقال عبد الله بن علي ابن المديني : سمعت أبي يقول : [ ص: 45 ] نوح بن الدراج ، وأسد بن عمرو ، وعلي بن غراب طبقة ، لم يكونوا في الحديث بذاك ، وضعفهم .
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : زائغ .
وقال أبو زرعة : كان قاضي الكوفة ، وأرجو أن لا يكون به بأس .
وقال أبو حاتم : ليس بقوي ، وليس أرى أحاديثه في أيدي الناس ، فيعتبر بحديثه ، أمسك الناس عن رواية حديثه .
وقال البخاري : ليس بذاك .
وقال النسائي : ضعيف ، متروك الحديث .
وقال زكريا بن يحيى الساجي : كان قاضيا بالكوفة ، وكان صاحب رأي ممن أخذ عن أبي حنيفة ، حدث عن محمد بن إسحاق بأحاديث لم يتابع عليها ، ليس هو عندهم بشيء .
وقال أبو حاتم بن حبان : كان يروي الموضوعات عن الثقات حتى ربما يسبق إلى القلب أنه كان يتعمد ذلك من كثرة ما يأتي به .
[ ص: 46 ] وقال الدارقطني : ضعيف .
وقال جعفر بن محمد الفريابي : وسألته ، يعني : محمد بن عبد الله بن نمير ، عن نوح بن دراج ، فقال : ثقة .
وقال عمر بن شبة النميري : حكم ابن أبي ليلى بحكم ونوح بن دراج حاضر ، فنبهه نوح ، فانتبه ، ورجع عن حكمه ذلك ، فقال ابن شبرمة :
كادت تزل به من حالق قدم لولا تداركها نوح بن دراج لما رأى هفوة القاضي أخرجها
من معدن الحكم نوح أي إخراج
قال الحافظ أبو بكر الخطيب : ويقال : إن الحاكم كان ابن شبرمة لا ابن أبي ليلى ، وأن رجلا ادعى قراحا فيه نخل وأتاه بشهود شهدوا له بذلك ، فسألهم ابن شبرمة : كم في القراح نخلة ؟ فقالوا : لا نعلم . فرد شهادتهم ، فقال له نوح : أنت تقضي في هذا المسجد منذ ثلاثين سنة ولا تعلم كم فيه أسطوانة ؟ فقال للمدعي : اردد علي شهودك وقضى له بالقراح ، وقال : هذا الشعر .
[ ص: 47 ]
وقال العجلي أيضا : حكم ابن شبرمة بحكم فرده نوح ، وكان من أصحابه ، فرجع إلى قوله ، فقال ابن شبرمة :
كادت تزل به من حالق قدم لولا تداركها نوح بن دراج
وقال أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد : كان لشريك بنون كثير فيهم رهق ، فقال له وكيع بن الجراح : لو أدبتهم ، فقال : أدراج أدب نوحا ؟ وكان دراج حائكا من النبط ، له بنون أربعة كلهم ولي القضاء ، وكان نوح بن دراج قاضي الكوفة ، فقال الشاعر :
إن القيامة فيما أحسب اقتربت إذ صار قاضينا نوح بن دراج
وقال الحسن بن علي العدوي ، عن الحسن بن علي بن راشد : قيل لشريك بن عبد الله : قد تقلد نوح بن دراج القضاء . فقال : ذهب العرب الذين كانوا إذا غضبوا كفروا .
وقال الساجي أيضا : حدثني محمد بن خلف التيمي ، قال : حدثنا محمد بن بسطام التيمي ، قال : كنت أختلف أنا والحسن اللؤلؤي إلى زفر بن الهذيل ، فرأى اللؤلؤي رؤيا كأنه على فرس هاد ، ثم صار [ ص: 48 ] على حمار قبيح المنظر ، فعبرناها على رجل ، فقال : تلزمان رجلا فقيها نبيلا يموت عن قليل ، وتلزمان بعده رجلا دنيا ، فمات زفر فلزمنا نوح بن دراج بعده ، فقال لي اللؤلؤي : ما كان أسرع صحة الرؤيا .
قال البخاري ، عن عبد الرحمن بن شيبة : مات نوح بن دراج سنة ثنتين وثمانين ومائة .
وكذلك قال أبو حسان الزيادي ، وزاد : وهو قاضي الجانب الشرقي ببغداد .
روى ابن ماجه في " التفسير " عن هارون بن حيان ، عن الحسن بن يوسف ، عن القاسم بن سليم ، عن نوح ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي في تفسير المقاليد ، فلا أدري هو نوح بن دراج ، أو نوح بن أبي مريم ، أو آخر ثالث .


