أدرك علي بن أبي طالب ، وقدم دمشق وسمع بها من ( بخ ) ، عبد الله بن عمرو بن العاص ( بخ ) . ومعاوية بن أبي سفيان
روى عنه : ، سليمان الأعمش وطارق بن شهاب ، وابنه العريان بن الهيثم ( بخ ) ، وعمرو بن حريث القرشي .
ووفد أيضا على يزيد بن معاوية ، وكان خرج مع مسلمة بن عبد الملك إلى غزو القسطنطينية فيما قيل .
ذكره في الطبقة الأولى من أهل الكوفة ، وقال : كان من رجال مذحج ، وكان خطيبا شاعرا ، وكان أبوه قد شهد القادسية وقتل يومئذ . محمد بن سعد
وقال : كوفي ، تابعي ، ثقة من خيار التابعين . العجلي
وذكره في كتاب " الثقات " . ابن حبان
[ ص: 363 ] وقال أبو عبد الله محمد بن زياد ابن الأعرابي : قال عبد الملك بن مروان للهيثم بن الأسود : ما مالك ؟ قال : الغنى عن الناس ، والبلغة الجميلة . فقيل له : لم لم تخبره بحاجتك ؟ قال : إن أخبرته أني غني حسدني ، وإن أخبرته أني فقير حقرني ، ومن شعره :
وأعلم علما ليس بالظن أنه إذا زال مال المرء فهو ذليل وإن لسان المرء ما لم تكن له
حصاة على عوراته لدليل
وقال حبان بن علي العنزي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عمرو بن حريث : دخل رجل على الهيثم بن الأسود ، فقال : كيف تجدك يا أبا العريان ؟ قال : أجدني والله قد اسود مني ما أحب أن يبيض ، وابيض مني ما أحب أن يسود ، ولان مني ما أحب أن يشتد ، واشتد مني ما أحب أن يلين ، وسأنبئك عن آيات الكبر : تقارب الخطو ، وضعف في البصر ، وقلة الطعم إذا الزاد حضر ، وقلة النوم إذا الليل اعتكر ، وكثرة النسيان فيما يذكر ، وتركي الحسناء في قبل الطهر ، والناس يبلون كما يبلى الشجر .
أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا عبد الله بن دهبل بن علي بن كاره ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي ابن المهتدي بالله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الجراح الوزير ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثنا داود بن عمرو الضبي ، [ ص: 364 ] قال : حدثنا حبان بن علي ، فذكره .
روى له البخاري في الأدب حديث عبد الله بن مضارب ، عن العريان بن الهيثم قال : وفد أبي إلى ، وأنا غلام ، فلما دخل عليه قال : مرحبا مرحبا ، ورجل قاعد معه على السرير ، قال : يا أمير المؤمنين ، من هذا الذي ترحب به ؟ قال : هذا سيد أهل المشرق ، هذا الهيثم بن الأسود . معاوية