الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          7578 - ( ع ) : أبو قيس ، مولى عمرو بن العاص .

                                                                          روى عن : عبد الله بن عمرو بن العاص ، ومولاه عمرو بن العاص ( ع ) ، وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عنه : بسر بن سعيد ( خ م د س ق ) ، وعبد الرحمن بن جبير المصري ( د ) ، وابنه عروة بن أبي قيس ، وعلي بن رباح اللخمي ( م د ت س ) ، ويزيد بن أبي حبيب .

                                                                          قال أبو سعيد بن يونس : يقال : إنه رأى أبا بكر الصديق ، واسمه عبد الرحمن بن ثابت ، وكان أحد فقهاء الموالي الذين ذكرهم يزيد بن أبي حبيب .

                                                                          قال محمد بن سحنون في كتابه : إن عبد الرحمن بن الحكم مولى عمرو بن العاص يكنى أبا قيس .

                                                                          قال أبو سعيد : وهو خطأ ، وإنما أراد أبا قيس مالك بن الحكم الحبشي وأخطأ ، شهد عبد الرحمن بن ثابت فتح مصر [ ص: 205 ] واختط بها
                                                                          .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          قال أبو سعيد بن يونس : توفي سنة أربع وخمسين فيما ذكر ربيعة الأعرج عن ابن لهيعة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          أخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، ومحمد بن معمر بن الفاخر في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا هارون بن ملول المصري ، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال : حدثنا حيوة بن شريح ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص ، عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر " قال - يعني ابن الهاد - . فحدثته أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، فقال : هكذا حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة .

                                                                          [ ص: 206 ] رواه أحمد بن حنبل ، والبخاري عن المقرئ ، فوافقناهما فيه بعلو . ورواه النسائي عن إسحاق بن إبراهيم ، عن المقرئ ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين .

                                                                          وأخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمد ، قال : حدثنا يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص ، عن عمرو بن العاص ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " . قال يزيد بن الهاد : فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن عمرو بن حزم ، فقال : هكذا حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

                                                                          رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم ، فوافقناه فيه بعلو . وأخرجه من وجه آخر عن الليث ، عن ابن الهاد . وأخرجه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه حديث الدراوردي ، فوقع لنا بدلا [ ص: 207 ] عاليا .

                                                                          وأخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه ، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص ، عن عمرو بن العاص ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فصل ما بين صيامكم وصيام أهل الكتاب أكلة السحر " .

                                                                          رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن وكيع ، فوقع لنا بدلا عاليا . وأخرجه أيضا من حديث الليث وابن وهب عن موسى . وأخرجه أبو داود عن مسدد ، عن ابن المبارك ، عن موسى . وأخرجه الترمذي ، والنسائي من حديث الليث . وقال الترمذي : حسن صحيح .

                                                                          وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو سعد ابن الصفار ، قال : أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي ، قال : أخبرنا أبو بكر البيهقي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا أبو [ ص: 208 ] العباس محمد بن يعقوب ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ورجل آخر أظنه ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عمران بن أبي أنس ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص أن عمرو بن العاص كان على سرية وأنه أصابه برد شديد لم ير مثله ، فخرج لصلاة الصبح ، فقال : " والله لقد احتملت البارحة ولكني والله ما رأيت بردا مثل هذا ، هل مر على وجوهكم مثله ؟ قالوا : لا . فغسل مغابنه وتوضأ وضوءه للصلاة ، ثم صلى بهم ، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف وجدتم عمرا وصحابته ؟ فأثنوا عليه خيرا وقالوا : يا رسول الله صلى بنا وهو جنب ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرو فسأله ، فأخبره بذلك ، وبالذي لقي من البرد ، فقال : يا رسول الله إن الله تعالى قال : ولا تقتلوا أنفسكم ولو اغتسلت مت . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرو .

                                                                          رواه أبو داود عن محمد بن سلمة عن ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، وعمرو بن الحارث ، فوقع لنا بدلا عاليا . ورواه من وجه آخر عن يحيى بن أيوب ، عن يزيد بن أبي حبيب ، ولم يذكر فيه : عن أبي قيس . وكذلك رواه الحسن بن موسى الأشيب وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني ، عن ابن لهيعة ليس فيه : عن أبي قيس . وكأن ابن وهب حمل حديث ابن لهيعة على حديث [ ص: 209 ] عمرو بن الحارث ، والله أعلم .

                                                                          أخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثني موسى بن علي عن أبيه ، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص ، قال : قلت لأم سلمة : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ؟ قال : لا . قلت : فإن عائشة تخبر الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم . قالت : لعله كان لا يتمالك عنها حبا أما أنا فلا .

                                                                          رواه النسائي عن يوسف بن حماد ، عن سفيان بن حبيب ، عن موسى بن علي ، فوقع لنا عاليا . وهذا جميع ما له عندهم ، والله أعلم .

                                                                          [ ص: 210 ] ............................................................................................. .........................................................................................................................................

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية