[ ص: 472 ] 44 - باب الحرس
2043 - قال : أخبرنا إسحاق ، أنا يزيد بن هارون ، العوام بن حوشب أهل المدينة يمشون خلفي وأنا أمامهم ، فلما أصبحت رجعت إلى المدينة فلقيت أمير الجيش وأبا صالح مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فكانا أول من خرج من [ ص: 473 ] المدينة ، فقالا لي : أين الناس ؟ فقلت : رجعوا قبلي . فقالا : لم لا تصدقنا ، نحن أول من خرج من المدينة . قال : فأخبرتهما أنه لم يخرج أحد غيري . قال أبو صالح : فما رأيت ؟ فقلت : والله لقد خيل إلي فيما رأيت أن البحر يشرف حتى يحاذي برؤوس الجبال . قال أبو صالح : صدقت ، حدثنا رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من ليلة إلا والبحر يشرف ثلاث مرات على أهل الأرض ، يستأذن الله تعالى أن ينقضي عليهم - يعني يتدفق - فيكفه الله تعالى قلت : ورأيت أيضا في النوم كأن معي الراية ، وأن عمر بن الخطاب أهل المدينة يمشون معي وأنا أمامهم . فقال أبو صالح : لأن صدقت رؤياك لتفوزن بأجر هذه المدينة الليلة . قال : وكان أبو صالح يباعد إلي قبل ذلك ، فكأنه اطمأن إلي فجعل يحدثني وقال : [ ص: 474 ] أوصانا رضي الله عنه أن نشترك ثلاثة : فرجل يبيع علينا ، ورجل يغزو ، ورجل يجلب علينا ، فهذه نوبتي ، فأنا الآن قافل إلى عمر بن الخطاب المدينة حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل ، قال : خرجت ليلة محرسي لم يخرج أحد ممن كان عليه الحرس غيري ، فأتيت البناء فصعدت عليه ، والبناء موضع الحرس ، فجعل يخيل إلي أن البحر مشرف حتى يحاذي برؤوس الجبال ، ففعل ذلك مرارا وأنا مستيقظ ، ثم نمت فرأيت في النوم كأن معي راية ، وكان .
قلت : روى أحمد المرفوع منه فقط عن يزيد .
[ ص: 475 ]