[ ص: 284 ] 21 - باب فضل التقلل من الدنيا ومدح أهل الزهادة فيهم
3172 قال : أخبرنا إسحاق ، عن جرير ، عن يزيد بن أبي زياد عبد الرحمن بن سابط الجمحي قال : رضي الله عنه رجلا من عمر بن الخطاب بني جمح يقال له : سعيد بن عامر بن حذيم ، فقال له : إني مستعملك على أرض كذا وكذا ، قال : أوتقيلني يا أمير المؤمنين؟ فقال : والله ، لا أفعل ، قلدتموها في عنقي وتتركوني ، فقال عمر رضي الله عنه : ألا نفرض لك رزقا ؟ قال : فإنك قد جعلت لي في عطائي ما يكفيني دونه ، وفضلا على ما أريد ، قال : وكان إذا خرج عطاؤه ابتاع لأهله قوتهم ، وتصدق ببقيته ، فتقول له امرأته : أين فضل عطائك ؟ فيقول : قد أقرضته ، فأتاه ناس ، فقالوا : إن لأهلك عليك حقا ، ولأصهارك عليك حقا ، فقال : ما أنا بمستأثر عليهم ولا بملتمس رضا أحد من الناس لطلب الحور العين ، لو اطلعت خيرة من خيرات الجنة لأشرقت لها الأرض كما تشرق الشمس ، وما أنا بمتخلف عن العتق الأول بعد إذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يجمع الناس للحساب فيجيء فقراء المؤمنين فيدفون كما يدف الحمام فيقال لهم : قفوا عند الحساب [ ص: 285 ] فيقولون : ما عندنا من حساب ولا آتيتمونا ، فيقول لهم ربهم جل وعلا : صدق عبادي ، فيفتح لهم باب الجنة فيدخلونها قبل الناس بسبعين عاما دعا " .
[ ص: 286 ] [ ص: 287 ] [ ص: 288 ] [ ص: 289 ] [ ص: 290 ] [ ص: 291 ]