[ ص: 33 ] باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق، ويقال: سلام بن أبي الحقيق.
قال كان ابن إسحاق: بخيبر، ويقال: في حصن له بأرض الحجاز، وما ظهر في قصته من الآثار
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، محمد بن إسحاق، قال: فلما انقضى أمر الخندق، وأمر بني قريظة، وكان أبو رافع سلام بن أبي الحقيق ممن كان حزب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الأوس قبل أحد قد قتلت كعب بن الأشرف في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحريضه عليه، سلام بن أبي الحقيق، وكان بخيبر فأذن لهم فيه. فاستأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل
قال حدثنا ابن إسحاق: الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: كان مما صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، أن هذين الحيين من الأنصار - الأوس والخزرج - كانا يتصاولان معه تصاول الفحلين، لا يصنع أحدهما شيئا إلا [ ص: 34 ] صنع الآخر مثله، فلما قتلت الأوس كعب بن الأشرف، تذكرت الخزرج رجلا، هو في العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثله؛ فذكروا ابن أبي الحقيق بخيبر، فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله؛ فأذن لهم، فخرج إليه عبد الله بن عتيك، وأبو قتادة، وعبد الله بن أنس، ومسعود بن سنان، والأسود بن خزاعي، حليف من أسلم.
قال وحسبت أن فيهم فلان بن سلمة. ابن إسحاق:
فخرجوا إليه، فلما جاؤوه، صعدوا إليه في علية له فنوهت بهم امرأته، فصيحت، وكان قد نهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثهم عن قتل النساء والولدان، فجعل الرجل يحمل عليها السيف، ثم يذكر نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء، فيمسك يده، قال: فابتدروه بأسيافهم، وتحامل عليه عبد الله بن أنيس في بطنه بالسيف حتى قتله.
وروي ذلك عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أمه، عن عبد الله بن أنيس، أنه قتله ابن عتيك، وابن أنيس ذفف عليه، وقيل فيه أنه قتله ابن عتيك وذفف عليه.
والصحيح ما أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب قال: أخبرنا قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي قال: أخبرنا الحسن بن سفيان إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا قال: حدثنا يحيى بن آدم، ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن قال: البراء بن عازب أبي رافع، فدخل عليه عبد الله بن عتيك بيته ليلا؛ فقتله وهو نائم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا من الأنصار إلى [ ص: 35 ] .
ورواه البخاري في الصحيح، عن إسحاق بن نصر وغيره، عن يحيى بن آدم.