أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو، قال: حدثنا سعيد بن مسعود، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن السدي، عن أبي سعيد الأزدي، قال: حدثنا قال: زيد بن أرقم، عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين، فأخبره وكان من أصحابه، فغضب عبد الله بن أبي , ثم قال: لا تنفقوا على من عند رسول الله [ ص: 55 ] حتى ينفضوا من حوله - يعني الأعراب - وكانوا يحضرون رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام، فقال لأصحابه: إذا انفضوا من عند محمد فائتوا محمدا بالطعام، فليأكل هو ومن عنده، ثم قال لأصحابه: إذا رجعتم إلى عبد الله المدينة، فليخرج الأعز منها الأذل، قال زيد: وأنا ردف عمي فسمعت وكنا أخواله، فأخبرت عمي فانطلق، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلف وجحد فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذبني فجاء إلي عمي فقال: ما أردت أن مقتك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبك المسلمون، فوقع علي من الغم ما لم يقع على أحد قط، فبينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وقد خففت برأسي من الهم، إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرك أذني وضحك في وجهي، فما كان يسرني أن لي بها الخلد أو الدنيا، ثم إن عبد الله أبا بكر لحقني، فقال: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا غير أن عرك أذني، وضحك في وجهي، فقال: أبشر، ثم لحقني عمر، فقلت له مثل قولي فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين لأبي بكر، إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله حتى بلغ هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا حتى بلغ ليخرجن الأعز منها الأذل غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معنا أناس من الأعراب، فكنا نبتدر الماء، وكان الأعراب يسبقونا فيسبق الأعرابي أصحابه، فيملأ الحوض، ويجعل حوله حجارة، ويجعل النطع عليه، حتى يجيء أصحابه، فأتى رجل من الأنصار الأعرابي، فأرخى زمام ناقته لتشرب، فأبى أن يدعه، فانتزع حجرا ففاض، فرفع الأعرابي خشبة، فضرب بها رأس الأنصاري، فشجه فأتى .