أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، أبو صالح .
ح وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، أبو صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أنه قال: العرباض بن سارية
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وسأخبركم عن ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي , ورؤيا أمي التي رأت؛ وكذلك أمهات النبيين يرين " وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته، . "
[ ص: 81 ] وفي رواية أضاءت منه قصور يعقوب: الشام تابعه عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح.
ورواه أيضا أبو بكر بن أبي مريم الغساني عن سعيد بن سويد.
وقوله صلى الله عليه وسلم يريد به: أنه كان كذلك في قضاء الله وتقديره قبل أن يكون أبو البشر وأول الأنبياء صلوات الله عليهم . "إني عبد الله وخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته"
وقوله: " وسأخبركم عن ذلك: دعوة أبي إبراهيم عليه السلام " يريد به أن إبراهيم عليه السلام لما أخذ في بناء البيت دعا الله - تعالى جده - أن يجعل ذلك البلد آمنا , ويجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم , ويرزقهم من الثمرات والطيبات.
ثم قال: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم فاستجاب الله تعالى دعاءه في نبينا صلى الله عليه وسلم , وجعله الرسول الذي سأله إبراهيم عليه السلام , ودعاه أن يبعثه إلى أهل مكة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا دعوة أبي إبراهيم" ومعناه: أن الله تعالى لما قضى أن يجعل محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين , وأثبت ذلك في أم الكتاب , أنجز هذا القضاء بأن قيض إبراهيم عليه السلام للدعاء الذي ذكرنا ليكون إرساله إياه بدعائه كما يكون تقلبه من صلبه إلى أصلاب أولاده.
وأما قوله "وبشارة عيسى بي" فهو أن الله تعالى أمر عيسى عليه [ ص: 82 ] السلام فبشر به قومه فعرفه بنو إسرائيل قبل أن يخلق.
وأما قوله "ورؤيا أمي التي رأت" فإنما عنى به - والله أعلم - ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير قال: فكانت ابن إسحاق آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث أنها أتيت حين حملت بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقيل لها: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الأرض فقولي:
أعيذه بالواحد من شر كل حاسد من كل بر عاهد
وكل عبد رائد يرود غير رائد
فإنه عبد الحميد الماجد حتى أراه قد أتى المشاهد
واسمه في الفرقان محمد فسميته بذلك".