[ ص: 170 ] باب
أخبرنا إسلام أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وهجرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهدنة قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال: حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا عبيد بن شريك، قال: حدثنا يحيى بن بكير، الليث، عن عقيل، عن أنه قال: ابن شهاب، بلغنا أنه قاضى رسول [ ص: 171 ] الله صلى الله عليه وسلم مشركي قريش على المدة التي جعل بينه وبينهم يوم الحديبية، أنزل الله عز وجل فيما قضى به بينهم، فأخبرني أنه سمع عروة بن الزبير مروان بن الحكم يخبران عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كاتب والمسور بن مخرمة يومئذ، كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا، فخليت بيننا وبينه. سهيل بن عمرو
فكره المؤمنون ذلك، وأبى سهيل إلا ذلك، فكاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد يومئذ أبا جندل إلى أبيه ولم يأته أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة وإن كان مسلما، وجاء المؤمنات، وكانت سهيل بن عمرو، أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ وهي عاتق، فجاء أهلها يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجعها إليهم، فلم يرجعها إليهم إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن . لما أنزل الله فيهم:
قال عروة: فأخبرتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحنهن بهذه الآية: يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن الآية.
قال عروة: قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط منهن، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد بايعتك كلاما" يكلمها به، والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما بايعهن إلا بقوله.
رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير.