أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، محمد بن إسحاق، قال: حدثنا بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، عن أبيه، عن سلمة بن عمرو بن الأكوع، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه إلى بعض حصون خيبر فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح، وقد جهد ثم بعث الغد عمر رضي الله عنه فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح على يديه، ليس بفرار" [ ص: 210 ] قال سلمة: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه وهو يومئذ أرمد، فتفل في عينه، وقال: علي بن أبي طالب فخرج بها والله يأنح يقول يهرول هرولة وإنا لخلفه نتبع أثره، حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت؟ قال: أنا "خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك" فقال اليهودي: عليتم، وما أنزل على علي بن أبي طالب، موسى، فما رجع حتى فتح الله على يديه.