[ ص: 252 ] باب ما جاء في الرجل الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أهل النار وما صار إليه أمره وما ظهر في ذلك من علامات النبوة
أخبرنا قال: أخبرنا أبو عمرو الأديب، قال: أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، الحسن بن سفيان، والقاسم، قالا: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا قال: حدثنا أبي، عن عبد العزيز بن أبي حازم، سهل بن سعد، "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإنه من أهل النار، وإنه ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة" [ ص: 253 ] . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون في بعض مغازيه، فاقتتلوا، فمال كل قوم إلى عسكرهم وفي المسلمين رجل لا يدع للمشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقيل: يا رسول الله، ما أجزأ أحد اليوم ما أجزأ فلان، فقال: "أما إنه من أهل النار" فأعظم القوم ذلك، فقالوا: أينا من أهل الجنة إن كان فلان من أهل النار؟ فقال رجل: والله لا يموت على هذه الحال أبدا، فاتبعه كلما أسرع أسرع، وإذا أبطأ أبطأ معه، حتى جرح، فاشتدت جراحته واستعجل الموت، فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك لرسول الله، قال: "وما ذاك" فأخبره بالذي كان من أمره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن مسلمة عن ابن أبي حازم، وأخرجه هو ومسلم من حديث يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم.