[ ص: 319 ] باب ما جرى في أمر الهدايا والأسلحة والرعب الذي وقع في قلوب المشركين من قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم
أخبرنا قال: أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري، أبو بكر بن داسة، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن قال: سمعت عمرو بن ميمون، أبا حاضر الحميري يحدث أبي ميمون بن مهران قال: الشام ابن الزبير بمكة، وبعث معي رجال من قومي بهدي فلما انتهينا إلى أهل الشام منعونا أن ندخل الحرم، فنحرت الهدي مكاني، ثم أحللت، ثم رجعت فلما كان من العام المقبل خرجت لأقضي عمرتي، فأتيت فسألته، فقال: أبدل الهدي، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يبدلوا الهدي الذي نحروا عام الحديبية في عمرة القضاء. ابن عباس خرجت معتمرا عام حاصر أهل
خالفه في بعض ألفاظه؛ لم يذكر لفظ الأمر بالإبدال. يونس بن بكير
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا ، [ ص: 320 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، قال: حدثنا ابن إسحاق، قال: عمرو بن ميمون، كان أبي يسأل كثيرا: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدل هديه الذي نحر حين صد عن البيت؟ فلا يجد في ذلك شيئا، حتى سمعته يسأل أبا حاضر الحميري عن ذلك، فقال له: على الخبير سقطت، حججت عام ابن الزبير في الحصر الأول فأهديت هديا، فحالوا بيننا وبين البيت، فنحرت في الحرم، ورجعت إلى اليمن وقلت: لي برسول الله أسوة، فلما كان العام المقبل حججت فلقيت فسألته عما نحرت علي بدله أم لا؟ قال: نعم فأبدل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد أبدلوا الهدي الذي نحروا عام صدهم المشركون، فأبدلوا ذلك في عمرة القضاء، فعزت الإبل عليهم، فرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في البقر. ابن عباس