أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، قال: حدثنا ابن إسحاق، محمد بن جعفر، عن عروة، قال: لما أقبل أصحاب مؤتة تلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه فجعلوا يحثون عليهم التراب ويقولون: يا فرار، فررتم في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليسوا بالفرار، ولكنهم الكرار إن شاء الله".
وبإسناده عن قال: حدثنا ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عامر بن عبد الله بن الزبير، أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لامرأة سلمة بن [ ص: 375 ] هشام بن المغيرة: ما لي لا أرى سلمة يحضر الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع المسلمين؟ قالت: والله ما يستطيع أن يخرج كلما خرج صاح به الناس: يا فرار، فررتم في سبيل الله، حتى قعد في بيته، فلم يخرج، وكان في غزاة مؤتة.
قلت: قد اختلف أهل المغازي في فرارهم وانحيازهم؛ منهم من ذهب إلى ذلك، ومنهم من زعم أن المسلمين ظهروا على المشركين وانهزم المشركون، وحديث أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم أخذها خالد ففتح عليه" ، يدل على ظهوره عليهم.
والله تعالى أعلم ما الصواب.