وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا قال: حدثنا ابن لهيعة، أبو الأسود، عن عروة، قال: أبو سفيان بن حرب إلى الشام تاجرا في نفر من قريش، فبلغ هرقل شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يعلم ما بلغه من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلى صاحب [ ص: 385 ] العرب الذي بالشام في ملكه، فأمره أن يبعث إليه برجال من العرب يسألهم عنه، فأرسل إليه ثلاثين رجلا منهم أبو سفيان بن حرب، فدخلوا عليه في كنيسة إيلياء التي في جوفها، فقال هرقل: أرسلت إليكم لتخبروني عن هذا الذي بمكة ما أمره؟ قالوا: ساحر كذاب وليس بنبي، قال: فأخبروني بأعلمكم به وأقربكم به رحما، قال: قالوا: هذا أبو سفيان ابن عمه، وقد قاتله، فلما أخبروه ذلك أمر بهم فأخرجوا عنه، ثم أجلس أبا سفيان فاستخبره قال: أخبرني يا أبا سفيان، قال أبو سفيان: هو ساحر كذاب، قال هرقل: إني لا أريد شتمه، ولكن كيف نسبه فيكم؟ قال: هو والله من بيت قريش قال: كيف عقله ورأيه؟ قال: لم نعب له عقلا قط، ولا رأيا قط قال هرقل: هل كان حلافا كذابا مخادعا في أمره؟ قال: لا والله ما كان كذلك قال: فلعله يطلب ملكا أو شرفا كان لأحد من أهل بيته قبله؟ فقال أبو سفيان: لا، ثم قال: من يتبعه منكم هل يرجع إليكم منهم أحد؟ قال: لا قال هرقل: يغدر إذا عاهد؟ قال: لا، إلا أن يغدر مرته هذه فقال هرقل: وما يخاف من مرته هذه؟ قال: إن قومي أمدوا حلفاءهم على حلفائه وهو بالمدينة؟ فقال هرقل: إن كنتم أنتم بدأتم فأنتم أغدر فغضب أبو سفيان وقال: لم يغلبنا إلا مرة واحدة وأنا يومئذ غائب، وهو يوم بدر، ثم غزوته مرتين في بيوتهم نبقر البطون، ونجدع الآذان والفروج.
فقال هرقل: أكاذبا تراه أم صادقا؟ فقال: بل هو كاذب فقال: إن كان فيكم نبي فلا تقتلوه، فإن أفعل الناس لذلك اليهود، ثم رجع أبو سفيان. وخرج