وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمامي المقرئ ببغداد رحمه الله، قال: حدثنا أبو مروان عبد الملك بن محمد بن عبد العزيز المرواني قاضي مدينة الرسول بالمدينة، قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي، قال: حدثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد الفهري، قال: حدثنا [ ص: 396 ] هارون بن يحيى الحاطبي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عن أبيه، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن جده قال: حاطب بن أبي بلتعة قال: فحييته بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزلني في منزله وأقمت عنده، ثم بعث إلي وقد جمع بطارقته فقال: إني سأكلمك بكلام وأحب أن تفهمه مني، قال: قلت: هلم، قال: أخبرني عن صاحبك، أليس هو نبي؟ قلت: بلى، هو رسول الله، قال: فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلده إلى غيرها؟ قال: فقلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس ملك الإسكندرية عيسى ابن مريم أليس تشهد أنه رسول الله؟ فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يغلبوه ألا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله عز وجل، حتى رفعه الله إليه في السماء الدنيا، قال: أنت حكيم جاء من عند حكيم، هذه هدايا أبعث بها معك إلى محمد، وأرسل معك ببذرقة يبذرقونك إلى مأمنك، قال: فأهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث جوار، منهن أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواحدة وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهم بن حذيفة العدوي، وواحدة وهبها لحسان بن ثابت الأنصاري، وأرسل إليهم بطرف من طرفهم.
قال هارون: توفي في خلافة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه. عمر بن الخطاب