أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، قال: حدثنا ابن إسحاق، محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي عن قال: غزوة ذات السلاسل من أرض بلي وعذرة، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستنفر العرب إلى الإسلام، وذلك أن عمرو بن العاص أم العاص بن وائل كانت امرأة من بلي، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم يستألفهم بذلك، حتى إذا كان [ ص: 400 ] على ماء بأرض جذام يقال لها السلاسل، وبذلك سميت تلك الغزاة ذات السلاسل، فلما كان عليه خاف فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده، وبعث إليه في المهاجرين الأولين فيهم أبا عبيدة بن الجراح أبو بكر وعمر، وقال حين وجهه: "لا تختلفا" فخرج لأبي عبيدة أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو: إنما جئت مددا إلي، فقال أبو عبيدة: لا، ولكني على ما أنا عليه، وأنت على ما أنت عليه، وكان أبو عبيدة رجلا لينا سهلا هينا عليه أمر الدنيا، فقال له عمرو: بل أنت مدد لي، فقال له أبو عبيدة: يا عمرو، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تختلفا" ، وإنك إن عصيتني أطعتك فقال له عمرو: فإني أمير عليك، وإنما أنت مدد لي قال: فدونك.
فصلى عمرو بالناس قال: وحدثنا يونس، عن المنذر بن ثعلبة، عن قال: عبد الله بن بريدة، في سرية فيهم عمرو بن العاص أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوروا نارا، فغضب عمر فهم أن يأتيه، فنهاه وأخبره أنه لم يستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك إلا لعلمه بالحرب فهدأ عنه. أبو بكر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: وحدثنا يونس، عن أبي معشر، عن بعض مشيختهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأؤمر الرجل على القوم فيهم من هو خير منه، لأنه أيقظ عينا وأبصر بالحرب".