(ح) [ ص: 141 ] وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحارث الفقيه الأصبهاني، أنبأنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ الأصبهاني، حدثنا عبد الرحمن بن الحسن ، حدثنا أحمد بن رشيد بن خثيم الهلالي ، حدثنا أبو معمر سعيد بن خثيم عمي، عن مسلم الملائي، عن أنس بن مالك ، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، لقد أتيناك وما لنا بعير ييط ولا صبي يصيح، وأنشده:
أتيناك والعذراء يدمى لبانها وقد شغلت أم الصبي عن الطفل وألقى بكفيه الصبي استكانة
من الجوع ضعفا ما يمر ولا يخلي ولا شيء مما يأكل الناس عندنا
سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل وليس لنا إلا إليك فرارنا
وأين فرار الناس إلا إلى الرسل
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلال من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل
كذبتم وبيت الله يبزى محمد ولما نقاتل دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل:
لك الحمد والحمد ممن شكر سقينا بوجه النبي المطر
دعا الله خالقه دعوة إليه وأشخص منه البصر
فلم يك إلا كإلقاء الرداء أو اسرع حتى رأينا الدرر
رقاق العوالي جم البعاق أغاث به الله عينا مضر
وكان كما قال عمه أبو طالب أبيض ذو غرر
به الله يسقي الغمام وهذا العيان لذاك الخبر
ومن يشكر الله يلقى المزيد ومن يكفر الله يلقى الغير