1061 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا عمر بن ذر ، مجاهد قال : والذي لا إله غيره إن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ، وإن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه ، فمر بي أبو بكر رضي الله عنه ، فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ، ما أسأله عنها إلا ليستتبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر بي أبي هريرة أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ، فعرف ما في نفسي وما في وجهي ، [ ص: 1577 ] فتبسم ، ثم قال : "أبا هر ! الحق ، فاتبعته ، فدخل ، فأذن لي ، فوجد صلى الله عليه وسلم لبنا في قدح ، فقال لأهله : "من أين لكم هذا اللبن ؟" قالوا : أهداه لك فلان - أو آل فلان - فقال لي : "يا ؛ انطلق إلى أهل الصفة فادعهم" . قال : فأحزنني ذلك . وأهل الصفة أضياف الإسلام ، لا يأوون إلى أهل ولا مال ، إذا جاءت صدقة أرسل بها إليهم ، ولم يذر منها شيئا ، وإذا جاءته هدية أرسل إليهم فأشركهم فيها ، وأصاب منها ، فأحزنني إرساله إياي ، وقلت : كنت أرجو أن أشرب من هذا اللبن شربة أتغذا بها ، فما يغني هذا اللبن من أهل الصفة وأنا الرسول ، فإذا جاؤوا أمرني وكنت أعاطيهم ، قال : ولم يكن من طاعة الله ومن طاعة رسوله بد ، فانطلقت إليهم فدعوتهم فأقبلوا ، استأذنوا ، فأذن لهم ، فأخذوا مجالسهم من البيت ، فقال : "أي أبا هر" . قلت : لبيك يا رسول الله . قال : "قم فأعطهم" . قال : فأخذت القدح أعطي الرجل فيشرب حتى يروى ، ثم يرده إلي ، ثم أعطي الآخر ، فيشرب حتى يروى ، ثم يرده إلي ، حتى روي جميع القوم وانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ القدح فوضعه على يده ، ثم رفع رأسه إلي ، فنظر إلي فتبسم ، وقال : "أبا هر" . قلت : لبيك يا رسول الله . قال : "اقعد فاشرب" ، فقعدت فشربت ، وقال : "اشرب" . فشربت ، وقال : "اشرب" . فشربت ، فما زال يقول : "اشرب" وأشرب ، حتى قلت : والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا . قال : فرددت إليه الإناء فسمى وحمد الله وشرب منه . أبا هريرة عن