153 - أخبرنا قال : حدثنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي ، قال : حدثنا أبو الأشعث ، أحمد بن المقدام ، عن حماد بن زيد ، يزيد بن حازم ، عن أن رجلا من سليمان بن يسار بني تميم يقال له صبيغ بن عسل ، قدم المدينة ، وكانت عنده كتب ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن ، فبلغ ذلك - رضي الله عنه - ، فبعث إليه ، وقد أعد له عراجين النخل ، فلما دخل عليه جلس ، فقال له عمر من أنت ؟ فقال : أنا عبد الله عمر : صبيغ . فقال وأنا عبد [ ص: 484 ] الله عمر : ثم أهوى إليه ، فجعل يضربه بتلك العراجين ، فما زال يضربه حتى شجه ، فجعل الدم يسيل على وجهه فقال : " حسبك يا أمير المؤمنين ، فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي " . عمر ،
قال محمد بن الحسين :
فإن قال قائل : فمن والذاريات ذروا * فالحاملات وقرا ) استحق الضرب ، والتنكيل به والهجرة ؟ يسأل عن تفسير (
قيل له : لم يكن ضرب - رضي الله عنه - له بسبب هذه المسألة ولكن لما تأدى إلى عمر ما كان يسأل عنه من متشابه القرآن من قبل أن يراه ، علم أنه مفتون ، قد شغل نفسه بما لا يعود عليه نفعه ، وعلم أن اشتغاله بطلب علم الواجبات من علم الحلال والحرام أولى به . وتطلب علم سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى به ، فلما علم أنه مقبل على ما لا ينفعه ، سأل عمر الله تعالى أن يمكنه منه حتى ينكل به ، وحتى : يحذر غيره ، لأنه راع يجب عليه [ ص: 485 ] تفقد رعيته في هذا وفي غيره ، فأمكنه الله تعالى منه . عمر
وقد قال - رضي الله عنه - : " سيكون أقوام يجادلونكم بمتشابه القرآن فخذوهم بالسنن ، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى " . عمر