206  - وأخبرنا  الفريابي ،  قال : حدثنا  محمد بن أبي بكر المقدمي  ، قال : حدثنا  معاذ بن معاذ  ، قال : حدثنا  كهمس بن الحسن ،  عن  عبد الله بن بريدة  ، عن  يحيى بن يعمر ،  قال : كان أول من قال بالقدر بالبصرة :   معبد  [ ص: 571 ] الجهني ،  فانطلقت أنا  وحميد بن عبد الرحمن  فلقينا  عبد الله بن عمر  فقلنا : إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرؤون القرآن ، ويبتغون العلم ، ويزعمون ألا قدر ، وأن الأمر أنف ، قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وهم مني برآء ، والذي يحلف به  ابن عمر  لو أن لأحدهم أحدا ذهبا ، فأنفقه ، ما قبله الله تعالى منه حتى يؤمن بالقدر . ثم قال : حدثني أبي عمر  رضي الله عنه قال : " بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، فوضع كفيه على فخذيه ، فقال : يا محمد  أخبرني عن الإسلام ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا  رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ،  [ ص: 572 ] وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " ، قال : صدقت ، فعجبنا له أنه يسأله ويصدقه قال : فأخبرني عن الإيمان ؟ قال : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : صدقت ، قال فأخبرني عن الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، قال : فأخبرني عن الساعة ؟ قال : ما المسؤل عنها بأعلم من السائل ، قال : فأخبرني عن أماراتها ؟ قال : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . قال : ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال لي : " يا عمر : تدري من السائل ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " إنه جبريل  أتاكم يعلمكم دينكم " .  
				
						
						
