885 - وحدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني ، قال : حدثنا قال : حدثنا خلف [ ص: 1315 ] بن هشام البزار ، ، عن أبو شهاب الحناط ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن مجالد ، عن الشعبي قالت : فاطمة بنت قيس ، أتاني ، فأخبرني خبرا منعني القيلولة من الفرح وقرة العين ، ألا إن [ ص: 1316 ] بني عم تميم الداري ركبوا في البحر ، أخذتهم عاصف في البحر ، فألجأتهم إلى جزيرة من جزائر البحر لا يعرفونها ، فقعدوا . لتميم الداري
وقال خلف مرة أخرى : فركبوا - في قوارب السفينة ، ثم خرجوا فصعدوا إلى الجزيرة ، فإذا هم بشيء أسود أهدب ، كثير الشعر ، فقالوا لها : ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، فقالوا لها : أخبرينا عن الناس ، فقالت : ما أنا بمخبرتكم شيئا ، ولا سائلتكم عنه ، ولكن عليكم بهذا الدير فأتوه ، فإن فيه رجلا بالأشواق إلى أن يخابركم وتخابروه ، فأتوه ، فاستأذنوا عليه ، فدخلوا ، فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق ، شديد التشكي ، مظهر للحزن ، فقال : من أين نبأتم ؟ فقالوا : من الشام قال : فما فعلت العرب ؟
قالوا : نحن قوم من العرب ، عم تسأل ؟ قال : ما فعل هذا الرجل الذي خرج ؟ فقالوا : خيرا . ناوأه قومه ، فأظهره الله عز وجل عليهم ، فأمرهم جميع ، ودينهم واحد ، ونبيهم واحد ، وإلههم واحد .
[ ص: 1317 ] قال : ذاك خير لهم ، فقال : ما فعلت عين زغر ؟ فقالوا : يشربون منها لشفتهم ، ويسقون منها زروعهم . قال : ما فعلت نخل بين عمان وبيسان ؟ فقالوا : يطعم جناه كل حين . قال : ما فعلت بحيرة الطبرية ؟ فقالوا : يدفق جانباها من كثرة الماء .
قال : فزفر عند ذلك ثلاث زفرات ، ثم قال : إن انفلت من وثاقي هذا : لم أدع أرضا إلا وطيتها برجلي هاتين إلا طيبة ، ليس لي عليها سلطان ، "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلى هذا انتهى فرحي ، طيبة - يعني : المدينة - والذي نفس محمد بيده ما فيها طريق واحد ، ضيق ولا واسع ، سهل ولا جبل إلا وعليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة " . هذه صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ، وكان لا يصعد قبل يومئذ إلا يوم جمعة ، - أو كما قالت - ، فاستنكر الناس ذلك ، فبين قائم وجالس فأومأ إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده : " أن اجلسوا ، فإني لم أقم مقامي هذا لأمر ينغصكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن